مجله البيان (صفحة 2218)

نص شعري

رُدّوها علي

شعر: محمد عبد القادر الفقي

ودعِ العتابْ

لن يسمعوكَ فقد أصاخوا السمعَ للطاغوتِ

ها هم سادرون وراء (سالومي) يشقّون العبابْ

وتدور أعينهم إذا اهتزت مفاتنها وطير النور غابْ

فاربأ بنفسكَ واستقمْ

لا اللومُ يُزْهرُ أقحوان الفجرِ أو يُذْكي أعاصيرَ الشبابْ!

لو كان يُجدي كنتَ أشعلت الحرائق في الرسائل والحروفْ

لكنْ شرار العشب قد طالت أظافرها

و (سالومي) تساوم:

(أين أرضُكَ)

لا جنود ... ولا سبيلَ ... ولا صواب!

***

ظمآن بين سواحلي

والماءُ في أعلى القبابْ

أستمطر الأوغادَ، تلفظني الحدودُ

يميتني هذا الجمودُ

وعين سالومي (تصوّر) كل بابْ

وتسد فُرْجةَ كل باب! !

***

ضاعت جهاتُ الحيّ، والفجواتُ في السيف العُضابْ

وتراكمت أنات (ليلى) والخيولِ الخضرِ، وانتُهِك الكتابْ

فاصدع بصوتكَ

واغتسل بالنور والإخلاص حتى تمسح الأدرانَ من جسدٍ

تبرقش أو ترقّش بالسياط وبالسبابْ! !

واشدُدْ، وحاذرْ، واستمع فصل الخطابْ!

***

واصبر على جهل الغثاء فكم قرونٍ قد خلتْ

مذ هُدْهُدِ الأنباء غابْ!

***

واترك سراة الطين

في المرآةِ صورتهم غبارٌ أو غرابْ! !

***

واترك سراة الطين

في المرآة صورتهم غبارٌ أو غراب! !

واحذرْ

فسالومي هي السّلَبوتُ

والجبروتُ

في العصر العجابْ!

لا المزن تهمي في صحارى روحها

ابداً ... ولا (الإشعاع) سوف يطهر القلب الخرابْ!

***

فاركضْ برجلك كي يطيب لك التنفسُ والشرابْ

وانظر مليًّا قبل أن تطئ الحصى والبرزخينِ

فإن أفعى الليل لاذتْ بالفرار من الجرابْ! !

هي ذي تسيل إلى ديارك تشتهي دفئا

وثمة بارقاتٌ في الثنايا والثيابْ

سمٌّ نقيعٌ في رضاها والرضابْ!

***

وتقول سالومي: (طريقي وحده يفضي إلى تاج الصدارةِ

والعداةُ لهم مغارات الذّئابْ) ! !

وحذامِ تصرخ في رمال التبرِ:

(من يستأصل الأشواكَ؟

من يستنصل (الهالوكَ) ؟

من سيردّ لي شمسي ويحملني على الخيل العِرابْ؟ !

***

خزّرْ عيونَكَ، إن (سالومي) تراوغُ

في الظلامِ تمدّ كفّيها إلى السكينِ

ترقصُ بعدما تدمي كُلانا والنواصيَ والكِعابْ!

ستلوكُ في دلّ دماك وتنتشي

وتفوزُ بالصفراءِ والبيضاء والثوب المعصفرِ والدّوابْ!

***

كم أرعنِ الخطوات خرّ وتاه في حجراتها

وعدتْ عليه النائباتُ وما أنابْ!

كم من غريقٍ قد تعلّقها ...

تعلّق في خيوطٍ من سرابْ

وبنى على ثبج التمني ألف قصرٍ

ما تدبّر حينما ألقتْ عليه رموشَها ووحوشها

وأرتْه ألوان الخضابْ

حتى إذا (الرغبوت) زاد على النّصَابْ

قدّتْ قميص حيائها، ومضتْ تعانقهُ عناق الدبّ

حتى خار وانسحقتْ مفاصلُهُ

وجاءته الكواسرُ والمناسرُ والكلابْ!

***

وإذا أطلّ الفجر وانزاح الحجابْ

جاءت إليك، دموعها تنسابُ ساخنةً على الخدينِ

أو تنثال ما بين الوِطابْ

وتظل ترقص في رداء الضعفِ

والأفعى تطلّ

وقد تضمَخ عودها بِنِشاءِ حمقكَ

ثمّ

تهجمُ

بعدما امتزجت بعطر الاقترابْ!

***

احفظ حروفكَ طاهراتٍ، لا تحاورْ ... لن تُثابْ!

السابقون تبددوا، واللاحقون تمددوا

هدأت فرائصهم، ونبض الصوت غابْ!

***

وإلام نُخفي بؤسنا، ونغلّف الألفاظ بالحلوى

وبالإيقاعِ

والأمل المذاب؟ !

وإلام نرحل في دوائرنا ونزدرد التعلاّتِ الكِذابْ؟

ونصيحُ في صَخَبٍ: (ألا لا يجهلنْ أحدٌ علينا)

ثم

يغزونا الذبابْ

***

طور بواسطة نورين ميديا © 2015