مجله البيان (صفحة 3161)

نص شعري

لا تجزعي

علي جبريل أمين

لا تجزعي لا تجزعي؟ إن البلا أن تجزعي!

لا تجزعي يوما ولا تستسلمي أو تخنعي لا تجزعي..

وعلى طريق جهادنا فلتسرعي لا تجزعي..

إني أقول مرددا - كيما تعي -:

لا تجزعي!

أماه إن طال العذاب على فؤادك فاضرعي

ولئن تراقصت الخطوب على ثراك البلقع

ولئن رمى الأعداء عرضك بالسباب المقذع

فاستأنسي بالله! - يا أماه - لكن.. اسمعي:

لا تجزعي!

كم قد جفاك بنوك في ليل الشتاء الأقطع!

بل كم رموا بك في هجير الصيف في مستنقع

ولكم أصابك ما أصابك في الخريف المفزع

وأتى الربيع يقول يا أماه - كيما تمرعي -:

لا تجزعي!

يا ويلهم! قتلوك بالهم الكئيب الأفظ

ذبحوا وريدك وانثنوا يبكون! يا للأدمع

قتل القتيل وكان في يوم الجنازة لا يعي! !

هم مثله.. لكن دماؤك سطرت في المطلع:

لا تجزعي!

قد أظلمت أرجاء دنيانا تؤرق مضجعي

والبدر قطَّب وجهه، والنجم لما يسطع!

تاهت رؤى قلبي وراء الأفق بين الزعزع

لكن تلألأ - فجأة! - نجم.. وسطرها معي:

لا تجزعي!

أماه: هذا جيل صحوتنا فلا تتوجعي

أحفاد خالد والمثنى الشهم وابن الأكوع!

جاؤوك بالقرآن يسقيك الهدى.. فتضلعي

ونشيدهم في ظلمة الليل البهيم المروع:

لا تجزعي!

إيهِ ثَرى البلقان.. إن مكروا فلا تتزعزعي

آه ليالي البؤس.. كوسوفا تئن فأقشعي

يا أرض كوسوفا الحزينة يومهم في مصرع

سنعيدها! وهتافنا يعلو هدير المدفع:

لا تجزعي!

يا أمتي.. صبرا إذا ذرفت دموع المدمع!

يا أمتي اعتصمي بربك ذي الجلالة واركعي

لا تجزعي! وصدى الهتاف مجلجل في الأربع:

لا تجزعي لا تجزعي.. أماه لا! لا تجزعي!

طور بواسطة نورين ميديا © 2015