نص شعري
موسى بن محمد الزهراني
ثَمِلوا بسوْرة أكؤسِ الأشرارِ ... سَفِلتْ نفوسُهمُ إلى الأقذارِ
أغرتهمُ الدنيا بزيف زخارفٍ ... منسوجةٍ بأناملِ الكفارِ
وتتبّعوا فيها عقيرةَ ناعقٍ ... يدعوهمُ لمداركِ الأنيارِ
فتهافتوا فيها بغير تريّثٍ ... فِعْلَ الفراشِ على لهيب النارِ
يا ويحَ أمتنا التي رغم الأسى ... لمّا تزلْ تسعى بكل سُعارِ
تهفو إلى تقبيلِ كفّ منافقٍ ... قد سامها سوءاً بكل شنارِ
ترجو لها الغفرانَ من أفواههم ... وتعيشُ في دوامةٍ وصَغارِ
يا حسرةً، أنّى لأمتنا الهدى ... من بعدُ، وهي ثقيلةُ الأوزارِ؟ !
آهٍ لأمتنا التي لم يكفِها ... عِظَمُ الرّدَى حتى اكتوتْ بالنارِ
رَضِيَتْ بهذا الذّلّ، فهي مسوقةٌ ... قسراً إلى ضحضاحِ جُرفٍ هارِ
أنّى لها النصرُ المبينُ وقومُها ... زجّوا بها في لُجّةِ الإعصار؟
أغراهُمُ الغربُ الدنيء بحفنةٍ ... من مدحهِ جهراً بلا إسرارِ
قُذِفَ الهوى والوهنُ بين جوانحٍ ... خُلقت لغير الذّل والآصارِ
ما ذاك إلاّ أن قومي جانبوا ... سُبُلَ السموّ إلى ذرى الأطهارِ
تاهت سفينتُنا وعزّ مصابُنا ... بَعُدتْ مراسينا على البحّارِ
كلأً مباحاً صيّروا إسلامنا ... ورموهُ في رجعيةٍ وإسارِ
يا ألفَ مليونٍ يؤرّقُ ليلَهم ... صوت الهوى وتمايلُ الفُجّارِ
يا ألفَ مليون رَمَوا أعراضهم ... في حضن إعلامِ الهوى والعارِ
مَدّوا أكُفّ ضراعةٍ نحو الأُلَى ... طعنوا مروءَتهم بألفِ شعارِ
لا تسألوا من بعدِ ذا عن أمةٍ ... تَخِذَتْ دِثارَ الذّلِ خيرَ دثارِ
حبّ لدنيانا، وبُغْضُ مماتِنا ... وهْنٌ كما في صادق الآثارِ
أفما علمتم يا بني قومي بما ... في الذّكرِ من بُشرَى ومن أخبارِ؟
لن يجعل اللهُ العزيزُ لكافرٍ ... سُبُلاً علينا يا أولي الأبصارِ
هذا الكتابُ، وتلك شرعةُ أحمدٍ ... فمتى نسيرُ على خُطى المختارِ؟ !