المنتدى
مسعود الصاعدي
تمطَّى بجوفي هَمٌّ ثقيلْ
يسير رويداً
ويجثمُ في طرقات العروقْ
به أرقبُ الشمس
بعد الغروبِ
فتغرب عند انتظار الشروقْ
به ألعق المرَّ
أحسب أنّي
لعقت من الزهر شَهْدَ الرحيقْ
وأحسبُ أنَّ النجوم تدلَّى
وما ثَمَّ نجمٌ! !
وما ثَمَّ بَدْر! !
وما ثمَّ إلاّ اختطاف البروقْ!
* * *
أنام وأصحو
فابصر ثمة بعض الدفاترِ حوليْ
تسيل مدامعها في السطورْ
وأبصر ثَمَّ يراعاً حزيناً
جريحاً
وينزف يندبُ كرَّ الزمانِ
ومرَّ الدهُورْ
* * *
فأعلمُ
أنَّ الدفاتر تبكي
وأعلمُ
أن المنائر تبكي
وأنَّ المدائن تبكي وتبكيْ
ولكنَّ ماءَ العيونِ
وماءَ اليراع
لا ينبت الزهر فوق الصخورْ
(وربُّك يبعث من في القبورْ)