كلمة صغيرة
يعرف كل دارس للإسلام أن هذا الدين شامل للحياة كلها، وقد قامت دولة
الإسلام منذ بدايتها في المدينة النبوية على هدي الكتاب والسنة، واستمرت
وتواصل مداها حتى بلغ المشرقين، ولم يكن لها دستور سوى شريعة الله، ولم
يجرؤ مسلم على تبديلها حتى جاء الانقلاب الماسوني على يد (أتاتورك) عام 1924
م، حيث قرر فصل الدين عن الدولة، وقامت تركيا العلمانية بقوانينها المحادة لله،
في محاولة لإبعاد الإسلام عن التأثير في واقع أمتنا، وقامت فيما بعد لهذا الهدف
دول وأحزاب في شتى ديار الإسلام، لا هم لهم سوى إبعاد الإسلام عن الحياة،
لتجد الأفكار الملحدة والنظم المستوردة والأحزاب الكافرة قدماً لها في الديار
الإسلامية، وسُنت قوانين جائرة بدعاوى ما أنزل الله بها من سلطان لمنع هذا الدين
من العودة للحكم.
والعجيب أن يكون دين كهنوتي كالنصرانية يظلل الحياة في بعض الدول
كألمانيا وإيطاليا بالحزب المسيحي الديمقراطي، ولهذا الدين دولة معروفة تحكم
باسمه هي الفاتيكان لها سفاراتها حتى في كثير من ديار الإسلام، ولهم اجتماعات
تتدخل في شؤون بعض الدول، كما حصل في اجتماع كهنة (السنودس) الذي أشار
على الأحزاب اللبنانية بضرورة المشاركة في الانتخابات القادمة، أما في بلاد
الإسلام الديمقراطية! فويل، ثم ويل لأي جهة إسلامية أو عالم مسلم يتحدث عن
مثل هذه الأمور، لأنها لا تعنيه في زعمهم هكذا حياة المسلمين في زمن
(اللامعقول) ! .
والله المستعان