مجله البيان (صفحة 2801)

تأصيلات دعوية

سلوك الحكمة طريق الانتصار

(2من2)

عبد الحكيم بن محمد بلال

بعد ذكر أهمية الحكمة وضح الكاتب في الحلقة الماضية مفهومها، ثم أبان

موانعها وأركانها وأسباب اكتسابها.. ويواصل الكاتب في هذه الحلقة بيان جوانب

أخرى للموضوع. ... ... ...

... ... ... ... - البيان-

مواقف الحكمة:

أ - الحكمة في القرآن:

قصّ الله عز وجل علينا في كتابه قصصاً تمثلت فيها جوانب عظيمة من

الحكمة، يظهر بعضها لكل قارئ، ويظهر البعض الآخر بالتأمل العميق، ومن تلك

القصص:

-قصة أصحاب الكهف: وقد تمثلت الحكمة في اهتدائهم إلى دين الله، وترك

تقليد قومهم في الكفر، وفي اعتزالهم لقومهم حين أيقنوا بعدم انتفاعهم بالنصح،

وفي صمودهم على الحق في مواجهة الباطل، وفي عزلتهم الثانية في الكهف وهي

عزلة سرية للتعبد، وفي حنكتهم في قضاء حوائجهم من المدينة.

-قصة سليمان وملكة سبأ: وتظهر الحكمة في عناية سليمان عليه السلام

برعيته، وتفقده لأحوالهم، وعدم تعجّله بالحكم بغياب الهدهد، ولما تيقن غيابه

تهدده بالعقوبة الشديدة إلا إذا أتاه بحجةٍ تبرئه، وتبين سبب غيابه؛ كما تظهر

الحكمة في تثبته من كلام الهدهد، والتأكد من صدقه، ثم في أسلوب رسالته [إنَّهُ

مِن سُلَيْمَانَ وَإنِّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) أَلاَّ تَعْلُوا عَلَيَّ وَاًتُونِي مُسْلِمِينَ]

[النمل: 30، 31] ، ثم تبدو حكمة المرأة في تعاملها مع الرسالة، فتستشير قومها، ولا تغتر بكلامهم وقوّتها، بل ترسل بهدية تكشف لها حقيقة عدوها، ولكن حكمة

سليمان أيضاً تمنعه من الاستدراج، فيستخف بتلك الهدية، وتبدو حكمته في إظهار

القوة في وقتها للحاجة إليها، فيرسل إليها الرسالة الثانية المختلفة تماماً عن الأولى:

[أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ (36) ارْجِعْ

إلَيْهِمْ فَلَنَاًتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لاَّ قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ]

[النمل: 36، 37] وتظهر حكمتها ثانية في استجابتها المباشرة لدعوة سليمان، وهو قرار يعجز عنه الرجال بسبب الهوى والتعصب والتقليد.

أما غاية الحكمة: فاعتراف سليمان بفضل ربه عليه، ومجانبته للعُجب

والغرور، فإنه لما تحقق له نعمة إسلامها قال: [هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ

أَمْ أَكْفُرُ ... ] [النمل: 40] ، فما أحوج الدعاة إلى تأمل هذه القصة طويلاً.

- قصة لقمان وابنه: ومن مظاهر حكمته مما حكاه الله في سورة لقمان:

حسن أسلوبه في مخاطبته لابنه: [يا بني] ليبين أن مبعث الموعظة الشفقة، كما

تظهر في جمعه في وعظه بين الأصول والفروع، والأقوال والأفعال والاعتقاد،

والأمر والنهي، كل ذلك في عبارة قصيرة جميلة، بعيدة عن التكلف؛ فيخرج

الداعية من قصته العظيمة بدروس أهمها: حسن الأسلوب واختيار أحسن الكلمات

للوصول إلى قلب المدعوين، والإيجاز والشمول، والتركيز على الأصول من

التوحيد وغيره، مع عدم الإخلال بالفروع، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن

المنكر مهمة عظيمة، يُخشى على صاحبها من المزالق، ولا خلاص منها إلا

بالصبر، والتواضع، والتزام الوسطية في الأمور كلها.

ب - الحكمة النبوية:

أما رسول الله؛ فقد كانت الحكمة تجري على لسانه كالماء الزلال، وأفعاله -

صلى الله عليه وسلم- كلها هي عين الحكمة، ويكفي ذكر إشارات لبعضها، لتنبئ

عن البعض الآخر، ومن ذلك:

1- حكمته في تعامله مع أصحابه، ومراعاته لأحوالهم، وهذا أشهر من أن

يذكر له أمثلة.

2- إجابته للسائلين بإجابات يظهر أنها مختلفة متعارضة أحياناً بينما هي من

اختلاف التنوع، لمراعاة حال السائلين؛ لاختلاف قدراتهم وإمكاناتهم، ولو أن

الدعاة استطاعوا أن يكلفوا كل إنسان بما يحسنه من فروض الكفايات، ويبتعد عما

لا يستطيع لحققت الأمة اكتفاء ذاتياً في أغلب مجالاتها.

3- موقفه من الشاب الذي جاء يستأذنه بالزنا، فلم يعنفه، بل ناقشه، ثم دعا

له، فانصرف بحال غير التي أتى بها.

4- موقفه يوم الحديبية حين رفض سهيل بن عمرو أن يكتب: (بسم الله

الرحمن الرحيم، هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله) ، وقال للكاتب: اكتب:

(باسمك اللهم، هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله) ، فلم يقف النبي -صلى الله

عليه وسلم- عند هذه المسألة ما دام في الصلح خير لمصلحة المسلمين، رغم رفض

المسلمين لذلك.

ولا يعني هذا أن يكون التنازل في كل موقف، كما يتوهمه بعض من غلب

على مواقفهم الانهزاميةُ، ويحتجون بصلح الحديبية، بل هناك أمور وقضايا لا

يُقبل التنازل فيها أبداً؛ فقد رفض -صلى الله عليه وسلم- طلب وفد ثقيف أن يترك

لهم اللات شهراً واحداً، وأبو بكر رفض إقرار المرتدين على ترك الزكاة، وقاتلهم

عليها.

5- علاج مشكلة المنافقين: وقد اتسم علاجها بعدة سمات من أبرزها:

- طول صبره عليهم، من الهجرة حتى قبيل وفاته.

- التفصيل في التحذير منهم وتكثيف الحديث في تلك القضية وفق نهج

القرآن، حيث لا يقاربها قضية أخرى إلا قضية الشرك والمشركين وأهل الكتاب.

- الحرص على وحدة الصف، مع عدم السكوت على الباطل، وقد تحقق

الأمران.

- سيره على هدي القرآن في التركيز على الصفات، وعدم ذكر الأفراد،

مما أدى إلى قتل المنافقين معنوياً، دون قتل أحد منهم حسياً.

والدعوة اليوم بأمسّ الحاجة إلى دراسة منهج مواجهة حركة النفاق في الصدر

الأول، حيث يمكن من خلال ذلك معرفة وسائل كشفهم، ورسم منهج شرعي في

مواجهتهم، وشل فاعليتهم، ثم القضاء عليهم دون إحداث فتنة داخل الصف المسلم، ولا يتحقق ذلك إلا بالحكمة.

6- كما تتجلى حكمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في مواقف لا حصر لها، من بداية دعوته في المرحلة السرية والجهرية، وفي تعامله ومواقفه مع صناديد

قريش، وفي خروجه للطائف، وعودته منها، وفي مواقفه بعد هجرته مما اتسم

بالإصلاح والتأسيس: من بناء المسجد، والمؤاخاة، والمعاهدة مع اليهود، وفي

مواقفه في غزواته كلها، وفي المواقف الفردية مع سائر الناس ... ويظهر كل ذلك

لمن تأمل سيرته.

ج - الحكمة في حياة سلف الأمة وخير القرون:

للصحابة رضي الله عنهم حكمة عظيمة، ظهرت في اتباعهم للرسول صلى

الله عليه وسلم، وخلافتهم له، وكذا لتابعيهم وتابعي تابعيهم ومن ذلك:

- موقف أبي بكر رضي الله عنه عقب وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، لما

أنكر عمر هذه الوفاة وكذلك بعض الصحابة، واشتد الأمر عليهم، فكان لحكمة أبي

بكر رضي الله عنه أعظم الأثر في تثبيت الناس على الإسلام، وتوضيح الحق لهم

في ذلك.

كما ظهرت حكمته في إنفاذ جيش أسامة الذي عقد لواءه النبي صلى الله عليه

وسلم قبل موته، ورغم مخالفة الصحابة للصديق، لشدة الأحوال، امتثالاً لأمر

النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبالرغم من صغر سن أسامة فقد رفض استبداله

بقائد آخر، وسيّر الجيش كاملاً، فلم يترك منه أحداً، إلا أنه استأذن أسامة في إبقاء

عمر؛ فأذن له.

- حكمة عمر في إظهار إسلامه، مما كف شيئاً من الأذى عن المسلمين،

ومكنهم من الصلاة في المسجد الحرام. كما كان من أعظم مواقفه الحكيمة: تثبيت

الناس على بيعة أبي بكر رضي الله عنه، حتى اجتمعت كلمة المسلمين عليه.

- ولعثمان رضي الله عنه مواقف حكيمة في إنفاق الأموال الكثيرة، ولا يُنسى

موقفه الحكيم في جمع الأمة على مصحف واحد، حسماً للخلاف.

- ولا تخفى مواقف علي رضي الله عنه في الشجاعة الحكيمة في بدر

والخندق وخيبر وغيرها.

- ولمصعب بن عمير رضي الله عنه حكمة عظيمة في دعوته في المدينة،

كما ظهرت في دعوته لسيدَي الأوس: أسيد بن الحضير، وسعد بن معاذ رضي الله

عنهما.

- وما أعظم وأحكم موقف الحسن رضي الله عنه لما تنازل عن الخلافة

لمعاوية رضي الله عنه حقناً لدماء المسلمين، وجمعاً لكلمتهم، وما به علة ولا ذلة

ولا قلة، فتحقق فيه قوله: (إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين

من المسلمين) [1] .

ولعامة الصحابة مواقف حكيمة أكثر من أن تذكر في مثل هذا المقام.

- وقد نصح سعيدُ بن المسيب الحجاجَ أن يحسن صلاته، وأغلظ له بالقول،

وشدد عليه، فما زال يحسن صلاته، فكانت الحكمة في هذا الموقف استخدام الشدة

مع هذا الشديد.

- وقد تولى عمر بن عبد العزيز الخلافة فأصلح نفسه أولاً، ثم أهله ثانياً، ثم

أصلح أوضاع بني أمية ورد المظالم ثالثاً، ثم أصلح أوضاع الولاة، ووضع الجزية

عمن أسلم، وأحيا في نفوس الناس خوف الله ومراقبته، وفقّه الناس في دين الله،

وأرسل الدعاة إلى الله لنشر الإسلام ... وكلها مواقف تنطق بالحكمة.

- ومن الحكمة أسلوب رد الإمام مالك على الرجل الذي سأله عن كيفية

الاستواء، فأجابه بجواب كان قاعدة من قواعد أهل السنة، ثم أخرجه من مجلسه

حسماً للبدعة.

- وموقف الإمام أحمد في محنة خلق القرآن، وثباته على كلمة الحق،

وتحمله الأذى في سبيلها خشية انطماس معالم الحق، مما يُسجّل في المواقف

الحكيمة.

مظاهر أسلوب الحكمة:

تتعدد مظاهر الحكمة؛ نظراً لكونها السداد في القول والفعل، ويمكن ذكر

شيء من مظاهرها فيما يتصل بالدعوة في الجوانب التالية [2] ؛ لتكون مرجعاً

للداعية يقيس بها حكمته في دعوته، ويسدد طريقته:

أولاً: في جانب المناهج الدعوية: ومن ذلك:

أ - ترتيب الأولويات، وتقديم الأهم على المهم، كتقديم العقائد على غيرها

من العبادات والأخلاق، وتقديم الفروض على النوافل، والمصالح العامة على

الخاصة عند التعارض، وتقديم درء المفاسد على جلب المصالح، والتضحية

بالمصلحة الصغرى لكسب مصلحةٍ أكبر منها ... ويدل على هذا: الواقع العملي

للدعوة الإسلامية في عهدها الأول، وأيضاً حديث معاذ عندما أرسله الرسول -

صلى الله عليه وسلم- إلى اليمن، وكيف علمه أن يبدأ بالإيمان، ثم الصلاة، ثم

الزكاة [3] .

ب - التدرج في تطبيق الأولويات، ولا سيما في معالجة الأشخاص

والأوضاع العامة، كما كان شأن تنزل القرآن، وكما فعل عمر بن عبد العزيز في

خلافته.

ج - مناسبة المنهج الدعوي للأحوال والأعمار والمستويات، فليس من

الحكمة المساواة بين حالة القوة والضعف، وبين حالة السلام والحرب، ولا بين

حالة عموم البلوى بالشيء وغيرها، ولا بين الرجل والمرأة، والصغير والكبير ...

ولنتأمل كيف ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- هدم الكعبة، وجعل لها بابين

خشية الفتنة؛ لقرب عهد الناس بالإسلام [4] .

ثانياً: في جانب الأساليب: ومن الحكمة فيه:

أ - اختيار المنهج المناسب لتطبيقه في الموقف المناسب والحالة المناسبة،

فما يصلح لمعالجة موقف لا يصلح لكل موقف؛ فالأسلوب العاطفي للموقف العاطفي، والحسي للتجريبي، والعقلي للموقف الجدلي ... وهكذا تعامل النبي -صلى الله

عليه وسلم- مع الشاب الذي جاء يستأذن في الزنى، حيث لمس منه ضعفاً، وخيراً، ولولا ذلك لزنى دون استئذان.

ب - اختيار الشكل المناسب من أشكال وأساليب المنهج المختار، فما يقال

في الفرح غير ما يقال في الترح، ومن غلب عليه الخوف استُخدم معه الترغيب،

ومن غلب عليه طول الأمل والاتكال على الرجاء استُخدم معه الترهيب ... ولذا

اختلف أسلوبه - مع الأعرابي الذي جاء سائلاً عن الفرائض فأجابه بها، فلما قال:

هل عليّ غيرها؟ قال: (لا، إلا أن تَطّوّع) [5] ، اختلف أسلوبه في ذلك عن

أسلوبه مع الصحابة الفقراء الذين أحزنهم سبْق الأغنياء لهم بفعل الخير، فزادهم

من سبل الخير، حيث جاؤوا مستزيدين [6] .

ج - اعتماد التدرج في الاحتساب، وهو: التعريف بالخير والشر، ثم

الوعظ، ثم التعنيف، ثم استخدام اليد، ثم التهديد ثم الضرب.

د - البحث عن الدوافع والأسباب لملاحظتها في أسلوب المعالجة، فمعالجة

الجاهل تختلف عن معالجة العدو، وأسلوب معالجة الضعيف المقصّر غير أسلوب

معالجة المعاند المتعصب. وهذا يقتضي مراعاة أمور منها:

1- حسن الظن بالمسلم، والحذر من العدو.

2- إخفاء التشخيص في نفس الداعية، والتخطيط للمعالجة، دون المواجهة

به.

3- اختيار الأسلوب المناسب للمعالجة.

هـ - مراعاة اختلاف الظروف والأحوال الدعوية الفردية والجماعية.

ثالثاً: في جانب الوسائل الدعوية:

أ - في الوسائل المعنوية، وهي الأخلاق الكريمة. وذلك من خلال:

1- اهتمام الداعية بها، ومجاهدة النفس عليها.

2- اختيار الخُلُق المناسب للموقف المناسب، قال تعالى: [أَشِدَّاءُ عَلَى

الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ] [الفتح: 29] .

ب - في الوسائل المادية. وذلك من خلال:

1- استعمال الداعية كل وسيلة مباحة متيسرة متوفرة في عصره، أياً كان

مصدرها وصانعها.

2- اجتناب كل وسيلة محرمة أو مكروهة؛ لأن الغاية الحميدة لا تسوّغ كل

وسيلة، فيقتصر على المباح.

3- تصفية الوسائل التي اختلط فيها الحلال بالحرام؛ بتجريدها من الحرام،

كما فعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في وسيلة (النذير العريان) حيث قال: (أنا

النذير العريان) [7] معبراً عن خطر الأمر الذي جاء به، ولكنه لم يتجرد من ثيابه

كما يفعل النذير من المشركين.

4- الترخص باستعمال الوسيلة المختلف في حكمها في حالة الضرورة أو

الحاجة الملحة، والتورّع عن استخدامها حال الرخاء.

5- الترقي بالوسيلة الدعوية، لتكون مكافئة للدعوة، ومتفوقة على وسائل

العدو.

أمور يتعاظم فيها مراعاة الحكمة:

هي أمور يتساهل فيها الكثير مع أنها أوْلى من غيرها في التزام الحكمة؛

لأهميتها، ولما يترتب على ترك الحكمة فيها من آثار سلبية، ومن تلك الأمور:

1- معاملة الوالدين والأولاد والزوجة والأهل والأرحام.

2- التعامل مع المجتمع، المشتمل على التناقضات.

3- الموقف من أهل البدع؛ فالناس فيهم بين غالٍ فيهم، يبالغ في إحسان

الظن بهم، وبين جافٍ ينكر حسناتهم.

4- إنكار المنكرات.

5- إشاعة بعض الأخبار والمفاهيم. ولقلة الموفقين للحكمة أمر الله برد هذه

الأخبار المشكلة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حياته ثم العاملين بسنته،

ليعرفوا حقيقتها، وأهدافها، وكيفية التعامل معها.

6- النقد وبيان الأخطاء: فطائفة همهم تصيّد الأخطاء، وآخرون اعتبروا

النصيحة فضيحة.

وختاماً:

فلا شك في أن حاجة الأمة للحكمة والرأي السديد أشد من حاجتها إلى القوة

الاقتصادية أو العسكرية؛ لأن فَقْدَ الحكمة يضيّع القوة الموجودة، فكيف يجلب قوةً

مفقودة؟ !

وإذا صعب وجود الحكمة في شخص فإن وجودها في أفراد يكمل بعضهم

بعضاً أسهل وأيسر، وهو أمر يحتم التعاون على البر والتقوى والاعتصام بحبل الله، والاحتكام إلى كتابه وسنة رسوله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015