مجله البيان (صفحة 2404)

منتدى القراء

وجاء العيد

شعر: علي بن جبريل

في هذا الجو المشحون بالأحداث والأعاصير! وفي هذه الساعة المُترعة

بأخبار المسلمين المُسِرّة والمحزنة! ! يجيء العيد.. فأتساءل..! ويتساءل

الغيورون على الأمّة الإسلامية في كثير من بقاع الأرض..! هذه التساؤلات

المترجمة لحال المنكوبين من المسلمين.

عيدٌ.. بربّك هل تحلو الأناشيدُ؟ أم هل تُرى في الدّنا تعلو التغاريدُ؟

عيدٌ.. بربك ما هذا يحلّ بنا؟ أُنسٌ وعُرسٌ.. أم تنكيلٌ وتسهيدُ؟

عيدٌ.. بربّك هل ترجوا السرورَ لنا يا عيد؟ أم إنها الأحزانُ يا عيدُ؟

هل إنها الفرحةُ الغمراء تأسِرنا أم إنه اليأس يضنينا وتنكيدُ؟

هل إنه الطيبُ والحلوى يُجاء بها أم إنه صوتُ رشّاشٍ وبارودُ؟

يا عيدُ.. أقبلْتَ والمأساةُ ما برحِتْ ... ترجو الخلاص، وخيطُ القهرِ ممدودُ

فأمّتي لم تَزَلْ يا عيدُ في كمدٍ قتلٌ ونهب وإحراقٌ وتشريدُ

وأمّتي لم تزلْ في الذلِّ غارقةٌ بيعٌ وحبس وإرغامٌ وتعبيدُ

وأمّتي لم تزل في القيد مُوثقَةٌ يسومُها السوءَ طاغوتٌ وصنديدُ

وأمّتي لم تزل في الشرقِ مُكلَمةٌ وأمّتي لم تزل في الغرب تهديدُ

وإخوةُ الدينِ من عُرْبٍ ومن عَجمٍ سهامهم للعدا: شجبٌ وتنديدُ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍

كيف السرور وأرض المسلمين لظًى؟ كيف الهناءُ و (أقصى) الشرق موؤودُ؟

فمسجدُ القدسِ واأسفي يدنّسه شعب اليهودِ، ويُذْكي النار (ليكودُ) [1]

والأرض ترجف من عُهرٍ ومن دنَسٍ أما الديار فتنصيرٌ وتهويدُ

يا عيد فَجْرُك يُدمي الروحَ مُذْ يبدو يا عيد يومُك بالآلامِ مقصودُ

هلاّ تغرّبْتَ عن داري وعن بلدي؟ ‍‍‍ هلاّ ترحّلت كي يصفو لنا عيد

فنظرةٌ منك نحو الشرقِ ثاقبةٌ تُلين قلبَك حتماً وهو جلمودُ‍‍

***

أتيتَ يا عيد والأيام مترعة ومن معانيك: تغييرٌ وتجديدُ

فقد رأيت ظروفَ المسلمين، فلم ... يُرحمْ لنا صِبيةٌ مأواهمُ البيدُ

انظر.. ترى طفليَ الباكي طفولتَه ... ثيابُه رثّةٌ، أقدامُه سُود

يداه ما حملتْ حلوًى ملوّنةً ... كالطيفِ، أو لامست أثوابَه (عودُ)

انظر إلى دمعِه الرقراقِ يسكبُه ... وقلبُه مُترَعٌ بالهمِّ، محشودُ

يودّ لو عاش في أكنافِ أسرته ... لكنّه تائهٌ في الكونِ، مطرودُ

وجئتَ يا عيد ترجو البشر يأسِرُنا‍ ... فكيف يركضُ من في القيدِ مصفودُ؟

***

عذراً أيا عيدُ، فلترحلْ إلى أمَدٍ ... كيما تزول عن الوجه التجَاعيدُ

عيدٌ سعيدٌ.. نعم.. لو أمتي انتصرتْ ... أمّا وأمّتنا ثكلى فلا عيدُ‍

إذا رأيت ديار المسلمين غدتْ ... مأمونة؛ عندها فلتأتِ يا عيدُ

فعندها تصدح الأطيارُ هانئةً ... وبلبلٌ يُرسلُ الألحانَ، غِرّيدُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015