مجله البيان (صفحة 2382)

نص شعري

لغة الدماء

شعر: مشتاق حسين

أتدري أم لعلك لست تدري ... بأن الجرح ثغرٌ، أي ثغر!

وأن دمَ الضحايا حين يجري ... لسانٌ ناطقٌ بالظلمِ يُزري

لسانٌ يلتقي سَمْعَ البرايا ... بصوتٍ من لهاة الحق يسري

يجوسُ خلال آذانٍ وإن لمْ ... تَزَلْ تحمي غِوايتَها بِوَقر

أن اخسأ أيها النوّام سُحقاً ... لك الويلاتُ مِنْ فَرّي وكَرّي

أَتُبْصُرُني وحيداً ثم تغفو ... وَتَتْرُكُني أنوء بحمل إصري

لقدْ ألهبْتَ من حَزَنٍ حُرُوفي ... ألا فاطوِ المنامَ وخذ بثأري

وَصَيّرْ قلبك الرعديدَ بَرّاً ... إذا ما لَجّ في أمواجِ ذُعرِ

لِتَصنعْ فلك ربي للبرايا ... ولا تسأل فديتك أين تجري

ألا فاخلع رداءَ الجبن والبسْ ... برودَ النصر كي تحظى بنصرِ

إذا لم يقترن حرف بخطوٍ ... فعد للنوم تصحُ غداً لحشرِ

إذا الشيطان مسك منه نُصب ... فقم واركض برجلك دون صبرِ

شرابٌ من رحيق الوحي يشفي ... ومغتسلٌ ينبّه كل حُرِّ

أرى الأقوامَ قد راشت سهاماً ... لقد طاشت سهامكمُ لعمري

سُلِبت قريحتى إن لم تروها ... فداءَ الحق في شعري ونثري

يد الأشلاء تستعدي فؤادي ... وهيجت الدماءُ غليلَ صدري

أسًى ما للمشاعرِ منه واقٍ ... وما لبنات شعري من مَفَرِّ

لساني ملك إيماني ووقفٌ ... لأحزاني فلا تعجبْ لشعري

إذا أنا لم يكن شعري لهيباً ... يذيبُ جمود قومي كيف عذري؟ !

إذا لم نلق طوقَ النوم عنا ... فما جدوى التّطلعُ نحو فجْرِ؟ !

طور بواسطة نورين ميديا © 2015