نص شعري
شعر: مروان كجك
دَعُوهَا تعِشْ بَيْنَنَا سَيّدَهْ ... تُجِيدُ النّكَايَةَ وَالْعَرْبَدَهْ
وَتَجْعَلُ مِنّا رُسُومَ رِجَالٍ ... يَلُوذُونَ بِالصّمْتِ وَالْهَدْهَدَهْ
تُقَطّعُ أوْصَالَنَا كُلّ حِينٍ ... ونُشْوَى عَلَى نَارِهَا المُوقَدَهْ
وتَقْتَلِعُ الشّوْكَ مِنْ كُلّ صِقْعٍ ... وَتُلْقِيهِ فِي أَرْضِنَا الْمُجْهَدَهْ
وَتَبْقَى الطّلِيقَةَ مِنْ كُلّ قَيْدٍ ... وَأبْوَابُنَا دُونَنَا مُوصَدَه
لَهَا العُرْسُ وَالقُرْصُ وَالْهَيْلَمَانُ ... لَهَا المَاءُ وَالشّاءُ وَالأَرْصِدَهْ
***
دِمَانَا لِصُنْعِ فَطِيرِ الْيَهُودِ ... فَقُلْ لِلشّرايِينِ والأَوْرِدَهْ:
أَفِيضِي مِنَ الْخَيرِ إنّ اليَهُودَ ... جَدِيرُونَ بِالأَخْذِ وَالْبَغْدَدَهْ
وَلِمْ لا وَنَحْنُ ضَلَلْنَا الطّرِيقَ ... وَصِرْنَا فُرَادَى بِلا أَفْئِدهْ
وَلَمْ يَبْقَ مِنّا سِوَى حَشْرَجاتٍ ... وَرُوحٍ مِنَ الغَرْبِ مُسْتَوْرَدَهْ
نَرُومُ الْعَدَالَةَ مِنْ ظَالِمِينَ ... وَنُؤْمِنُ بِالمِلّةِ الْمُلْحِدَهْ
وَأُمّتُنَا أصَبَحَتْ كَالْهَشِيمِ ... عَنِ الأَمْرِ والنّهْيِ مُسْتَبْعَده
نَلُوذُ بأَعْدَائِنا إنْ فَزِعْنَا ... وَنَهْفُو إلَيْهِمْ بِلا مَحْمَدَهْ
وَأحْوالُنَا يَا سَوَادَ الوُجُوهِ ... إلَى غَيْرِنَا أصْبَحَتْ مُسْنَدَهْ
يعيّرُنَا الْخَلْقُ أَنّا هُزِمْنَا ... وَتَنْثُرُنَا الرّيحُ كَالأَسْمِدَهْ
وَيَرْفَعُنَا الشّوْقُ نَحْوَ المَعَالِي ... وَتُسْقِطُنَا حَالُنَا الْمُكْمَدَهْ
***
ولَكِنّ هَذَا الشّقَاءَ الْمُرِيعَ ... سَيْذْهَبُ يَوْماً وَلَنْ نَفْقِدَهْ
وَيَبْزُغُ فَجْرٌ سَخِيّ العَطَاءِ ... يُعِيدُ لَنا دِرْعَنَا الْمُسْرَدَهْ
فَلا تُيْأَسُوا يَا كِرامَ الوُجُوهِ ... فَإنّ غَداً يَحْمِلُ الْمَوْعِدَهْ
ضِياءاً وَرِيّاً وَفَجْراً جَدِيداً ... ومِيلادَ أُمّتِنَا السّيّدَهْ