كلمة صغيرة
نبهت مشكورة صحيفة (الخليج الإماراتية) [1] لحملة مشبوهة غامضة تتبناها
جهة مجهولة ضد الإسلام والمسلمين من خلال شبكة (أمريكا أون لاين) بترويج
عملية التحريف في سور للقرآن الكريم والحديث. بإضافة ترجمات وتفاسير مزورة
ومغرضة لأربع سور مخترعة بعناوين: (الإيمان) و (التجسد) و (الوصاية)
و (المسلمون) زعموا أن مرجعها صحيح البخاري وكتب التفسير، ووضعوا لها رواة
مزيفين على نسق رواة الحديث؛ للتغرير بالمسلمين غير الناطقين بالعربية مدّعين
أنهم يرجعون لموقع إسلامي معروف؛ وثبت كذبهم في دعواهم. ودعت الصحيفة
إلى حملة احتجاج ضد ذلك الموقع المشبوه.
ونعتقد أن الهجوم على الإسلام قديماً وحديثاً مستمر من قِبَلِ أعدائه بالكذب
والزور والافتراء وما ضره شيئاً؛ لأنه من عند الله تعالى الذي تكفل بحفظه.. وإن
كانت مصادر هذه الدعاوى واضحة من لفظي: (الوصاية والتجسد) فهما مفهومان
لهما مرجعيتهما المعروفة لكل متابع؛ وجهود أعدائنا في التحريف والتزييف لا
تخفى ولن تنطلي على المسلمين إن شاء الله؛ لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل
استُغِلّ (الإنترنت) استغلالاً دعوياً للتعريف بالإسلام من قِبَلِ الجهات الدعوية
الإسلامية بالمنطلق الشرعي القائم على الكتاب والسنة وفهم الصحابة والتابعين لهم
بإحسان؟ لأن الملاحظ أن التوجهات التنصيرية والملل والنحل المنحرفة قائمة على
قدم وساق بالتبشير بمناهجها من خلال هذه الأداة الإعلامية الجديدة الخطيرة؛ بينما
بعضنا مشغولون بنهش أعراض إخوانهم، والإساءة إليهم، على حين أن أعداء
الإسلام بمنجاة منهم. مع العلم أن الشركة المذكورة ألغت الموقع المشار له كما نشر
مؤخراً.
فمتى نعي واجباتنا، ونتقي الله في آرائنا؟ والله المستعان.