غورباتشوف: لم يتحقق شيء!
في مؤتمر الحزب الشيوعي الذي عقد أخيراً في موسكو 28/6/1988م دعا
الأمين العام للحزب ميخائيل غورباتشوف إلى إصلاحات جذرية في الشؤون
السياسية والاقتصادية للاتحاد السوفييتي، فقد انتقد شركات الدولة التي تسببت في
شح المواد الاستهلاكية الضرورية، بينما تكدس إنتاج المواد التي لا يحتاجها الناس، وطالب بأن يكون الفلاح سيد أرضه وأن تتخلص الدولة من المزارع التعاونية.
كما انتقد سياسة ستالين وبريجينيف التي حجرت على الفكر في الاتحاد السوفييتي،
ودعا إلى تقليص سلطات الحزب وأن ينتخب رئيس الدولة بالطريقة المباشرة كما
في بعض دول الغرب، وأن تنتخب الحكومات المحلية باقتراع سري دون تدخل
اللجنة المركزية للحزب، وذكر أن المجلس الأعلى للسوفييت إنما هو مجلس شكلي
يؤمّن على القرارات دون مناقشة، ولابد أن يعطى من السلطات ما يمكّنه من دوره
ومن الحد من نفوذ الحزب واعترف الأمين العام أخيراً بأنه بعد ستة عقود من حكم
الحزب لم يتحقق شيء! .
تعليق:
هكذا يتراجع الفكر الماركسي بين كل فترة وأخرى، وتظهر عيوب النظريات
التي تحادّ الفطرة، وتُبنى على الحقد والنظريات الخيالية، وتصطدم مع حاجات
الناس ومعاشهم. يتراجع هذا الفكر ليجد نفسه مضطراً لتقليد الغرب الذي كان
يصفه بأبشع الأوصاف، وليعترف بعد عشرات السنين أنه فاشل وأنه دكتاتوري
مستبد ظالم، فهل يعي هذا الدرس المتمركسون المقلدون للدولة (الأم) ويكفون عن
الثرثرة حول الشيوعية والاشتراكية؟ ! وهل يعي هؤلاء المقلدون أنه بعد عشرات
السنين أصبحت الصين أقرب إلى أمريكا منها إلى روسيا، وأن الطوابير أمام
الجمعيات الاستهلاكية أصبحت شيئاً لا يطاق في الدولة (الأم) وأنه بعد عشرات
السنين لم تستطع الدولة والثورة إطفاء جذوة التدين عند مسلمي الجمهوريات
السوفييتية الذين عانوا من طغيان الشيوعية ما لم يعانِهِ غيرهم؛ لأن التدين مركوز
في فطرة الإنسان، فلماذا لا يتوب هؤلاء ويعودون إلى الإسلام، ويعلمون أنه لا
حل إلا بهذا الدين؟ !