خطوة في المسار الصحيح
هناك قصور ملحوظ في مجال العلم الشرعي يتفق عليه جل العاملين في حقل
الدعوة الإسلامية، وهو راجع إلى أسباب كثيرة لا مجال للخوض في تفاصيلها،
وأهمها عدم الاهتمام المتعمد، والإهمال المقصود لهذا الجانب من قبل الذين
يمسكون بجانب التخطيط التربوي للأجيال الإسلامية.
وهذا القصور لا يستدرك - ولا يزال - عن طريق المحاضرات التي تعقد
هنا وهناك، وتخضع لاعتبارات أغلبها لا يقوم على أساس تزويد المسلم
بالمعلومات المحددة والواضحة والأساسية التي يبنون عليها فهمهم للواقع الذي
يعيشون فيه. وإدراكاً من " المنتدى الإسلامي " لذلك، وحرصاً منه على تقديم
النافع من العلم الشرعي في حدود الطاقة، ودون إنفاق الجهود في الشكوى والتذمر
واقتراح الحلول الكثيرة التي يبقى أكثرها حبراً على ورق! فقد عقد دورة مكثفة
(ولمدة أسبوعين من 5/8/1988 إلى 19/8) للعلوم الشرعية، ودعا إليها الراغبين
من الإخوة الذين يديرون بعض الأنشطة الإسلامية في أوربا، وقدم المادة المدروسة
بعض الأساتذة المختصين في علوم العقيدة، وأصول الفقه، وأصول الحديث،
والتفسير، واللغة العربية.
وقد أعطيت فكرة مكثفة عن بعض العلوم الإسلامية ومصطلحاتها، وهي وإن
لم تكن كافية إلا أنها تساعد على تأصيل الأفكار، وإزالة الغموض عن بعض ما
يشكل عند مطالعة كتب العلم الشرعي، وقد أكد على الجانب العملى التطبيقي من
هذه العلوم دون الخوض في دقائقها والتي لا تهم إلا المختصين والمتفرغين.
بالإضافة إلى دروس تقويمية ألقت أضواءً على مسيرة الفكر الإسلامي الحديث،
والإضافات التي أضافها إلى الثقافة الإسلامية بشكل عام، والتحديات التي لازالت
تعترض مسيرة هذا الفكر ليأخذ دوره الصحيح في بناء شخصية المسلم الفكرية
المتماسكة، وقد تركت الدورة صدًى طيباً ومشجعاً في نفوس المشاركين يدعو إلى
مواصلة السير إعداداً وتحسيناً.