الورقة الأخيرة
بقلم: أحمد العويمر
قد سلط القرآن الكريم الأضواء على اليهود، وكشف حقيقتهم ودخائل أنفسهم،
وكيف يتعاملون مع غيرهم، وحذر منهم ... لكن هل حقّاً عرفنا هؤلاء الناس في
الواقع حق المعرفة، وفهمنا سياساتهم القائمة على المكر والخداع والإفساد في
الأرض والعلو والاستكبار وإيقاد الفتن، وتحريف الكلم عن مواضعه؟ .
حسبنا قول الله (تعالى) : [لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ
أَشْرَكُوا] [المائدة: 82] .
فالموقف من هذه الأمة التي باءت بلعنة الله (تعالى) : [لُعِنَ الَذِينَ كَفَرُوا مِنْ
بَنِي إسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ]
[المائدة: 78] ليس مسألة خلافية في المصالح المحدودة، وليس مسألة متوهمة كما
سماها أحدهم (كسر للحاجز النفسي) فقط.
المسألة مع (إخوان القردة والخنازير) هي مسألة عقيدة لا يمكن بحال للمسلم
أن يتساهل فيها، فقد وقفوا وقفاتهم المعروفة من هذا الدين: من الكفر به، ومعاداته
رغم ما قدمه لهم من (إحسان) ، حتى إنهم لولا الله ثم حدب الأمة الإسلامية عليهم
لكانوا أثراً بعد عين؛ لما صب عليهم من عقاب؛ لمواقفهم من كثير من الأمم.
ومع ذلك: فقد وجدنا في كتبهم المحرفة (كالتوراة) والموضوعة (كالتملود) ما
يندى له الجبين من عداء للإنسانية عامة وللإسلام والمسلمين بخاصة، مما لا يتسع
المجال لبيان بعضه، وليس آخره احتلال (أرض الإسراء والمعراج) وتشريد أهلها
وسوم من بقي منهم سوء العذاب.
الغريب أن من قومنا من أسلم القياد لهم، وادعى زوراً وبهتاناً بأنهم (جنحوا
للسلم) فجنح له.. بينما هم محتلون معتدون، ومواقفهم المتطرفة والمتشنجة من
استمرار الاحتلال وبقاء المستعمرات وبقاء المستوطنين هي مواقف تهدد الأمن
والاستقرار في المنطقة كلها.
وها هم بنو يعرب يتداعون على السلام معهم تداعي الفراش على النار.
وها هو (الليكود الحاكم) بغطرسته واستكباره يؤكد منطلقاته المعروفة، وقومنا
مازالوا سادرين في وهم السلام المزعوم، فماذا هم فاعلون يا ترى أمام الحزب
المتطرف سوى المزيد من السقوط، والمزيد من الانحدار.
وها هو (نتنياهو) شامخاً بأنفه أمام ناخبيه، وأمام (الكونجرس (و (إيباك) في
أمريكا، وحينما وجد نوعاً من الرفض لتوجهه جاء لمصر، فأظهر التنازل عن
بعض لاءاته وأصر على بعضها، وفي الوقت نفسه: يرسل مندوباً منه لبعض
الدول العربية؛ ليبقى توجه التطبيع مع (إسرائيل) قائماً.
يا قومنا: لن يوقف الرجل ودولته ومن وراءهما سوى عودتنا إلى الحق،
وصدق منطلقاتنا، ووحدة صفنا، وبث روح الجهاد الحقة في شعوبنا.. وحينها
سيعرفون من هم! .. وبأي دينٍ يصطدمون.
فلماذا لا تعطى القوس باريها؟ ! !