ناصر بن عبد العزيز آل عبد الكريم
من يظن أن على كل مسلم إدراك المفاهيم الإسلامية والنظرات الواقعية
الإسلامية والنظرات الواقعية للمجتمع الإسلامي وأن يكون لديه تصور شامل لما
يجب أن يكون عليه حال الأمة وأن يدرك المؤامرات التي تحاك ضدها والغزو
الفكري الموجه نحوها.
يخطئ من يظن ذلك لأن المفاهيم ليست متناً أو مقرراً دراسياً يكفي حفظه أو
تكفي مذاكرته فحسب.
إن الفكر الإسلامي - وأي فكر - يختلف مدى إدراك أتباعه كما يختلف هذا
الإدراك من فرد لآخر وذلك حسب مرونة عقل هذا الفرد، وحسب قدرته على
معرفة أسباب الداء واكتشاف الدواء له.
ومن ميزات هذا الدين استيعابه لجميع الطبقات الاجتماعية مهما كان مستواهم
الفكري أو المادي أو قدراتهم ومواهبهم.
ندرك مما ذكر أن المطلوب من كل مسلم أن يدرك ما هو معلوم من الدين
بالضرورة وأن يدرك المفاهيم الأساسية لهذا الدين وأن يكون على حذر من المفاهيم
الخاطئة أو الآراء المغلوطة، وما سوى ذلك فحسب قدرته وموهبته وتخصص، أما
كيف يتسنى له هذا فذلك مبحث آخر.
نسأل الله التوفيق والسداد وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.