مجله البيان (صفحة 3085)

منتدى القراء

جراحاتنا تتوالى

علي بن أحمد الجميلي

جرحٌ يثورُ وحسرةٌ تتجددُ ... والقلب يشكو والحقيقة توأدُ

والأمة الثكلى تنوح وتشتكي ... والجرح فيها لم يزل يتولدُ

والخصم يغرز خنجراً في جسمها ... وبحكم قانون العدالة تُجهدُ

فعلى ثرى (البلقان) جرحٌ مؤلمٌ ... ما زال في أيامنا يتجددُ

وإذا (كسوفا) والدخان مكثفٌ ... والكون في داجي الظلام مُلبّدُ

جاء الصليب بعدّه وعتاده ... وبكل قوات الدمار يُزودُ

بالأمس أشرع في سراييفو يداً ... ومخالباً للجارحات تعددُ

واليوم يبدأ جولة محمومة ... قصفاً هنا، وهناك روحٌ تَصْعَدُ

تجري دماء المسلمين كأنها ... نهرٌ يشق مساره لا يركدُ

وصغيرة فوق الترابِ منامها ... وتُصعّدُ الزفراتِ ثم تُصعّدُ

ألْقت إليّ بنظرة في حيرة ... وكأنها تبغي لها من ينجدُ

قالت وحالتها تسابق نطقها: ... إني هنا في حالة لا تُحسدُ

عماهُ أفترش الترابَ وخيمتي ... سحبٌ فهل يحلو بهذا مرقدُ؟

عماهُ كان أبي يدللني وقد ... أضحى هناك بقبره يتوسدُ

عماهُ ما للمسلمين لأمرنا ... وكأنهم عن كل حِسٍ جُردوا؟

صار الجهاد جريمةً وخيانةً ... والرقصُ والإيقاع فعلاً يحمدُ

أنا من حملت الدين بين جوانحي ... فلأجله دون البقية أُطرَدُ

لو كان ما بي في اليهود لأقبلت ... من كل ناحية يهودٌ تَحشدُ

أو كان مابي في الصليب لأقبلت ... أقوامه ضد العدو تُسدّدُ

لكنني بالله أطلب عزتي ... فهو الذي يعطي الجميع ويُنجدُ

فعقيدتي بين الضلوع حملتها ... فأنا برغم مصائبي أتجلدُ

عماه قل للمسلمين ترقبوا ... فالنصر آت والإله مؤيدُُ

شياه في سوق الأمم

عبد الرحمن بدماسي أصيل

لكم صرنا إلى ذل ... وكم بؤنا بخسران

وكم جدنا بأموال ... وكم جدنا بأوطان

تعال انظر إلينا اليوم ... يا هادي ويا حاني

تعال انظر إلى غنم ... تساق بخسة الشان

تساق إلى مجازرها ... بإصغاء وإذعان

تلقفنا مناهجهم ... فصرنا شبه خرفان

ألا عذراً لخرفان ... ألا عذراً بني الضان

فإن الله برأكم ... بآيات وتبيان

لقد كنا أسود الغاب ... لم نعبأ بفئران

خيول الله قد ركبت ... إلى فرس ورومان

جحافلنا لقد خرجت ... (تدكّ معاقل الجاني)

لقد كنا مصابيحاً ... بإسلام وإيماني

***

هموم وهجوم

مالك بن فيصل الإبراهيم

للشعر في قلبي مقامٌ سام ... إنْ مَسّهُ جمرُ الحياةِ سقاني

كم عِشتُ في أفيائهِ مترنماً ... أشدو مع الشادينَ في البستان

منه ارتشفتُ عبارتي متحدياً ... خصمي وما قد صَبّ من طغيان

فأصبّ من لأوائِه وشُواظِهِ ... ناراً تحرّق خُطةَ الصّلبان

هو روضتي الغناء من أزهارِها ... حُبِكَ القصيدُ بأجملِ الألوان

ووعاء ذاكرتي ودفتر سيرتي ... وصحيفةُ التاريخ والوجدان

يا شعرُ يا ملكَ الفنون بٍسحره ... يا أروع التبيان للإنسان

حَنّتْ إلى ذكراك داعيةُ الأسى ... وهفا إلى لقياكَ سِرّ كياني

أستمنحُ الأفكارَ من ينبوعِها ... وأصوغها شِعْراً جميل الشان

أستنطِقُ الألحانَ وهي حزينةٌ ... فتهزني بروائها الفتان

نظمٌ من الوجدانِ صافح ثغرَهُ ... كَلِمُ الجنان برائع التحنان

سِرْبٌ إلى حُفرِ النفوسِ وقلبها ... يحثو الشعور بمدمعٍ هتان

... ... ... ... ... ***

حوار معها! !

عبد الله عطية الزهراني

ذَكّرتُ علّ الذّكْرَ فيها يَنْفعُ ... وتَعِبْتُ أبْغي الشّرّ عنْها يُدْفَعُ

لِمَ لا تريدينَ السّلامَ وأمْنَهُ؟ ... أوَ مَا رَأيتِ يدَ المنيّةِ تَرْدَعُ؟

أوَ مَا عَلِمْتِ بأنّ جسْمِي نَاحِلٌ ... مِما صَنَعْتِ، وأنّ قَلبي مُوجعُ؟

أوَ مَا تُريدينَ الجِنانَ وحُسنها ... عِنْدَ الإلهِ، فنِعمَ ذَاكَ المطمَعُ؟

أوَ مَا عَملْتِ لهولِ يومٍ بأسُهُ ... دَكّ الجبالَ، ولمْ تكُنْ تتزعْزعُ؟

قالتْ وفيِ العَينين حقْدٌ واضحٌ ... تَبْدو شرارتُهُ، وسمّ يتْرَعُ

بيني وبينكَ صولَةٌ لا تنْتهي، ... البأسُ فيها، والصّوارمُ تقْطعُ

بيني وبينكَ جولةٌ أعْدَدْتُها ... إبليسُ قائدُها يُبيحُ ويمنعُ

جُنْدي كثيرٌ، والمقانِبُ [1] كظّةٌ ... بالخيل عندي، والأسنّةُ تُشرَعُ

وبصفّيَ الدّنيا عليك، ولِلْهَوى ... كَفّ تؤازِرُني، وكفّ تصْفَعُ

يا أيها الخصْمُ الذّي عامَلْتُهُ ... بالحسنِ، والأحقادُ عنْها أرفَعُ

لسْتُ الوحيدَ فإنّ قلبي مفعمٌ ... بالدّين، والإيمانُ لا يتضْعضعُ

ربّي مَعي أنّى اتّجهتُ بنورهِ ... يزدانُ درْبي، بالعقيدةِ أصْدَعُ

واللهِ لو قُطّعْتُ حتّى ينْتهي ... جَسدي، فلا عظمٌ يظلّ وإصبَعُ

ما كنتُ للإسلامِ خصماً طالبا ... نصراً، فإنّي بالشريعةِ مُولَعُ

الحرب الضروس

صلاح نور عبد الشكور

(كأس وغانية تفعلان في تدمير الأمة المحمدية أكثر مما يفعله ألف مدفع) نعم

لقد أدرك أعداء الإسلام خطورة هذا الجانب في الوقت الذي يجهله كثير من

المسلمين ويا للأسف ... حرب الأخلاق والقيم.. تبدد الشعوب والأمم ... وتُخِير

العزائم والهمم، وتجعل الفرد منتمياً إلى دينه بهويته وبلدته؛ لكنه منحازٌ لأعدائه

بأفكاره وأخلاقه وتعامله. أليست المنية أفضل من أن يكون المرء كذلك؟ ! !

نعم لقد تفرق شمل اليهود والنصارى، واختلفت آراؤهم وتباينت معتقداتهم

كما قال المولى -جل وعلا-: [تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى] [الحشر: 14] .

نعم تفرقوا إلا علينا.

ولست ألقي اللوم على الأعداء في خططهم وتآمرهم لهدم كيان هذا الدين،

ولكني ألقي اللوم كل اللوم على من مشى وراءهم ومدّ لهم يد التأييد وسخر قلمه

ولسانه معهم ...

وفي النهاية.. ما هي إلا دعوة صادقة للرجوع لهذا الدين والتمسك بقيمه

وأخلاقه والسير على منهجه بنور الكتاب والسنة؛ حتى يتحقق وعد الله عز وجل:

[وَعَدَ اللَّهُ الَذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ

الَذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً

يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ]

[النور: 55] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015