عبد الله بن حسن الوادعي
جَمَعَ الوثائقَ والصحائفَ والعهودْ ... وأدار ظهراً ثم ولَّى لن يعودْ
وأجدَّ في السير الحثيث وقالَ لي: ... أخُبر أولئكَ أنني ضمن الشهودْ
قل للذين تخلفوا عَن مجدهمْ ... باعوا حضارتهم وغرتهم وعودْ
واقرعْ مسامعَ مَنْ تَغَيَّرَ حَالُهُم ... واستبدلوا الدنيا بجنات الخلودْ
ذَلوا وهَانُوا! ما تُهانُ كَرامةٌ ... إلا لشعبٍ حفُهُ ألا يَسُودْ
كيفَ السبيلُ وقد أضعتمْ شرعةً ... وجزيتمُ الشرعَ المطهر بالجحودْ
كيفَ السبيلُ وقد نَسيتمْ قدوةً ... رمزَ الإباءِ الحُرِّ عُنْوانَ الصُمُودْ
ورضيتمُ بالذلُ بَعدَ معزةٍ ... المجدُ ليسَ يُقيِمُهُ قومُ رُقودْ
أَسَفِي على قومٍ يَعِيثُ بأرضهمْ ... أهلُ الصليبِ الحمرُ إخوانُ القرودْ
الشبلُ يُولدُ ثَائراً متحفزاً ... فهو ابن ذاك الليثِ لا يخشى الفُهودْ
لكنكم تخشونَ مِنْ نبح الكلا ... بِ وأنتمُ الأشبالُ أبناءُ الأُسودْ
كل الذي أستطيعُ بثُ مشَاعِري ... وعسى لدربِ العزِّ يوماً أن نعودْ
أنا شاهدٌ عدلٌ مضى مِنْ عُمركم ... حتى لقاءِ الحقِ تَحبسُني القُيودْ