شعر: محمد أمين أبو بكر
الأرض ناحت والخطوب جسام ... لكننا بين الأنام نيام
في محنة بسطت سحائب بؤسها ... بكت العراق لهولها والشام
أننام والآفاق ترعد حولنا ... والريح تعصف والضياع طعام
والعقل يصرخ والضمائر تشتكي ... والموت في جل العيون ينام
في حقبة من عمرنا أضحى بها ... يخشى الضياء ويعشق الإظلام
أَوَ ما كفى نوماً يغال حياتنا ... وتموت في ظلماته الأحلام
البعد عن شمس الهداية مأتم ... دفنت مفاخرنا به الأقزام
لِمَ لا تعود إلى الضياء عقولنا ... ويضئ كل دروبنا الإسلام
لم لا يعود إلى الصدارة ركبنا ... يمضي وتخفق فوقه الأعلام
لنقيم أبراج الإباء بهمة ... في ركبها تتهلل الأعوام
فالمجد في ساح البطولة صنعة ... لا الغيد تصنعه ولا الأوهام
والظلم يلتهم الأنام بنابه ... ويضج فيها من لظاه ضرام
هاقد علت بين الديار نوازل ... يهتز منها الترب والآكام
النيل يزأر والفرات مضرَّج ... وضفاف كابل لفها الإجرام
والليل يعوي والزوابع لا تعي ... والقدس في وضح النهار تسام
من قاتل عشق الجريمة بعدما ... سخرت به وبجنده الأقوام
هبوا إلى العلياء إن تراثنا ... في كل أرض سيد وإمام
فإذا استقام على الهداية ركبنا ... يخضر فوق هضابنا الإقدام
وترف أغصان السعادة فوقنا ... وتزول من أصقاعنا الأسقام