زاهر بن مرعي الزهراني
جدَّ المُضِلُّون في خسفٍ وإرعابِ ومعولُ الظُلمِ أبكى عينَ محرابِ
لم يبقَ في قِرْبَة الأعيادِ من فَرَحٍ نسقي بها النفسَ مِن جدبٍ بها رابي
ماتتْ بغدْر رماحِ القهرِ بهجتُنا ويشمَخُ الحزنُ في أحداقِ أحبابي
وينبتُ الألَمُ المجنونُ في شَفَة تُريقُ بسمَتُها شَهْداً مِنَ الصَّابِ
زقّومةُ الشرِّ تنمو في مرابعنا ونخلةُ الخير ذاقتْ فاسَ حطّابِ
وصيحَةُ الليلِ دوّتْ في عوالمِنا وهمسَةُ الصُّبحِ في سِجنِ وإرهابِ
أَلَمْ ترَ الطفلَ في أشداقِ عاصفةٍ يبكي وحيداً على أهلٍ وأصحابِ؟ !
غَضّاً، يقول على أشلاءِ منزِلِهِ: صارتْ رماداً كراريسي وألعابي!
أُمّي.. أبي.. إخوتي، من ذا يُساعِدني؟ فالحقلُ شوكٌ، وساقي بينَ أنيابِ
كُفَي عذابَك يا دُنيا اللّظى؛ فَلَنا شوقٌ فتىٌّ لأيامِ ابن خطّابِ
لا الكربُ لامَسَها، لا النورُ فَارَقَها، حمائمُ الأنسِ تغشاها بأسرابِ
وعندنا في زمان القحْطِ مَظْلَمَةٌ تُحقِّرُ الصِدقَ، تهوى رَفْعَ كذَابِ
سلاحُنا في الوغى دَمْعٌ يُخَادِعُنا فهل سيصنَعُ دِرْعاً غسلُ أهدابِ؟
يَدُ الضلالةِ غاصتْ في منابعنا فدنستها ونرضى وَحْلَ أغرابِ!
مراكِبُ الصّفو ضلّت عن موانئنا بل المصابيحُ قد نامتْ بألبابٍ
مهما فَشَا الخوفُ.. فالآمالُ صاعِدةٌ على مدارج إيماني لترقى بي
يا قلب فاسْعَدْ.. أرى أفْقاً يقول لنا: لزورقِ الفجرِ قد فتّحْتُ أبوابي