نص شعري
شمو خ
محمد سعد دياب
دَعْنا نُسَامرْ عطرها المَيّادا ... تلكَ الصحائفُ.. كمْ زَهَتْ أَمجادا
تاريخُنا.. وتَتِيهُ ألفُ نُجَيْمَةٍ ... تَثِبُ الأَهِلّةُ.. تُمْطِرُ الإنشادا
كانت سيوفُ الفَتْحِ يلمعُ حَدّها ... بَرَقتْ تُدَمْدِمُ ريحُها إرعادا
تلك الجحافلُ ضاءتِ الدنيا بها ... حَفَرَتْ عزائمَها.. انبرتْ ميعادا
ضربوا فِجَاجَ المستحيل جسارةً ... وَتَبَوّؤوا هَامَ الشموس مُرَادا
وَشَمُوا على جفنِ السُهَا أَيامَهم ... إنّا نرى سَعْداً.. نرى المِقْدَادا
كانت مَآقِي الدهرِ تَرْقُب خطوَهم ... سُحِرَتْ.. وبات كرَى العيونِ سُهَادا
أرسوا هُدَى الرحمنِ فانجابَ الدّجَى ... واخْضَرّ صبحٌ.. دافِقاً إسعادا
حملوا الرسالةَ وافتدوها مُقْلَةً ... وَنُهًى تَوَسّدَ نبضُها الأكبادا
سَرَتِ المعارفُ.. أَتْرَعَتْ بِرُوَائها ... دنيا.. أنارَ عبيرُها الأَبعادا
الذارياتُ حَمَلْنَ شُعْلَتها سَنًى ... ليفيتضَ في لُجَج الدّنا إرشادا
تلكَ البيارقُ حينَ آخاها المُنَى ... صِدْقاً.. أفاءتْ كي تطيبَ حَصَادا
قِمَمٌ تَجَذّرَ غرْسُها فتحدّرَتْ ... بَحْراً من النّعْمَى.. هَمَى جَوّادا
سِفْرٌ من السِيَرِ الوريقةِ قد نَضَا ... كالدّرِّ في مَسْرَى الزمانِ.. وزادا
ذَيّاكَ ميراثٌ نُبَاهي دَهْرَنا ... بشموخِهِ.. نعلو به أَنجادا
الوارثون المجدَ نحنُ.. نقولُها ... تَدْوِي.. تَرُجّ السمعَ والآمادا
سَنُعيدُ ما عَبَقَ القَصِيدُ بِذِكْرِهِ ... لن نرتَخِي هِمَماً.. نلوذَ رُقَادا
نحنُ الذين سَنُسْرِجُ القنديلَ.. نَقْ ... دَحُ جَذْوَةً تَسْقِي رُباً وَوِهَادا
هذا كتابُ الله نرفعُهُ هُدًى ... وَعْداً يَشِعّ بقلبِنا.. ورشادا
تالله لا.. لا.. لن تَضِلّ دروبُنا ... تالله لا.. لا.. لنْ نَشِتّ فُرَادَى
الله أكبرُ.. فلتكنْ راياتِنا ... وَحُدَاءَنا.. وسِرَاجَنا الوقّادا