مجله البيان (صفحة 2358)

نص شعري

نفق السلام

شعر: فيصل بن محمد الحجي

مابال قلبكَ لايذوق مشاعري ... فلي العنا..ولك ارتياح الخاطرِ؟

لو ذاقها لشكا..ومِن همٍّ بكى ... كبكاء ثكلى في ظلام غابرِ

لِمَ لا يذوق؟ ألا يُحرِّكهُ الذي ... يجري؟ ألا يُضنيه جَوْرُ الجائِرِ؟

شتان بين ملازم الدرب ... القويم ومَن يسير على الطريق الدائري

ليدورَ ما دار الهوى ... ويعيش في ... بُعد ٍعن الإحساس بُعد َ مُهَاجرِ

أو لا ترى صهيون جاوز حدّه ... ويُذلَ أهلي في عداءٍ سافرِ؟

أرأيت أقزام اليهود تعملقوا ... واستهزؤوا بعقيدتي وشعائري؟

سرتم بأنفاق السلام..فما الجدا ... إلا المذلة مِن حقود ماكرِ؟

نَفَقُ السلام أبٌ.. ومن أبنائه ... نفقٌ رمى الأقصى بجرحٍ غائرِ

نفق تخفى النفاق..وغاص في ... قلب السلام..فأين عين الناظرِ؟

قد أثخنوا القدسَ الأسيرَ وأوغلوا ... فيها بأنفاقٍ لهم وحفائرِ

والمسجد الأقصى وَهَت أركانهُ ... وأخاف أن يلقى مصير (البابري)

وهل استفاد (البابري) من الألى ... جُنّوا احتجاجاً..في ادعاءٍ خائرِ؟

إلا نقيقَ (ضفَيدعٍ) كتبوا له ... أن يُتَقِنَ التزويرَ فوق منابري؟

وتكاد تحسبه زئيرَ ضياغمٍ ... وَثَبَتْ لتفتكَ بالعدوِّ الغادرِ

وتراه إن ظهر العدو كأنه ... (فتخاء تنفر من صفير الصافرِ)

(حجَاجُ) هذا العصر أقسى خطة ... فينا..وألطفُ بالعدوِّ الكافرِ

سَقَطَاتُه طَمَسَتْ خطايا جدِّهِ ... (الحجّاج) ..بل لاحتْ لنا كمفاخرِ

أين الهداية في الدجا ودليلنا ... يرجو الهداية من ضلال (السامري) ؟

يا قدس والأشواق تعصف في دمي ... كيف الوصول إلى جوار مُحاصَرِ؟

يا مَن إلهُ الكونِ بارك حولها ... ليفوز زائرها بحظٍ وافرِ

وإليكِ أسري بالنبي محمدٍ ... ليلاً.. ليعرج للقاء النادرِ

وإليكِ حجّ الأنبياءُ.. فكلهم ... يتزاحمون على البساط الطاهرِ

يا مَن رضعتُ مع الحليب ودادها ... وكتبتُ قصة حبها بدفاتري

زيّنتُ أشعاري بها ولأجلها ... رصّعت بالحرف المضيء بشائري

أنا لا أخاف من اليهود.. ولا الذي ... خلف اليهود..فإن ربي ناصري

لكنني أخشى تمزّقَ صَفِّنا.. ... وفساد أنفسنا..وظُلْمَ الآمرِ

أخشى المعاصيَ أن تخلِّفنا بلا ... نصرٍ..من الله المعين الناصرِ

أخشى تزاحمَنا على الدنيا التي ... كم أهلكتْ في غابر أو حاضرِ؟

أخشى تبلّدنا.. تقاعُسَنا. . تغافُلَنا ... فلم نعبأ بسيل مخاطرِ

والقلبُ يشوي في لظى آلامه ... شيّ الأسير على سياط الآسرِ

وتضج في قلبي المنى.. وتُحيلني ... سُحُبُ الرؤى ليثاً بهيئة طائرِ

لو أن بعضاً من رؤاي تحققتْ ... وغدوتُ ممتلئاً بعزمٍ ساحرِ

لقطعتْ رأسَ خِواننا بقواطعي ... وحفرتُ قبرَ هواننا بأظافري

يا فتية الأمل الوضيءِ توحّدوا ... وتيقظوا من خائن متآمرِ

وخذوا الحذارَ من الأعادي مرةً ... وخذوه دوماً من صديق غادرِ

لا يخدعنكم ادعاء مراوغٍ ... يزهو بألقاب العظيم الثائرِ

فالخزي قد يأتي لكم من ناصر ... والعسر قد يأتي لكم من ياسرِ ...

شتان بين فؤاد من خاض الوغى ... ينوي الفداءَ..وبين قلب التاجرِ ...

جَزِعٌ إذا زأر العدو مهدداً ... ولذا يُبَالغُ في احترام الزائرِ

ويجود من خيرات أمتنا التي ... تحيا بلا أمنٍ..بقدرة قادر

الله أكرمكم وبارك حملَكم ... علمَ الجهاد..على الطريق العاطرِ

يا للجمال..وزحف أمتنا مضى ... والحقّ يصرُخُ: يا كتائب بادري

وصواعق التكبير فيها تمتطي ... موج الصهيل إلى اللقاء الظافرِ

ومناجل الأبطال تحصد في الوغى ... الأش واكَ..أشواكَ الضلال الداعرِ

وطلائع الصبح المنير تعيد ... لي أمجادَ أبائي..كأمسي الدابرِ

آن الأوان لكي أعيشَ مكرّماً ... وتفيضَ بالخير العميم بيادري

هذا الجهاد طبيبُ أمتنا التي ... مرضتْ بفعل تخاذلٍ وتناحرِ

صلّت قوافي الشعر في محرابه ... دوماً وصامت عن سلام خاسرِ

أنا شاعر ما دمتُ تحت لوائه ... فإذا نأى عني فلستُ بشاعر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015