حمدي محمد الهلال
ضمن السلسلة اللامتناهية من الأساليب الدعائية، طالعتُ مؤخراً أسلوباً جديداً
ومبتكراً، ربما يشكل سابقة خطيرة في هذا المجال، فقد صدَّرت إحدى الصحف
العربية في إحدى صفحاتها إعلاناً مؤطراً احتل مساحة إعلانية كبيرة تساوي الربع
الأخير من الصفحة، كان استهلال الإعلان مكتوباً كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم: [إنا فتحنا لك فتحا مبينا] صدق الله العظيم، ثم
تعاقبت بقية كلمات الإعلان بخط أعرض قليلاً: ترقبوا بمشيئة الله - تعالى -
الافتتاح الكبير لقصر الـ (....) للأثاث، وتلتها مجموعة من الكلمات المتراقصة
الأخرى: أحدث التصميمات العالمية.. مودرن.. استيل.. من أفضل الخامات
الطبيعية ... إلخ.
المتفحص لهذا الإعلان سيجد فيه استغلالاً صارخاً لكلمات الله - عز وجل -
ومحاولة سافرة لاستخدام الآيات القرآنية في أغراض دعائية أراد المعلن من خلالها
مخاطبة مشاعر الجمهور ووجدانه، مستغلاً العوامل الدينية التي تلعب دوراً كبيراً
في توجيه سلوك الفرد وحثه على قبول فكرةٍ مَّا بمجرد الإيحاء له أنها دينية تخدم
دينه الإسلامي وعقيدته الحنيفة، وتم الربط بين الفتح المبين الذي ورد ذكره في
كتاب الله - عز وجل - وبين افتتاح محل الأثاث المعلن عنه.