منتدى القراء
بقلم: عبد الله بن ناصر الحمد
لاشك أن ساحة العمل الإسلامي المعاصر تشتكي من النقص الكبير في
كوادرها العلمية والعملية، ومع وجود هذه المشكلة فإنه يندر أن ننتبه إلى عدم
صلاحية أحد الأشخاص في مكانه الذي يشغله، وذلك للحاجة الشديدة التي تستدعي
أي شخص لشغل هذه الأماكن الشاغرة، لذلك نلمس في العمل الدعوي أن إنتاجية
عدد كبير من الدعاة تصبح دون المستوى المطلوب نظراً لوجودهم في غير الأماكن
المناسبة لقدراتهم.
وإذا أدركنا حجم هذه المشكلة فإن علاجها يسهل كثيراً، إذ إن إدراك المرض
أول خطوات العلاج، ولا أزعم أني سوف أستوعب علاج هذه المشكلة، لكن
حسبي فتح الباب أمام المختصين حتى يدلوا بدلوهم لوضع الحلول لهذه المشكلة
الخطيرة.
وفي البداية: أؤكد على أهمية الإحساس بالمشكلة، ونشر الوعي بخطورتها
بين الأوساط الدعوية، حتى تتفتق الأذهان، ثم تبحث عن علاجات لهذه المشكلة،
فأهل الخبرة لهم القِدْح المعلّى في مثل هذه المشكلات.
وثانياً: لابد أن يعي الدعاة وسائل استغلال الطاقات وتوجيهها، فلا يعامل
جميع الأشخاص معاملة واحدة، بل لابد من توجيه كل شخص إلى ما يمكن أن يبدع
فيه، وهذا أمر يدركه أصحاب النظر والعاملون على إعداد العاملين في سلك الدعوة.
أما إذا لم يوفق الشخص إلى من يوجهه إلى ما ينفعه وإلى الوجهة التي يصلح
لها، فالأمر حينئذ أصعب، وفي هذه الحالة فإني أقترح أن يقوم الشخص بفحص
مهاراته ومحاولة استخراج أجدى الاتجاهات التي يمكن أن ينتج ويفيد من خلالها،
مع الحرص على استشارة الآخرين ودراسة تجارب من سبقه.
وفي الختام أدعو قراء مجلتنا البيان إلى طرح حلول جادة لهذه المشكلة، فإنها
والله مشكلة مهمة تستحق أن يتوقف عندها كل مخلص وكل داعية إلى هذا الدين.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.