مجله البيان (صفحة 1906)

أهازيج دماء اليقظة

الملف الأدبي (نصوص شعرية)

أهازيج

دماء اليقظة

تركي المالكي

القصيدة:

قدّمَ لي أشلاءهُ طريةً..

مغموسةً بالحزنْ!

أوقدَ لي مشاعلَ العينينْ

غارين تنزفان آلامَهما..

وتنبضان رغمَ ثِقْل الوهْنْ!

تلوحُ في عمقهما..

بلدتُه التي هوتْ..

قوتُه التي وهتْ..

أحلامُه التي استحالتْ..

نُتَفاً من عهْنْ! !

* * *

أنظرُ بالبرودة المعتادةْ

يُثيرني..

(أحفرُ في ذاكرتي! ..

لا ألتقي متسعاً للحفرْ

أوقفتُني؟ ! أوقَفَني؟ !

سيانِ إذ قد عدت بالخفينِ

لا بالسر

صفراً تجرّ الصفرْ)

لكنما.. يعلقُ بي..

من رحلتي سؤالْ

أقذفُه كطلقةٍ..

بدايةَ اشتعالْ! :

من أنتْ؟

عضو شوتْه الحُمّى..

تحتَ جحيم قصفهم تداعى

يفرشُ جسرَ دمهِ..

ينسجُ من أشلائه شراعا!

يسري إليك منهكاً مراعا

(يُشعلُني يمنحني آليةً للحفرْ!

تنبضُ في الحمّى..

أُبصرُني أمخُرُ بحرَ السرْ

أَقْلبُ وجهَ (جروزُني) ..

تَشِفّ من خلاله بخارَى!)

أقرأُ فيه نبضَ (داغستانَ)

وجهَ شاملٍ

ووهجُهُ يُقاومُ (الثلوجَ) و (الحيارى) !

دهشةَ حمزاتوفَ مصلوباً

تشُدّ عنقَه (رفاقُه) النصارى!

أحضنُ حزن صاحبي

يسبقني فمي..

كلمعة الضياء في مغارةٍ..

وكلّ حرف وقدةٌ..

يضجّ في أرجائها دمي:

تعالَ أنت مني..

دماك هذي تنتمي للفجرْ!

تعال وادرعني..

نكون نبتتين تثمران لو..

بعد عقود زهرْ..

ونَبْعةً ونصرْ..

وتمزجان بذرةَ الجهد بماء الصبرْ!

يَسْكنُني..

نصيرُ جسماً واحداً..

فبعضُه لبعضه تداعى! !

* * *

تَلقيات:

صوت 1- قصيدةٌ كالشمسْ.

صوت 2- أهزوجة لم تنغمس في الهمسْ.

صوت 3- جديدةٌ.. خيالُها يفتح لي نوافذاً..

ألحانُها تحملُني..

فوق بساط الجرسْ.

صوت 4 -................ . سْ.

* * *

إفاقة خارج النص: (جروزُني) ..

ما بين أحلامي وقصف الأمسْ

تستقبل الصباح بالجراحْ!

ما بين أشعاري وبرد الرمسْ..

تعلم عني أنني..

أنزف في الحبر رؤى

وحُلُماً.. ونَفَساً مشتعلاً من نَفْسْ! !

أما يدي فالقيدُ في معصمها! ! ..

يحولُ ما بين يدي..

والقوسْ! !

طور بواسطة نورين ميديا © 2015