مجله البيان (صفحة 2203)

المسلمون فى أوغندا (2)

المسلمون والعالم

المسلمون في أوغندا..

تاريخ وتحديات

(?)

بقلم: زياد صالح لوبانغا

تمهيد:

تطرق الكاتب في العدد الماضي إلى التعريف بجغرافية أوغندا واستعمارها

واستقلالها ودخول الإسلام فيها عن طريق محورين، ثم تحدث عن مراحل انتشار

الثقافة الإسلامية فيها وبعض التحديات التي واجهها المسلمون، وتناول المرحلة الأولى التي بدأت من دخول الإسلام سنة (1260هـ - 1842م) إلى (1391هـ - 1971م) .

وفي هذه الحلقة -وهي الأخيرة- يتابع الكاتب ذكر مراحل وتحديات أخرى.

... ... ... ... ... ... ... ... - البيان - الثقافة الإسلامية وتحدياتها في المرحلة الثانية: من سنة (1391هـ-1971م) إلى (1399هـ -1979م)

على الرغم من قصر هذه المرحلة من تاريخ الثقافة الإسلامية في أوغندا، إلا أنها ذات أهمية بالغة، ونقطة تحول من الركود والجمود، إلى الحركة والنهوض، فهي الفترة الوحيدة التي ترأس فيها قائد مسلم دولة أوغندا بعد استقلالها، وهذا الرئيس هو (عيدي أمين) ، ويعتبر عهده من أفضل العهود انتعاشاً للحركة الإسلامية في أوغندا، فقد كان المسلمون يعيشون حياة تشتت وتمزق، وكانوا شيعاً وأحزاباً، يتنازعون في (المسائل الكبرى والصغرى) ، وقد اشتهر من تلك الأحزاب خمسة: ...

1- جمعية (بوكتو) ، وكانت أشد تمسكاً بالتقويم الشهري في صيام رمضان

والعيدين، سواء أوافق رؤية الهلال أم خالفها.

2- جمعية (الجمعة مع الظهر) ، وهذه أصرت على الجمع بين صلاة الجمعة

والظهر في آن واحد.

3- جمعية (اتحاد مسلمي أوغندا) ، وكانت ترى تقديم الأسن أو الأسبق إلى

الإسلام للسلطة الدينية.

4- جمعية (نَعَمْ) وكانت ترى تقديم المتعلم والمثقف للسلطة الدينية.

5- جمعية (كلجاتا) ، وكانت ترى معارضة البدع التي وقع فيها المسلمون في

أوغندا [1] .

عمل هذا الرئيس على توحيد تلك الجمعيات المتصارعة، وإزالة الشقاق

والنزاع بينها، فكان من ثمرات جهوده ما يلي:

أ- توحيد الشعائر الإسلامية، التي امتد إليها الخلاف والنزاع، وكان كل

حزب بما لديهم فرحون، فهؤلاء يصومون شهر رمضان بالرؤية، وأولئك

يصومونه بالحساب والتقويم، فتم توحيدهم جميعاً على دخول رمضان في يوم واحد، وكذا خروجه، وكان يُعلَن في الوسائل الإعلامية بدخول الشهر وخروجه، وبداية

الحج ونهايته، وعليه جرت العادة إلى يومنا هذا.

ب- إنشاء المجلس الأعلى الإسلامي، الذي يجمع كل المسلمين في البلاد كافة، ووكل هذا المجلس بتنظيم شؤون المسلمين الدينية، ونشر الدعوة والإرشاد،

وتوظيف الدعاة، ورعاية الأيتام والمعاقين، وتدبير الأحوال المدنية: من زواج

وطلاق وفسخ وظهار وخلع ... ونحو ذلك، كما أنه كان موكلاً برعاية الزكاة

والصدقات والأوقاف، والإشراف على المناهج والتعليم في المدارس الإسلامية

الأهلية.

ج- طرد المذاهب والفرق المنشقة عن الإسلام: كالقاديانية، والإسماعيلية،

وعدم السماح لها بالتسجيل كفرقة أو جمعية مستقلة.

د- الاهتمام بإنشاء المساجد والجوامع، والمعاهد، وتشجيع المؤسسات

والهيئات الإسلامية بمزاولة نشاطاتها الخيرية والثقافية والإنمائية، وكذلك: فتح

أبواب المنح لالتحاق الطلاب بالجامعات الإسلامية في الخارج، لينهلوا منها العلوم

الشرعية الصحيحة، التي يحتاجها المسلمون في أوغندا، لاسيما وأن هذا الرئيس

سعى -بجهوده الخاصة- في تسجيل دولته ضمن الدول الإسلامية، رغم قلة النسبة

المئوية للمسلمين فيها، وربما كان يفكر في تطبيق شريعة الله مستقبلاً! وهذا ما

جعله يطرح في مؤتمرات الدول الإسلامية فكرة إنشاء جامعة إسلامية في أوغندا،

تزود الدولة بالبحوث والدراسات الأساسية في هذا المشروع الكبير. [2]

تحديات المرحلة الثانية:

أخذت التحديات في هذه المرحلة أيضاً شكلين بارزين:

التحديات الداخلية: لقد ظل أكثر المسلمين رغم تزايد عددهم في هذا العهد

جهالاً في أمور دينهم وعقيدتهم، حيث إن البدع التي خلفها العهد السابق كانت باقية

في عقبهم، فقد كانت البدع الدينية منتشرة، ومنها: الموالد النبوية التي تقام هنا

وهناك بإشراف المجلس الأعلى الإسلامي، وعلى نفقات الدولة نفسها، كما أن

علماء السحر والتنجيم ارتقوا المناصب العليا في المجلس الأعلى الإسلامي، وفي

التوعية الدينية العامة، سواء على مستوى الضباط في الجيش، أو الإداريين، أو

عامة الناس، فهؤلاء لم يستطيعوا أن يعطوا للثقافة الإسلامية صورتها الحقيقية،

كما يأملها كل مسلم، ويشهد لفضلها كل عدو منصف.

التحديات الخارجية: وأعني بها نشاط المسيحيين بالدرجة الأولى، سواء

المواطنين أو الأجانب الذين كانوا يدعمون التنصير والتبشير، وهذا التحدي كان قد

قوي في المرحلة الأولى، وتكاملت عدته في عهد الاحتلال البريطاني، الذي مكنه

من جميع وسائل الحياة، ليضمن له السيطرة على مقاليد البلاد والعباد، بل إن

الدستور الذي وضعه المستعمرون تنص مواده على أن يكون رئيس الوزراء،

ووزراء الخزانة والمالية، والعدل، من المسيحيين [3] .

وبالفعل فإن أصحاب هذه المناصب في تلك المرحلة، سرعان ما انقلبوا على

الحاكم، وضحوا بجاههم ومناصبهم لإسقاطه، وهو ما حدث بالفعل في سنة

(1399هـ 1979م) . وهكذا انتهت هذه الفترة بتحالف النصارى في الداخل

والخارج ضد (عيدي أمين) ، وأصبح المسلمون هدفَهم الأول، يفعلون بهم كل ما

بدى لهم، لأن رقابهم وبلادهم أصبحت تركة سهلة في أيديهم.

الثقافة الإسلامية في أوغندا في المرحلة الثالثة: (1979م 1996م) والتحديات المواجهة لها:

تعتبر هذه المرحلة سلسلة من الانقلابات الحكومية، التي لم يعد للمسلمين فيها

دورهم القيادي، وهي على كثرتها ترمي إلى إبعادهم عن مراكز النفوذ والريادة؛

فمنذ أن أطيح بالرئيس السابق (عيدي أمين) ، كان الهدف الأساس هو القضاء على

الإسلام، وإبادة أكبر عدد ممكن من أبنائه، فقد راح ضحية الحروب الأهلية أعداد

غفيرة من المسلمين في مدينة أميرارا، وفي العاصمة كمبالا، وغيرها من الأماكن، كما شردت أعداد أخرى منهم إلى السودان وزائير، ثم تداول عدد من الرؤساء

السلطة حتى استقر في النهاية لآخر رؤساء أوغندا بعد عدة انقلابات، وهو (يويري

موسوفيني) الذي جاء بانقلاب عسكري سنة 1986م.

أما الثقافة الإسلامية في هذه المرحلة، فإن تلك التغيرات السياسية التي مرت

بأوغندا، لم تستطع القضاء عليها، لأنها أصبحت تستعصي على الاضمحلال

والذوبان، ولكنها أثرت عليها، بأن قللت من حركتها ونشاطاتها، وأقصت عدداً

كبيراً من أعضائها عن مناصبهم، أمثال:

1- عباس موانا (مدير عام البنك الأهلي التجاري الأوغندي) .

2- عيسى خليفة لكواغو (نائب المدير العام للبنك الوطني الأوغندي) .

3- السيد/ جَمَادى لوزيندا (السكرتير الدائم لوزارة التربية والتعليم) .

4- رمضان وسيكي (السكرتير الدائم لوزارة التجارة) .

5- أحمد انسريكو (السكرتير العام لإدارة جامعة ماكريري) .

وغيرهم كثير مما لا يتسع المقام لذكرهم [4] .

وبما أن هذه المرحلة بمثابة إصلاح ما دمرته الحرب، وإعادة تنظيم من

شتتته من أبناء الأمة الإسلامية، وبناء هيكلهم الديني والثقافي والاجتماعي

والاقتصادي ونحوه، فثمة جهود مشتركة بين المسلمين المواطنين وغيرهم تبذل في

عملية البناء، ولا سيما أن هذه المرحلة تفيض بالكوادر العلمية والثقافية، التي

نهلت العلوم الإسلامية والعصرية في مختلف الجامعات، ورجعت لتبلغ رسالتها،

وتؤدي واجبها نحو دينها وشعوبها، وقد نظمت جهودها في صورة هيئات وجمعيات، يمكن تصنيفها كالآتي:

1- الجمعيات المحلية: وهي التي تكونت داخل أوغندا، وسجلت نفسها

رسميًّا بموافقة الحكومة، وبتوصية المجلس الأعلى الإسلامي الذي يعد مظلة وارفة

لسائر الجمعيات المحلية، ومن بين تلك الجمعيات ما يلي:

أ - جمعية الدعوة السلفية

ب- جمعية الثقافة الإسلامية.

ج- جمعية التوحيد الإسلامية.

د - ندوة الشباب الإسلامي الأوغندي.

هـ - جمعية اتحاد طلبة جامعة ماكريري. وجمعية النساء المسلمات في

أوغندا.

هذا، وللمسلمين في وعيهم الثقافي إلمامٌ بالإنجيل، إذ أسلم عدد كبير عن

طريق معرفة هذا الكتاب، ولذلك كونوا ثلاث جمعيات:

أ - جمعية الدعوة للشباب المسلم، ويرأسها عبد الله كييصوا.

ب- جمعية الدعوة لمسلمي أوغندا، ويرأسها هلال سعيد.

ج - جمعية اتحاد الشباب المسلم، ويرأسها إدريس كزغو.

إضافة إلى أن هناك جمعيات أخرى غير مسجلة، أو لم نتذكرها إبان إعداد

هذه المقالة.

2- الهيئات الخارجية: وهي التي أتت من خارج أوغندا، وفتحت مكاتبها

فيها، لتساهم في نشر الثقافة والمعرفة، وتدعم الدعاة، وترعى الأيتام، وتشيد

المساجد، وتبني المدارس والمستشفيات، وتحفر الآبار، وتساعد ذوي الحاجات

والمساكين، وغير ذلك من أعمالها الخيرية، نسأل الله أن يبارك في جهودها،

وهذه الهيئات هي:

أ - رابطة العالم الإسلامي.

ب- هيئة الإغاثة العالمية، وهي تابعة للأولى.

ج - لجنة مسلمي إفريقيا.

د - جمعية الدعوة الإسلامية العالمية.

هـ - الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية.

و المنتدى الإسلامي.

ز - منظمة الدعوة الإسلامية.

ح - لجنة إفريقيا.

ط - الجامعة الإسلامية في أوغندا، التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي [5] ...

وغير ذلك من الهيئات الخارجية التي لها مساهمة ونشاط خيري ملحوظ، وإن لم

يكن لها مكتب في أوغندا.

تحديات المرحلة الثالثة:

وهي أيضاً اتخذت نمطين:

1- الصراع على السلطة الدينية: وهذا الصراع ظهر في المرحلة الأولى،

واختفى في المرحلة الثانية، وعاد من جديد في المرحلة الثالثة، وذلك بتأثير

عاملين أساسين:

أ - تنازع المسلمين أنفسهم، واختلافهم فيمن يرونه أهلاً للزعامة الدينية،

أيقدمون لها من هو أكثرهم علماً، أم أشدهم ورعاً، أم أقدمهم سنًّا، أم أقواهم جاهاً

وشرفاً! ؟

وعلى أي حال، فإن للاختلاف القبلي دوراً في هذا الصراع، إذ كل قبيلة

تريد الوصول إليها، لتكون صاحبة الكلمة والنفوذ.

وساعد على ذلك: تدخل الحكومات المحلية في ذلك الصراع، لا بنية حسمه

وإنهائه، ولكن لتعميقه وترسيخه، حتى لا تكون للمسلمين قوة اتحادية، تقدر على

زعزعة الحكومة، أو تقوم بأي مواجهة ضدها، وهذا ما شهدته السنوات الخمس

الأولى من بداية هذه المرحلة، حيث كان هناك مجلسان إسلاميان معروفان لدى

الحكومة، أولهما برئاسة الشيخ / عبده عبيد كامليغيا، والآخر برئاسة الشيخ/ قاسم

مولومبا [6] ، وقد سعت رابطة العالم الإسلامي في عام 1986م لإنهاء الصراع بين

المجلسين، وإدماج بعضهما في بعض، ثم رجعت الكرة من جديد، حين سعت

الحكومة الحالية سنة 1990م لإيجاد مجلسين إسلاميين، أولهما برئاسة الشيخ/ سعد

إبراهيم لويمبا، والثاني برئاسة الشيخ/ حسين رجب كاكوزا، ولا زالا قائمين حتى

الآن، وقد انشق عنهما مجلس ثالث بتدبير من الحكومة نفسها، أوهمت به

المسلمين أنها تريد بذلك توحيد المجلسين، حتى يكون المسلمون تحت مجلس واحد، ولكن لم تلغ المجلسين السابقين حتى تتم لها الموافقة بين ما تقول وما تفعل، هذا

وقد انسحب المجلس الذي يرأسه الشيخ/ حسين رجب كاكوزا، وبقي الأول الذي

يرأسه الشيخ/ سعد إبراهيم لويمبا، والجديد الذي يرأسه الشيخ/ أحمد جمعة موكاسا، وبينهما خلاف شديد، لكسب الأتباع والمؤيدين.. والله المستعان.

ب- الجهل وقلة العلم: هذا على الرغم من انتشار المعاهد والمدارس

الإسلامية، وفتح جامعة إسلامية في أوغندا، إلا أن الجهل بالإسلام وثقافته لم يزل

متفشياً في كثير من أبناء المسلمين، ويرجع ذلك إلى أسباب عديدة، منها:

كون التعليم بالرسوم، سواء في المدارس الأهلية التي يملكها المسلمون، أو

الحكومية التي تملكها الدولة، وهذا الأمر وقف حاجزاً دون تعليم المسلمين من قبل،

لأن الذي يقدر على دفع الرسوم في هذا العام، قد يعجز عنه في العام القادم، لعدم

وجود المال عنده، وهذه الرسوم في تضاعف وازدياد مستمر، فمن كان هذا شأنه:

فسوف يكون خطراً على الثقافة الإسلامية، إذ يظل جاهلاً حتى بأبسط أمور دينه،

بل كيف يؤدي العبادات دون معرفتها وفهم روحها وحقيقتها، وتصور معناها

ومقصدها، وقد شاهدنا الكثير منهم لا يصوم رمضان كله أو بعضه، بحجة أنه لا

يجد طعاماً جيداً يفطر به، أو أن له أولاداً وذرية، إذا صاموا يغنيه صيامهم عن

نفسه.

انحصار التعليم في منطقة دون أخرى، صحيح أن المدارس الإسلامية اليوم

تربو على مئة مدرسة بما فيها المعاهد [7] ولكن بعضها محصور في منطقة دون

أخرى، أو في العاصمة وما جاورها، مع أن المسلمين الموجودين في المناطق

الأخرى أعدادهم هائلة، وهذا الأمر ينبغي أن تفطن له الجمعيات والهيئات العاملة

في أوغندا، التي عزمت أن تنشر الثقافة في البلاد، لأن هذه الأعداد لا يمكن أن

تنتقل كلها إلى المناطق التي يوجد فيها تلك المدارس، ونلفت النظر إلى أن البنات

المسلمات في أوغندا يفقدن التعليم الإسلامي، إذ لا يوجد لهن مدارس خاصة بهن،

وحتى اللاتي يجتمعن مع البنين في مدرسة واحدة، أقل بكثير ممن يبقين في بيوت

آبائهن، وتلك مشكلة تتطلب حلاّ سريعاً، ينقذهن من شر الأمية [8] التي بقين فيها

سنين عدداً.

البدع والخرافات التي أشرنا إليها في المرحلة الأولى، سواء التي وقعت في

الاعتقاد أو في العمل، وهي إن كانت اليوم محصورة في الشيوخ الكبار في السن،

ولكنها تتنافى مع الدين وثقافته، وما هؤلاء الشيوخ إلا جزءٌ من المسلمين، الذين

لهم تأثير ملحوظ في الأجيال القادمة، بحكم مكانتهم وتجاربهم في الحياة.

2- التحديات الخارجية: وهذه سأوجزها في تيارين:

أ - المذاهب الهدامة المنشقة عن الإسلام، ويمثلها مذهبان:

- المذهب القادياني: وقد رجع إلى الساحة الأوغندية، فور سقوط الرئيس

(عيدي أمين) سنة 1399هـ - 1979م أو التي تليها، وله توغل كبير في بعض

الشباب الذين تعلموا في الخارج -لا سيما في الغرب- وبعض حاملي الشهادات

الحكومية المحلية.

- المذهب الشيعي: وقد رجع هذا سنة 1403هـ - 1983م تقريباً، وقد

اكتسح محافظة بأكملها في منطقة (إيغانغا) ، ولا يزال في انتشار مستمر بحكم

إمكاناته المادية الهائلة، وقد أسس مركزاً كبيراً في قرية (كافولي) لم يسبق له مثيل

في أوغندا، لينفث فيه منهجه وآراءه المخالفه للإسلام وثقافته وحضارته، ومع

الأسف الشديد تجد الناس الجهال، يأتون إليه مذعنين، لحاجتهم إلى المال.

ب- التنصير المسيحي: لا يزال التنصير في أوغندا، وفي كل بلد إفريقي،

على رأس التحديات للإسلام وثقافته في الوقت الحاضر، ذلك أنه منذ عهد الاحتلال

مُكّنَ من وسائل العيش والحياة؛ للوقوف ضد الإسلام والمسلمين.

هذا وقد ذكرت هذه التحديات ليس من باب تثبيط همة المسلمين، أو بث

الرعب في قلوبهم، وإنما لإحاطتهم بطبيعة التحديات التي يواجهونها، وإطلاعهم

على حجم الداء، حتى يبحثوا عن الدواء المناسب، وما عليهم إلا أن يضاعفوا

الجهود في محاربة تلك التيارات ومواجهتها؛ لما في ذلك من قتل لأطماعهم،

وكفاية الناس من شرها، حيث إن غايتها صراع مع القيم الإنسانية، وهدم لكل

ثقافة نافعة، وحضارة راقية.

وهنا أقترح بعضاً من الأمور:

1- العناية بنشر العقيدة الإسلامية الصحيحة، والمستقاة من الكتاب والسنة،

ومن سيرة الصحابة (رضوان الله عليهم) ؛ لأن هذه الأمة بأسرها، لا نصيب لها

في الحياة بدونها.

2- الاهتمام بالأسر المسلمة في تكوينها، والمحافظة عليها، كأساس وركيزة

للمجتمع الإسلامي المنشود، وذلك عن طريق العناية بالثقافة والتربية الصالحة،

والقدوة الحسنة في كل شؤون الحياة، داخل المنزل وخارجه.

3- تكوين كوادر مسلمة، كفريق عمل من المتخصصين في علوم التربية

والتعليم، لإيجاد منهج موحد للتعليم والتثقيف الإسلامي في أوغندا، ويتم ذلك

بالتعاون مع الجامعات الإسلامية والمؤسسات العلمية الأخرى ذات التجربة والخبرة

الطويلة في هذا المجال، وذلك للحفاظ على الهوية الإسلامية، وعصمتها من

هجمات التشويه والتشنيع.

4- التنسيق فيما بين الجمعيات والهيئات الإسلامية (المحلية والدولية)

لمواجهة الأخطار المشتركة، وسد الثغرات التي يمكن أن ينفذ منها الأعداء

والحاقدون.

5- نشر الكتب، وتوزيع النشرات بلغات مختلفة سائدة بين أبناء الشعب

الأوغندي حتى يتمكنوا من فهم الإسلام فهماً صحيحاً جيداً، وإدراك مفاهيمه

وتعاليمه البناءة.

6- ضرورة تبني الدعاة والمعلمين، وتزويدهم بكافة وسائل النشر والتأليف

الممكنة، وتبسيط مفاهيم مؤلفاتهم، وجعلها في كتيبات ونشرات مسلسلة، بعناوين

مختصرة.

7- إيجاد دراسات ميدانية عن الحركات والتيارات المناوئة للإسلام، وتزويد

العاملين في الحقل الثقافي والتربوي والدعوي بها ليتمكنوا من صد هجماتها،

وإبطال كيدها ومكرها، وإفشال خططها وتدابيرها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015