قضايا ثقافية
أسطورة شادي عبد السلام [*]
اتجاهه الفني ونزعته الفرعونية
د. أحمد إبراهيم خضر
شادي عبد السلام، أحد فناني السينما، يطلقون عليه (المفكر وشهيد
الفن) [1] ، وهو مخرج سينمائي مغمور ذو شهرة محدودة لا يعرفه عامة الناس، لكن رجال السينما والفن ينظرون إليه على أنه عبقري وأسطورة، قالوا عنه ما نصه: (أي عظمة وأي شموخ، وأي تراجيديا لعبقري مصري أفلتناه من أيدينا، نحن أنفسنا الذين نحمل وزر دمه المسفوح على كواهلنا جميعاً) [2] .
تركزت الأضواء على شادي عبد السلام بعد أن كتبت عنه الصحف الفرنسية
ومنحه الغرب عدة جوائز أهمها جائزة (جورة سادول) عام 1970م عن فيلمه
(المومياء) ومنحته بريطانيا، وإيطاليا، وأسبانيا عدة جوائز أيضاً، كما منحه
المركز (الكاثوليكي المصري) جائزة شرف عن مجمل أفلامه عام 1975م [3] .
لماذا شادي بعد هلاكه؟
ورغم أنه مات منذ عشر سنوات إلا أن الأضواء عادت تتركز عليه الآن
وتضعه جنباً إلى جنب مع الرموز التي أخذت على عاتقها مهمة تهميش الإسلام
وتخريبه من داخله. كان الهدف العام لبعض المثقفين العرب وعلى الأصح
(العلمانيون منهم) ترك مهمة مكافحة الإسلام على حد قول المستشرق الألماني
(ألكسندر فورس) لما يسمونهم بممثلي الإسلام المستنير وعلى أرض الإسلام ذاته من
جانب إسلاميين عقلانيين، على أساس أن الهجوم على الإسلام من مواقع غير
إسلامية سيقوّي جانب ما يسمونهم بالإسلاميين الراديكاليين ويكسبهم أرضاً
جديدة [4] .
لكنّ تبني العلمانيين العرب لشادي عبد السلام في هذا الوقت بالذات أضاف
بعداً ليس بالجديد في مواجهة الإسلام، ولكنه محاولة لبعث الحياة في قلب ميت،
إنه في نظرهم فنان مبدع يدرك أن قيمة الوجود إنما تكمن في الصراع ضد
المألوف [5] قضى حياته متبتلاً في محراب الفراعنة؛ فاستغلوه ليطعنوا الإسلام عبر دعوته إلى إحياء الفرعونية، واتسقت محاولتهم هذه مع الخط الجديد الذي يواجهون به المد الإسلامي المتنامي المتمثل في إعادة طبع ونشر كل فكر وكل قضية وكل رواية وكل كتاب له موقف ضد الإسلام، فطبعوا ذلك كله بالملايين وباعوها بسعر زهيد جعلوه في متناول رجل الشارع، وقد أصدروا حتى الآن ثمانية عشر مليون نسخة في تسع سلاسل بالإضافة إلى الكتب والمجلات الأخرى.
مثقف لا يعرف الثقافة! !
كان شادي عبد السلام يكتب أفلامه باللغة الإنجليزية؛ وكانت قراءته باللغة
العربية محدودة للغاية ولهذا قيل عنه: (إنه من المثقفين العرب الذين لا يعرفون
الثقافة العربية! !) [6] .
وصفه أحد محبيه بقوله: (إنه ارستقراطي التفكير، إنساني النزعة، يضيق
بالإيديولوجيات الجاهزة وفكرة النظم الشمولية، ثقافته وتكوينه أوروبي رغم جذوره
المصرية ... علماني، راديكالي النزعة) [7] .
تبناه المخرجون الأجانب وعلى رأسهم الإيطالي المعروف (روبرتو
روسلليني) ، وأعجب به سينمائيون أجانب مثل (جون راسل تيلور ودافيدروبنسون) . كان يلتقي بالمخرجين العالميين في القاهرة متيحاً لنفسه ولتلامذته فرصة النقاش
الشخصي والاحتكاك المباشر بل والتسكع معهم في أزقة الحسين، وأحياناً في
الملاهي الليلية الرخيصة بنص عبارة (محمد كامل القليوبي) [8] ، قال شادي عبد
السلام يوماً لأحد الصحفيين: (هل أقول لك سراً.. هل تعلم أنني صممت أول بدلة
رقص لتحية كاريوكا، هذه السمراء الجميلة، أحس فيها بأصالة تمتد إلى قرون
الماضي وزهوه) [9] ، هذا هو شادي عبد السلام: الفن والحرية عنده قرينان لا
ينفصلان وينادي دائماً بأنه لا مساومة في الفن) [10] .
صِلاته بالغربيين!
وصفه أحد تلاميذه بأنه (ودود عطوف رقيق المشاعر وحنون) حتى إنه بلغ
به الأمر أن تبنى أخاً أصغر لأحد أصدقائه المقربين آنذاك وألحقه بإحدى المدارس
الخاصة الأجنبية (الجزويت) على ما أعتقد أو ربما (الفرير) ! ! [11] .
كان هذا الفنان العبقري كما وصفوه يضع على رفوف مكتبه لوحة أصلية
للمستشرق الإنجليزي (دافيد بروتس) في إطار رقيق مذهّب، وفي رف آخر كان
يضع (أيقونة خشبية عن صلب المسيح!) . وصف أحد أصدقائه ختام ليلة احتفالهم
بعيد ميلاده قائلاً: (وتنتهي بما يفضله: بالسماع إلى موسيقى فاجنر (ترسيتان أند
إيزولدا) ، فيسبح على المكان أنغام تنساب إلى الوجدان والجميع صامت، ويحول
(شادي) هذه الأسطوانة الكربونية إلى مسرح حي بشرحه وتعليقاته) [12] .
لم يشغل الإسلام حيزاً واضحاً في عقل (شادي عبد السلام) ووجدانه بقدر ما
كان يشغله الأوروبيون والفراعنة، وقديماً قال العلماء: (قبول المحل لما يوضع فيه
مشروط بتفريغه من ضده.. فإذا كان القلب ممتلئاً بالباطل اعتقاداً ومحبة لم يبق فيه
لاعتقاد الحق ومحبته موضع) [13] .
لهذا احتُفيَ به!
أهّلت كل هذه المواصفات (شادي عبد السلام) ليحتل موقع الصدارة مع (طه
حسين) ، و (نصر حامد أبو زيد) في عدد خاص من ستمائة وأربع وخمسين صفحة
خصص له وحده أكثر من نصفها أخرجته شلة من المثقفين العرب: جنود الخط
الأول في المواجهة للدفاع عن (العقلانية) ،المتسلحين بما يطلقون عليه: (الفكر
الحر والمتقدم) من أجل صياغة مشروع ثقافي وفكري مستنير! [14] ضد الذين
يتخرّصون بتسميتهم بدعاة الجمود الذين يريدون الإبقاء على موروثاتهم دون تغيير، والذين يقدمون القرابين للسلف الصالح [15] ، المتعلقين على الذات [16]
المنادين بالعودة إلى ماض وهمي [17] ، على حد قولهم.
لم يكن الأمر بالنسبة لـ (شادي عبد السلام) مجرد فن؛ فقد كان يحمل عبر
أعماله الفنية موقفاً اجتماعياً وفكرياً محدداً [18] ، وهو الدعوة إلى إحياء الفرعونية، قال عنه أحد تلاميذه: (علّمنا شادي أول ما علّمنا هو أن نحيا الحضارة المصرية
القديمة، وأننا امتداد لها نحملها في داخلنا ... عاش فعلاً بيننا كأحد الفراعنة العظام
ولم يتخل لحظة في حياته عن هذا الاعتقاد) [19] .
الفرعونية بين القبول والرفض:
أعادت هذه الحفنة من المثقفين العرب فكرة إحياء الفرعونية لمواجهة الإسلام
من على نعش (شادي عبد السلام) واستماتوا في بيان عدم التعارض بينهما [20]
رغم أنهم يعلمون تماماً أن المسؤولين عن السينما المصرية رفضوا الموافقة على
سيناريو فيلمه الشهير (المومياء) لأنه مضاد آنذاك لدعوة الدولة للقومية
العربية [21] فما بال الأمر بالنسبة للإسلام؟
اعتقد (عاشق الفرعونية) أن قيام نهضة حقيقية لمصر الحديثة في كل دروب
الحياة تتعذر ما لم يُعِدِ المصريون اكتشاف وتقييم واستلهام تراثهم القديم [22] هذا
التراث ليس هو الإسلام بالطبع وإنما هو تراث الفراعنة، لهذا فإنه يرفض نعوت
الجاهلية والوثنية المنسوبة إلى هذا التراث، بل يرى في هذا التراث بأبعاده الدينية
والأخلاقية والفلسفية فكراً راقياً ومصدراً روحياً لرقي مدني شامل، مؤمناً تماماً
بمقولة عالم المصريات الأمريكي (بريستيد) بأن هذا التراث يمثّل فجر ضمير
البشرية [23] .
لهذا نرفض الفرعونية:
ولا يغيب عن ذهن (شادي عبد السلام) ودعاة الفرعونية أن تأصيل النهضة
والرقي يمكن أن يكون إسلامياً؛ فهم يتابعون ما يسمونه (بمنطق السلفيين في
النهضة) فيرفضون ما يسمونه (بتقليد المظاهر والقشور كما في اللغة والزي
والشكليات والطقوس) وينادون بمنطق تعمق فهم الفرعونية الذي يفجّر في نظرهم
طاقات خلاّقة تسهم في خلق مجتمع أكثر استنارة وذوقاً واعتداداً بالنفس [24] .
ويعرف دعاة الفرعونية موقف الإسلام من (بعض) أفرع الفن وتحريمه لها،
ويرون أن هذا التحريم قد عرقل تطور الفنون في مصر، وأدى إلى وجود مجتمع
فقير حضارياً وإنسانياً لا يقدّر العمل المبدع بسبب افتقاره إلى الروح الفنية، وعلاج
ذلك عندهم لا يكون إلا بإحياء الوعي الفني لمصر الفرعونية والإحساس بالجمال
عند المصريين القدماء وفوق ذلك كله (محو هذا التحريم) حتى تتحرر العقول
وتبحث بحرية في التراث الفلسفي والأدبي والأسطوري الفرعوني [25] .
الفنان إذن لا يعود إلى الماضي في عمل فني مجرد باعتراف نقاد السينما
لمجرد العودة إلى الماضي وإنما ليعبر عن وجهة نظره في الحاضر والمستقبل [26] .
نشأة شادي ومدرسته الفكرية:
تربى (شادي عبد السلام) في كلية فيكتوريا بالإسكندرية [27] ودرس في
إنجلترا وكانت ثقافته أوروبية وتكوينه أوروبياً؛ فكيف ربط ذلك بماضيه الذي يعتز
به ويريد أن يعود إليه ممثلاً الفرعونية؟
فلسف (مريدي النحاس) حل هذا التناقض بقوله: (إن شادي يعتقد أن إعادة
الاتصال بمصر القديمة يمكّننا في الوقت نفسه من مدّ جسر يربطنا بالحضارة
المعاصرة التي بدأت أوروبية وأضحت عالمية، وإن جذور الحضارة الأوروبية
الحديثة لا تعود إلى اليونان وروما القديمة إنما إلى حوض البحر المتوسط الذي
لعبت مصر دوراً كبيراً في صياغة ملامحه الفكرية والعلمية والدينية ...
إن إحياء الوعي بالتراث القديم يزيد من حجم الأرضية المشتركة بيننا وبين
الغرب ... إن من ساهم في إرساء حجر الأساس له أولوية المشاركة في الحوار
العالمي كشريك كامل الحقوق وليس مجرد المراقبة والاستحسان أحياناً والنفور
أغلب الأحيان) [28] .
وانطلاقاً من هذه النقطة بالذات استغل (مريدي النحاس) شادي عبد السلام إلى
أبعد الحدود ليقودنا به إلى منعطفات خطرة من شأنها أن تُقصي الإسلام تماماً عن
حياة الناس، وتدمّر عقيدة الإسلام شكلاً وموضوعاً.
ركز (النحاس) على أن أوروبا لم تنهض إلا بعد أن عادت إلى التراث
اليوناني والروماني واستلهمته في تطوير أنماط جديدة من الفكر والفلسفة والعلوم
والفنون والسياسة، وأراد منا أن نستلهم من الفرعونية ما يزوّدنا بما يسميه بالقوالب
والإيحاءات أو معالم الطريق!
القصد الحقيقي للنحاس أن يقول لنا: إن أوروبا قد اختصرت الطريق علينا
باستيعابها تراث اليونان والرومان الذي يمثل الأرضية المشتركة بيننا وبين الغرب؛ لأن مصر قد شاركت فيه تحت بوتقة حضارة البحر المتوسط، وإن علينا أن نأخذ
هذه الإنجازات كفراعنة وليس كمسلمين.
وهذه الإنجازات المدمرة لعقيدة المسلمين يمكن تحديدها على النحو التالي:
1- الأخذ بالنزعة الإنسانية على النسق الروماني: بمعنى أن يصبح الإنسان
هو مقياس الأشياء جميعاً مع التركيز على حياته في هذه الدنيا وعدم إعطاء القيم
الدينية المكانة العليا، وأن يسعى الإنسان إلى سعادة نفسه دون ضمان أو دعامة من
الله جلّ وعلا أو الاعتقاد في جنات مقيمة، مع تغيير مفهوم (الألوهية) الذي يعرفه
الناس إلى مفهوم اجتماعي كالقول بأن (الله) هو المُثُل العليا، أو أنه الذات الشاملة
في كل منا، أو أنه إرادتنا الخيّرة، ثم تغيير مفهوم (الدين) بحيث يصبح مسألة
اتجاه أو موقف لا مضمون؛ فيكون الدين على سبيل المثال أي دعوة منظمة تنظيماً
اجتماعياً تنجح في كسب ولاء الناس وعواطفهم ... إلخ [29] .
2- عدم الانشغال بالأمور الدينية والانشغال أساساً بالأمور الدنيوية التي تدور
في فلكها حياة الإنسان.
3- إطلاق الحرية لازدهار الفنون دون اعتداد بقيود أو محرمات.
4- تقوية المنهج العقلاني الذي يرون فيه الإصلاح الجذري للدين.
5- العمل على إيجاد دين (متنوّر) يرتكز على اعتبار الأديان غير المنزَلة
أدياناً إلهية، ونفي احتكار الدين المنزّل للحقيقة والفضيلة، وترك الباب مفتوحاً
للاجتهاد البشري في المسائل الدينية.
6- إخضاع الكتب المقدسة للتمحيص المنطقي لاكتشاف التناقضات الظاهرة
فيها والابتعاد عن التفسير الحرفي للكتب المنزلة، والاتجاه إلى التفسير الرمزي
لمتضمناتها.
7- تحويل الدين إلى دين يرتبط بالضمير الفردي والعلاقة المباشرة بين الفرد
وربه من غير ارتباط له بشؤون الحياة والمجتمع [30] .
دعوات مشبوهة لترسيخ ذلك المنهج!
ثم يدعو (النحاس) إلى ثلاث خطوات عملية من شأنها تكملة ما يسميه:
(مشوار شادي عبد السلام) بحثاً عن الأصول وهي:
1- تخصيص كلية أو أكاديمية لدراسة الفكر الفرعوني ترتبط بالمجتمع
المصري ارتباطاً وثيقاً، وتكون على اتصال بأقسام ومعاهد المصريات بالخارج.
2- إدخال الفنون والمعتقدات والأساطير والعادات والحكم الفرعونية والأدب
المصري القديم في مناهج التعليم.
3- إدخال الفكر الفرعوني بشكل أو بآخر في برامج أجهزة الإعلام ليس على
أساس أنه مجرد تاريخ وإنما كفكر يرتبط بالأوضاع الحاضرة.
وعلى أكتاف (شادي عبد السلام) يحمل (النحاس) نزعة طائفية تزيل
الاختلافات بين الإسلام والمسيحية فيدعو إلى ما يسميه باكتشاف الأصول المشتركة
بين الأديان السماوية والطقوس والمعتقدات المصرية القديمة؛ حيث يرى في
الأخيرة منبعاً للفكر الديني كله للشرق والغرب معاً وهو ما يطلق عليه: عملية
(توسيع أفق الفكر الديني) [31] والخاسر الوحيد في هذه العملية هو الإسلام.
أي توحيد جاء به أخناتون؟ !
استوحى (النحاس) هذه الفكرة من حلم (شادي عبد السلام) الذي لم يتحقق وهو
إنتاج فيلم عن (أخناتون) أحد ملوك الفراعنة القدماء والمعروف بدعوته إلى التوحيد!!
اعتقد (شادي عبد السلام) أن دعوة أخناتون إلى التوحيد تعني أن هناك قاسما
مشتركاً بين المعتقدات المصرية القديمة والديانات السماوية؛ فاستنتج أن الوحي
الإلهي لم يقاطع القدماء؛ وأنه كان ينزل عليهم كما كان ينزل على رسل الله؛ ومن
ثم فإنه ليس من حق أصحاب الديانات السماوية أن يعتقدوا أنهم أصحاب الحقيقة
المقدسة دون غيرهم [32] .
يفهم نقاد السينما تماماً أنه لا ارتباط بين توحيد أخناتون والتوحيد في الإسلام؛
إذ إن أخناتون منع تعدد الآلهة وتجسيد الإله، ولكنه حصره في عبادة قرص الشمس
المجرد واعتبر نفسه ابن الإله وتجسيد الإله الواحد [33] ، وإذا صدق هؤلاء النقاد
في قولهم: إن (شادي عبد السلام) (المسلم ديناً) كان يدرك الفرق بين توحيد
أخناتون والتوحيد في الإسلام [34] فَلِمَ كان يصرّ على إنتاج فيلم عن أخناتون؟ ولِمَ
امتلأت معظم سيناريوهات أفلامه بعبارات الشرك والوثنية على لسان أبطاله من
الفراعنة، وهذه نماذج لها على سبيل التمثيل لا الحصر: (أيتها الآلهة أقبلي
واحميه داخل أحشائي إيزيس تخاطب آلهة الشمس في السماء الطفل المبجل بين
الآلهة إنك في حماية الابن الأول الذي في السماء الذي آل إليه نظام الأرض قبل أن
تكون هناك أرض أنا حور الإله العظيم رب السماء.. إله هذه البلاد، واستحوذ
على ملك الأرضين هكذا يأمر الفرعون الرب العظيم ابن الشمس إله الوجهين حاكم
التيجان الخالد المخلد) [35] .
هذا هو (شادي عبد السلام) العبقري الأسطورة! ! الفرعوني النزعة
الأوروبي التفكير، ذو الفكر الديني المشوّش، باسمه تحرك الطائفيون لإرساء
القواعد التي من شأنها أن تزاحم الإسلام على مستوى التعليم والإعلام والفكر،
وباسمه أيضاً ألقى نفر من المثقفين العرب حجراً قديماً يرمون به الإسلام،
وليضيفوا إلى قائمة أسمائهم المعروفة اسماً مغموراً صقلوه وأظهروه على السطح
حتى يكون سنداً لهم في محاربتهم لما يسمونه (بالأنا الغازي) بحثاً عن حلم اسمه
(النهضة المفقودة) [36] .