منتدى القراء
شعر: رشاد حسن المعمري
سلام القلب والهُدبِ ... سلام الود والرعبِ
سلام الحب أبعثه ... وشوقاً صار كاللهبِ
سلام يا أبا ولدي ... رفيق النفس في الحقبِ
ثمانية لكالأزهار ... تخشى صولة الجدبِ
بكوكَ بكاءَ منتظر ... ومن يبكيك لم يُعبِ
فبعدَ اللهِ ليس لهم ... سواك أيا أبا النّجُبِ
فأنتَ الظلّ من شمسٍ ... وأنت الأمنُ من رَهبِ
تسائلني صغيرتهم ... بحلو لسانها العذبِ
ودمعتها بعينيها: ... أيا أماه أين أبي؟
متى يأتي فيسعدنا ... متى نمضي إلى اللعبِ
متى يأتي أقبله ... بثغري قبلةَ الذهبِ
وأُخرى حلمها دوماً ... لقاك ببيتنا الرحبِ
فتصحو ثم تخبرني: ... أيا أمي لقيتُ أبي
وكنا قبلُ في سعد ... وفي شدوٍ وفي طربِ
وإني لست كاذبةً ... ولم أنشأ على الكذبِ
فنامي كي تريه معي ... يلاعبني على الكثبِ
وثالثهم ورابعهم ... كمن رجلاه في اللهبِ
وهذا البيت كم يشكو ... شكاة الضر والعطب
ولو جدرانه نطقت ... لقالت من لظى النصبِ:
مَتى يأتي فيعمرنا ... ونطرد وطأة الغَلَبِ
فبيتٌ أنتَ لستَ به ... لَعمْرُ اللهِ كالخَرِبِ
سألت الله في سَحَر ... ودمع العين في سكبِ:
إلهي أنت رازقنا ... وأنت العون في النّوَبِ
أعدْ زوجي إلى دارٍ ... بكته بكاءَ منتحبِ
إلى صبيانه سجدوا ... إليك سجود محتسبِ
أعد بعلي أعد سندي ... أعد قلبي أجب طلبي
وبعد الليل إصباحٌ ... ويُسرى قد تلى كُرَبي