منتدى القراء
بقلم: عبد العزيز بن مشاري الصعب
المسلم في هذا الزمن وخاصة الملتزم والمحافظ على إسلامه والداعية إليه
بحاجة إلى من يواسيه ويشاركه همّ الدعوة إلى الله، ومن يوجهه ويأخذ بيده وينصح
له وينقده نقداً بناءً يهدف إلى تقويمه لا إلى تثبيطه والتشهير به، فقد ثبت في
الحديث الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله: (المؤمن
مرآة المؤمن) . [صححه الألباني.. صحيح الجامع، 6656] وقال شيخ الإسلام
أحمد بن تيمية رحمه الله: فإنّ المؤمن للمؤمن كاليدين؛ تُغَسِّل إحداهما الأخرى.
وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة؛ لكن ذلك يُوجب من النظافة، والنعومة
ما نحمد معه ذلك التخشين) .
وهذه النصيحة مما يتعبد لله بإسدائها للمنصوح له، كما قال ابن تيمية رحمه
الله: وأعظم ما عبد الله به نصيحة خلقه. بل إنها تعتبر من الصدقة كما في الحديث
الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه وفيه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن منكر صدقة) ، وقال ابن تيمية رحمه الله: ما
تصدق رجل بصدقة أفضل من موعظة يعظ بها جماعة، فيتفرقون وقد نفعهم الله
بها. ونعمت الهدية كلمة من الخير يسمعها الرجل ثم يهديها إلى أخ له.