مجله البيان (صفحة 2277)

نص شعري

رَبَّة القهر

شعر: مروان كُجُك

يَا رَبّةَ الْقَهْرِ والطّغْيَانِ وَالصّلَفِ ... أَرْخِي الْعِنَانَ لأَفّاكٍ وَمُنْحَرِفِ

وَاسْتَعْجِمي الخَلْقَ وَاغْتَالِي مَقَادِسَهُمْ ... عِيثِي فَسَاداً بِهَذَا الْكَوْنِ وَاعْتَسِفِي

فَالأَرْضُ أَضْحَتْ لِذاتِ الشّؤْمِ جَاثِيةً ... وَاللّؤْمُ عَرْبَدَ فِي الْجُدْرَانِ والسّقُفِ

وَاللّيْلُ صَارَتْ لَهُ فِي أَرْضِنَا زُمَرٌ ... وَالْفَجْرُ غَادَرَنَا حُزْناً وَلَمْ يَقِفِ

كَأَنّنَا لَمْ يَكُنْ مِنْ رَهْطِنَا عُمَرٌ ... أَوْ طَارِقٌ أَوْ ذَوُو الإقْدَامِ وَالنّصَفِ

كَأَنّنَا لَمْ نُقِمْ فِي الْقُدْسِ مَلْحَمَةً ... بِالْعَدْلِ وَالْعِزّ وَالإنْعَامِ وَالشّرَفِ

لَمْ نَخْرُمِ الْعَهْدَ يَوْماً، لَمْ نُبِحْ حَرَماً ... لَمْ نَسْرُقِ النّوْمَ مِنْ أَجْفَانِ مُلْتَحِفِ

كَأَنّنَا لَمْ يَكُنْ مِنّا أُسُودُ وغًى ... أَوْ سَيْفُ عَدْلٍ طَهُورُ الْقَصْدِ والطّرَفِ

كَأَنّنَا لَمْ نَزِنْ فَتْحاً بِمَرْحَمَةٍ ... وَلا جَنَحْنَا لِسِلْمٍ صَادِقِ الْهَدَفِ

وَلا رَفَعْنَا لِنَشْرِ الْعَدْلِ أَلْوِيَةً ... وَلا طَمِعْنَا بِغَيْرِ الْفَوْزِ بِالْغُرَفِ

نُجَاهِدُ الْقَهْرَ، لا نَبْغِي مُنَازَلَةً، ... إلاّ غَدَاةَ يَسِيرُ الأَمْرُ لِلْجَنَفِ

أَوْ يَبْزُغُ الشَرّ فِي بَيْدَاءَ ظَامِئَةٍ ... لِجُرْعَةِ الْمَاءِ لا لِلْخَمْرِ وَالزّيَفِ

أَوْ يُصْبِحُ الأَمْرُ فِي أَيْدٍ مُلَطّخَةٍ ... بِمَا جَنَتْهُ عَلَى الأَسْلافِ وَالْخَلَفِ

* * *

يَا رَبّةَ الْحِقْدِ لَنْ يُجْدِيكِ كُلّ لَظًى ... وَلَوْ حَشَدْتِ لَهُ مَا شِئْتِ مِنْ طُرَفِ

فالأَمْرُ أصْبَحَ مَفْضُوحاً وَإنْ سَتَرَتْ ... مَا تَبْتَغِيهِ حَمَاقَاتٌ مِنَ التّرَفِ

* * *

هَيّا اسْتَعِدّوا بَنِي قَوْمِي لِنَازلَةٍ ... تَنَالُ آخِرَكُمْ فِي الْبِيدِ وَالْكُنُفِ [1]

لا تَسْتَبِيحُ بَنِي غَطْفَانَ إنْ عَصَفَتْ ... وَتَتْرُكُ الرّاًسَ فِي دَوّامَةِ الْخَرَفِ

سَتَنْهَشُ الْكُلّ إنْ شَاؤُوا وَإنْ رَفَضُوا ... وَتَزْرَعُ الطّيْشَ فِي الأَعراسِ وَالنّطَفِ

وَتَعْزِلُ الْجَمْعَ عَنْ قُرْبَى ومَرْحَمَةٍ ... وَتَنْسفُ الْوَصْلَ فِي دَرْبٍ وَمُنْعَطَفِ

وَتَجْعَلُ الأَمْرَ لِلشّذّاذِ تَجْمَعُهُمْ ... مِنْ كُلّ أَرْضٍ وَتُلْقِيهِمْ عَلَى كَتِفِي

بِالله عُودُوا لِمَا قَدْ عَزّ غَابِرَكُمْ ... وَوَحّدُوهَا عَلَى الإسلامِ والشّرَفِ

فَلَيْسَ فِي الأَرْضِ مِنْ عِزّ يُعِزّكُمُ ... غَيْرُ التّجَلّدِ عِنْدَ الْمَاًزِمِ الْوَكِفِ [2]

وَاسْتَنْزِلُوا النّصْرَ بِالتّوْحِيدِ وَانْتَظِرُوا ... فَتْحاً قَرِيباً وَقَهْرَ الْهَائِجِ الصّلِفِ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015