نص شعري
محمد بن عبد الله المقرن
هناك من يعيش وقد أفاد بحياته آلافاً من البشر.. وكم تزدحم الحياة بمن يعيش ليعيش.. وربما ليميت.
سئمَ القَصيدُ وَجَفّت الأقلامُ ... ما عاد.. يجدي بالفصيح كلامُ
ما عاد يُجْدي أن نريقَ دموعَنا ... أو أن تذيبَ قلوبَنا الآلامُ
ما عاد يُجْدي أن نجمّعَ حسرةً ... وتبثها بجمودنا الأوهامُ
نبني من الأقوال قصراً شامخاً ... والفعل دون الشامخات ركامُ!!
نحكي الهوانَ على شواطئ لهونا ... وأمامنا يُتَقَاذفُ الإسلامُ
إن لم نخضْ بَحْرَ الصراع فعيشنا ... في شاطئ الذلِّ السحيق حرامُ
ما بالنا يا قومُ نرتع بالهوى ... وتصوغ قمةَ مجدنا الأحلامُ
أرواحنا تهوي تخرّ صريعةً ... وعلى الحياة تطاول الأجسامُ!!
إني لأصرخ بالحقيقة مُرْغماً ... ولكم أطالَ بِصَمْتي الإرغامُ!!
الحرب في زمن العجائب أصبحت ... حرباً تقامُ وسَاحها الأفهامُ!!
كم موفدٍ للغرب جاء لأمتي ... بحضارةٍ يصحو بها وينامُ
قد جاء والإعجاب يملأ قلبه ... بل جاءَ يَملأ قلبَه الإجرامُ
كمْ فكرة فاحت بها صحف الهوى ... ولكم بغت بسمومها أقلامُ
زعموا الحضارة فصل دين إلهِنا ... عن منهج منه الحياة تقامُ
تباً لهم.. تَباً لوحل عقولهم ... ضلوا الطريقَ فتاهتِ الأفهامُ
سلْ في ديار العرْب باراتِ الهوى! ! ... سل ساهرات الرقص فيم تقامُ
سلْ كيف تدعى للسفور نساؤنا ... وبأيِّ أثمان الهوان تسامُ
سلْ غيرة (العملاء) أين حياؤهم؟ ! ... بشرٌ ولكنْ بالهتوى أغنامُ
سلْ من يربي بالمعازف جيلَنا ... سلْ أيّ سمٍّ ينفثُ الإعلامُ
كنا نرى سفكَ الدماءِ وعزّنا ... فإذا بذلٍّ تُسفك الأفهامُ
قد كانت الأشلاءُ سُلّم أمةٍ ... يسمو على أعتابها الإسلامُ
فإذا بحرب الفكر تطحن أمةً ... تحكي مصارعَ ذلِها الأيامُ
يا معشر العملاء مثلي واقفٌ ... يحمي الحمى وبقبضتيه سهامُ
كابوس صحوتنا يقضّ منامَكم ... ويَرُوع من طافت به الأحلامُ
الدين أسمى من مبادئ لؤمكم ... كالشمس تنفذ والسماء غمامُ
فليسمع الكون الفسيح بأسره ... كلماتنا.. ولتكتب الأيّامُ! !
إنْ ماتت الأرواح بالهمم استَوتْ ... في موتها وحياتها الأجسامُُ