نص شعري
شعر: د. صابر عبد الدايم
صعوداً ... صعوداً.. إلى سدرة المنتهى
فإن السلام الذي يزعمونَ ... انتهى! ! !
دماؤك طوفان عزمٍ ومدٍّ ... وملحمة الثأر أشعلتَها
وكفاكَ للشمس مرفوعتان ... وراياتك الخُضْرُ أعْلنْتَها
وأشعلت فينا.. فتيل الجهاد ... وكل المخاوف ... مَزّقْتَها
دم القدْس يجري.. بأصلابنا ... ومن دمكِ الحرِّ روّيْتَها
وما قتلوك.. وما صلبوك ... وإن الأمانةَ ... ما خنْتَها
رفعت الجهادَ.. لنا رايةً ... بوشْم فلسطينَ شَكّلْتَها
نقشت عليها حروف الكفاح ... وعمركَ ... ملحمة صُغْتَها
صعوداً ... صعوداً ... إلى سدرة المنتهى
فإن السلام الذي يزعمونَ ... انتهى! ! !
وصهيون يسْرق تاريخنا ... ويقتلُ فينا رؤًى عِشْتَها
نهرْول.. نعدو.. إلى غاصبٍ ... يرانا دُمًى ... أدْمَنَتْ صمْتها
وتصْهل خيل الجدود ضحًى ... ولكنهم ... مَزّقوا صَوْتها
بمرج الزهور.. دماء العصور ... تفورُ ... وترْشقهم مَقْتها
فلسطينُ قصة أمجادنا ... ولكنهم أعلنوا موْتها
فيا ليت كانتْ.. ويا ليت كنّا ... ... وهل تنفع الآن ... ياليتها؟
دفنّا.... تواريخنا جَهْرة ... وفي دمك الحرِّ كفّنْتَها
وما قتلوك ... وما صلبوك ... وإن القضيّة ... ما خُنْتَها
فهل تطلق الآن أسرارها؟ ... وكل السراديب فتّشْتَها! ! !
وهل تجمع الآن أشلاءها؟ ... وكل الملفاتِ فجّرْتها! ! !
رفضْت زمان الهزيمة فابدأ ... حياتك.. إذْ أنْت حرّرْتها
وعش في صدور الألى.. يرفضون ... حياة الهوان التي عفْتَها
وعش في الحقول جذور إباء ... بأرض القداسات ألقيْتَها
وسرْ في الشرايين.. نهْر حياةٍ ... من التيه والوهم ... أيقظتَها
وفي الأفْق.. ألمح أنشودة ... وكم أنْت للقدْس غنيتَها
(أخي جاوز الظالمون المدى) [1] .. ... وإن السلام الذبيح انتهى!
فأطلقْ خيولك من أسرْها ... وأنقذ مرابع ... شيّدْتَها
(وجدِّد حسامك من غمده) [2] ... لتُحييَ أرضاً.. محَوْا سَمْتَها
إليها (محمّد) أسرى ... ومنْها ... عروجا.. إلى سدْرة المنتَهى
وبورك فيها.. وما حولها ... وسُرّاقُها.. شوّهُوا ذاتها! ! !
(وجاسوا خلال الديار ببأس) ... وهم يعلنون ... لنا موتها! !
أنتركهم يغصبون السلام ... ... وأرْضاً ... يعدون تابوتَها؟ !
فقم يا شهيد السلام ... وأسْرجْ ... خيولاً.... إلى القدْس وجّهْتها!
تُغير صباحاً ... وتعدو ضباحاً ... وأنْتَ إلى الفتْح.. قدْ قُدْتَها
فما قتلوك.. وما صلبوكَ ... وإن القضيّةَ ... ما خُنْتَها
فعشْ في الحقول جذور إباءٍ ... بأرض القداساتِ ألقيْتَها
وسرْ في الشرايين نهْر حياةٍ ... من التيه والوهم أيقظْتَها
دم القدْس يجرْى بأصلابنا ... ومن دمك الحُرِّ رَوّيْتَها