كلمة صغيرة
مرت في الأيام الأخيرة وتحت سمع وبصر العالم كله حادثتان خطيرتان؛
ومع أهميتهما وعلاقتهما بحرية الفكر وحقوق الإنسان اللتين طالما جعجع الغربيون
حيالهما ودعوا إلى احترامهما ومؤاخذة بعض البلدن التي قد يحدث فيها شيء من
عدم احترامهما، إلى حد أنه تم وصم بعض البلدان بالإرهاب وتشجيعه ومقاطعتها،
بل وحصارها. بينما سكت الغرب نفسه وصمت صمت القبور حيال هاتين
الحادثتين وهما:
1- محاكمة المفكر المعروف (رجاء جارودي) بتهمة تجاوز بعض القوانين
الفرنسية التي تحمي (اليهود) من أي تهجم عليهم أو كشف لأباطيلهم وأدين الرجل
وحكم عليه بدفع (20. 000) دولار جزاءً لجرمه المزعوم؛ ولطالما استفاد
الصهاينة من الملايين زوراً! !
2- حل حزب الرفاه الإسلامي في تركيا، ذلك الحزب الذي نال ما لم ينله أي
حزب تركي آخر من شعبية جعلته الأول في آخر انتخابات رسمية وبكل غطرسة
(العسكر) الأتراك وعنجهيتهم يدان الحزب المسالم ويلغى من الحياة السياسية بجرة
قلم، ويحرم رموزه من حقهم المدني لخمس سنوات لا لشيء إلا لأنهم أعلنوا
انتماءهم الإسلامي؛ وهذا يهدد الهيمنة العلمانية التي ابتلي ذلك البلد.
كان موقف الغرب وهو يحتج على ما حصل باستحياء وبهدوء حتى ليكاد يقال
إنهم متواطئون فيما حصل.
نحن لا نطالب بعدالة الغرب؛ لأننا نعرف أن عدالتهم لبني جنسهم وملتهم
ولتحقيق مصالحهم ومصالح أتباعهم؛ ولا مانع من خرق تلك الدعاوى المكرورة ما
دام أن الضحايا هم أهل الإسلام والمنتمون له.
فيا لله للإسلام، ويا لله للمسلمين.