نص شعري
علي جبريل أمين
لا تجزعي لا تجزعي؟ إن البلا أن تجزعي!
لا تجزعي يوما ولا تستسلمي أو تخنعي لا تجزعي..
وعلى طريق جهادنا فلتسرعي لا تجزعي..
إني أقول مرددا - كيما تعي -:
لا تجزعي!
أماه إن طال العذاب على فؤادك فاضرعي
ولئن تراقصت الخطوب على ثراك البلقع
ولئن رمى الأعداء عرضك بالسباب المقذع
فاستأنسي بالله! - يا أماه - لكن.. اسمعي:
لا تجزعي!
كم قد جفاك بنوك في ليل الشتاء الأقطع!
بل كم رموا بك في هجير الصيف في مستنقع
ولكم أصابك ما أصابك في الخريف المفزع
وأتى الربيع يقول يا أماه - كيما تمرعي -:
لا تجزعي!
يا ويلهم! قتلوك بالهم الكئيب الأفظ
ذبحوا وريدك وانثنوا يبكون! يا للأدمع
قتل القتيل وكان في يوم الجنازة لا يعي! !
هم مثله.. لكن دماؤك سطرت في المطلع:
لا تجزعي!
قد أظلمت أرجاء دنيانا تؤرق مضجعي
والبدر قطَّب وجهه، والنجم لما يسطع!
تاهت رؤى قلبي وراء الأفق بين الزعزع
لكن تلألأ - فجأة! - نجم.. وسطرها معي:
لا تجزعي!
أماه: هذا جيل صحوتنا فلا تتوجعي
أحفاد خالد والمثنى الشهم وابن الأكوع!
جاؤوك بالقرآن يسقيك الهدى.. فتضلعي
ونشيدهم في ظلمة الليل البهيم المروع:
لا تجزعي!
إيهِ ثَرى البلقان.. إن مكروا فلا تتزعزعي
آه ليالي البؤس.. كوسوفا تئن فأقشعي
يا أرض كوسوفا الحزينة يومهم في مصرع
سنعيدها! وهتافنا يعلو هدير المدفع:
لا تجزعي!
يا أمتي.. صبرا إذا ذرفت دموع المدمع!
يا أمتي اعتصمي بربك ذي الجلالة واركعي
لا تجزعي! وصدى الهتاف مجلجل في الأربع:
لا تجزعي لا تجزعي.. أماه لا! لا تجزعي!