المسلمون والعالم
العمل الإسلامي في إفريقيا
حوار مع د/ عبد الرحمن السميط
التحرير
* العمل الإسلامي الخيري بأنواعه المختلفة (الإغاثي التعليمي
الدعوي ... ونحوها) عمل جديد نسبياً، ولكنه خطى خطوات متسارعة في السنوات الأخيرة.. فكيف تقومونه، مع إيجابيات العمل وسلبياته؟
خلال الخمس عشرة سنة الماضية شهدت الساحة الإسلامية نمواً كبيراً جداً
للعمل الخيري، ورغم التوفيق الذي حالف الغالبية العظمى من هذه المنظمات
بفضل من الله سبحانه وتعالى، وذلك من خلال ما حققته من نجاح طيب في كثير
من الميادين، إلا أنني أود أن أركز هنا على نماذج من السلبيات التي حدثت والتي
أتمنى أن نقوم نحن العاملين في المؤسسات الخيرية بمراجعة أنفسنا وتصحيح هذه
الأوضاع الخاطئة، ومنها على سبيل المثال:
أولا: بدأت تبرز عند البعض روح الانتماء للمنظمة التي يتبعها حتى طغت
على روح الانتماء للإسلام، مما أثر على العمل الإسلامي في المناطق التي يعملون
بها، وأحياناً يحدث هذا بحسن نية ونادراً ما يحدث بصورة أخرى. ودعني
أضرب لك مثالاً:
قمت بزيارة لمنطقة نائية في شمال كينيا، واكتشفت وجود قبائل أصلها
إسلامي، ولكن لا يوجد بينهم دعوة إسلامية منظمة، وكان يوجد شخص من
المدرسين الحكوميين يقوم بتدريس مادة الدين الإسلامي في بعض المدارس الثانوية، وكان لديه استعداد طيب، وبدأ فعلاً في الدعوة في وسط هذه القبائل، وكنا
بحاجة له للتفرغ للدعوة الإسلامية، ولكن ظننا أننا لو سحبناه من المدارس ستصبح
بدون مدرسين مؤهلين، وبخاصة وأن التعيينات الآن في تلك المدارس صعبة جداً،
مما يعني بقاء الطلبة في المرحلة الثانوية بدون توجيه إسلامي، فتركناه على
وظيفته على أن يعمل في أيام العطل معنا في الدعوة، وفوجئنا بإحدى المنظمات
تعرض عليه راتباً خيالياً وتنقله إلى مكان آخر، بينما كان بالإمكان تعيين أي
شخص بديل له في ذلك المكان، ومن السهل وجود أشخاص بديلين عنه هناك،
ونجم عن ذلك أن أصبحت المدارس بدون دعوة، وكذلك القرى التي كان يزورها
ويدعو الناس فيها فقدته أيضاً، وأعتقد أن هذا التصرف ناتج من أن الأخوة لم يروا
إلا من زاوية ضيقة (من وجهة نظر مصلحة المؤسسة التي يعملون بها فقط) ، ولهذا
نجد تنقلات كثيرة بين المؤسسات الإسلامية أعتقد أن أشد المنظمات ضرراً على
العمل الإسلامي هم أولئك الهواة الذين يأتون وفي جيوبهم كثير من المال،
ويعرضون الرواتب الخيالية في الأزمات، ثم ينسحبون بمجرد أن تنتهي الأزمة،
ويبقى هؤلاء الموظفون مشردين بدون وظيفة، وقد حصل هذا في المجاعة التي
أصابت الصومال وشمال كينيا، حيث يوجد عدد غير قليل ممن كانوا موظفين في
الحكومة وفي غيرها، وتم إغراؤهم برواتب خيالية فاستقالوا من وظائفهم للعمل في
بعض المؤسسات، واستغنت عنهم تلك المؤسسات بعد انتهاء المجاعة، فأصبحوا
يمدون أيديهم إلى الناس طلباً للإحسان بعد أن كانت لديهم وظيفة يستطيعون أن
يخدموا الإسلام من خلالها.
ثانياً: ومن السلبيات تدافع المنظمات للعمل في نفس المكان، وكم كنت أتمنى
لو قمنا بالابتعاد عن أي مكان توجد فيه إحدى المنظمات الإسلامية والانتقال إلى
أماكن أخرى، فالساحة تستوعب الجميع، وما حدث في مجاعة الصومال مثال على
ذلك حيث تركز عمل أغلب المنظمات الإسلامية في منطقة مقديشو وما حولها، وها
نحن نرى تدافعاً للمنظمات الإسلامية في بعض المناطق مع إهمال كامل لمناطق
أخرى، فموزمبيق مثلاً يوجد بها ست منظمات رغم محدودية العمل ورغم أن
أغلب المنظمات لم تقدم شيئاً ملموساً حتى الآن لإخوانهم المسلمين، ورغم المشاكل
الإدارية التي تكتنف عمل بعض المؤسسات الإسلامية، بينما دولة مثل غينيا
الاستوائية التي فيها أعداد كبيرة من المسلمين، ومثل نيجيريا والكميرون والكنغو لا
يوجد فيها حضور حقيقي لمنظمات ميدانية تقدم عملاً خيرياً في هذه المناطق إلا ما
ندر.
ثالثاً: إصرار بعض المنظمات رغم العجز الإداري الموجود لديها على
التوسع بدون حدود، مما أوجد خلخلة في أعمالهم، فنجد بعض العاملين يبقون
أشهراً طويلة بدون رواتب وبدون تعليمات، دعك من الزيارات الميدانية التي
يفترض أن يقوم بها العاملون في المكاتب الرئيسة للاطلاع على مشاكل مكاتبهم في
مختلف المناطق، وهذا أوجد إحباطاً في نفوس إخواننا من الدعاة في هذه المناطق
مما عاد بسلبيات كثيرة على العمل الخيري.
رابعاً: عدم قيام بعض المنظمات الإسلامية بتدقيق المحاسبة بشكل يضمن
وصول المساعدة إلى المحتاج فعلاً، كما قرر المتبرع، مما أوجد فئة من الناس
ممن قلت تقواهم فأصبحوا يجتهدون في هذه الأموال، وأصبحت الحدود غير
واضحة في أعينهم بين المصالح الشخصية ومصالح الإسلام وهناك سلبيات كثيرة
تحتاج إلى وقت أطول ومجال أرحب.
* العمل الخيري من الأعمال الشاقة المجهدة.. فما هي الصعوبات الرئيسة التي ترون أنها تواجه العمل الخيري، وكيف يمكن تجاوزها أو التقليل من آثارها؟
كثير من العاملين في العمل الخيري يدّعون أن المشكلة الرئيسة هي المال
وأنا أعتقد أن غالبية المؤسسات الإسلامية لديها مشكلة مالية، ولكن المشكلة ليست
في قلة الأموال ولكن في تخمة الأموال التي لا تستطيع أن تضعها في موضعها
الصحيح، والمشكلة الرئيسة في نظري هي إدارة العمل الخيري حيث لا يوجد
أشخاص مؤهلين للعمل في المؤسسات الخيرية الإسلامية نتيجة حداثة عهدها،
وهناك أيضاً انعدام الرقابة الميدانية عند بعض المؤسسات التي مدت جذورها بشكل
كبير في وسط المتبرعين ونست الزيارات الميدانية وأهميتها في الرقابة الإدارية
والمالية، كما أن هناك صعوبة يجب أن لا نغفلها، وهي عدم وجود الغطاء
السياسي للعمل الخيري الإسلامي، فالدول الإسلامية بصورة عامة دول ضعيفة أو
دول لا تود الدخول في إشكالات سياسية لحماية العمل الخيري الذي ينبع من دولها،
بينما نجد أنه ما أن تمس مؤسسة أمريكية أو ألمانية أو إنجليزية إلا وتقوم قيامة
حكومات تلك الدول وتتدخل لدى أعلى المؤسسات الحكومية في إفريقيا وجنوب
شرق آسيا، لصالح العمل الخيري الذي تقوم به المؤسسات الغربية، بينما نحن
المسلمين كالأيتام على موائد اللئام وأضرب لك مثالاً بلجنة مسلمي إفريقيا، وهي
ليست فريدة في ذلك حيث قتل العديد من دعاتنا في عدد من الدول مثل الصومال
وليبيريا وسيراليون وموزمبيق وغيرها، وإطلاق النار على مؤسساتنا شيء لم يعد
يثيرنا بسبب كثرة ما يحدث ولا نستطيع أن نلجأ إلى أي جهة لتقوم بحمايتنا، بل
إنه حتى في الصومال برزت النعرات الوطنية والإقليمية بشكل مزعج، فأنت عندما
تطلب قوات لحماية الإغاثة التي تنقلها من مكان إلى آخر، يقول لك المسؤول هناك: أنك لست تابعاً لبلدي ولا أستطيع أن أحميك، بينما هو يقوم بحماية الإغاثة التابعة
لمؤسسات نصرانية باسم الأمم المتحدة، وكنت أتمنى أن نحس بالوحدة الإسلامية
أولاً، وبالوحدة الخليجية ثانيا في حماية المؤسسات الخيرية الخليجية بصورة خاصة، والمؤسسات الإسلامية الأخرى بصورة عامة، بغض النظر عن هذه الحدود
المصطنعة التي وجدت بين دولنا.
*التخطيط والتدريب والمتابعة.. من الدعامات الرئيسة لنجاح العمل الخيري، فما هي مرئياتكم حيال هذا الموضوع؟
أعتقد أن العمل الإسلامي الخيري إذا أريد له النجاح فلابد له من وضع خطة
مستقبلية مع تقييم لما نفذ من هذه الخطة على مراحل، ويكون هذا التقييم بإجراء
محاسبة إدارية ومالية دقيقة في المكاتب الرئيسة، بالإضافة إلى زيارات ميدانية
دورية لأمكنة العمل، حيث لاحظنا أن بعض المؤسسات الخيرية تعتمد على الإدارة
من بعيد دون أن تعلم ماذا يحدث في الميدان حقيقة، بل إنها تعتمد اعتماداً كلياً في
اتخاذ بعض القرارات المهمة على التقارير التي تصلها. أما مشكلة التدريب، فمع
الأسف الشديد قليل من المؤسسات التي تقوم بدورات تدريبية ولكنها لا تكون على
المستوى المطلوب، وينعكس ذلك على مستوي العمل مما يجعل بعض العاملين
يتحدثون عن أمور يجهلونها.
*للمنظمات التنصيرية خبرات طويلة وإمكانات هائلة وجهود جبارة في العالم
الإسلامي.. فمن خلال خبرتكم في إفريقيا هل لكم أن تذكروا لنا بعض الإحصائيات
لحجم هذه الأنشطة، وما هو دور المؤسسات الإسلامية في مواجهة المد التنصيري؟
الإحصائيات موجودة في المراجع الأجنبية وبخاصة المراجع التنصيرية
وأضرب مثالاً بكنيسة «المرمون» التي زاد عدد أتباعها أكثر من 16 % خلال
السنوات الأربع الماضية في إفريقيا، كما أن الكنيسة الكاثوليكية تبذل عشرات
الملايين من الدولارات على العمل التنصيري في إفريقيا، حيث ازداد عدد ...
الكاثوليك وهم فئة من فئات النصارى ما بين عام 1980 إلى عام 1994 م من 52
مليون إلى 92 مليون، والمعروف أن البابا الحالي زار إفريقيا لأول مرة في عام
1980 م ثم زارها بعد ذلك عشر زيارات ويوجد حالياً 55 ألف طالب يدرسون
الرهبنة الكاثوليكية في إفريقيا ويوجد حالياً 20700 قسيس و 42 ألف راهبة،
يساعدهم 264 ألف مساعد ديني متفرغ للقسس في أعمالهم الدينية اليومية، فإذا كان
هذا في إفريقيا وحدها، فما بالك في المناطق الأخرى، ولوحظ كذلك أن رجال
الكنيسة بدأوا الدخول في السياسة بدعم من الفاتيكان، رغم أن الفاتيكان ينفي ذلك
تماماً، ولكن من الواضح جداً أنه لا يمكن أن يقوموا بما قاموا به من تدخل سياسي
بدون هذا الدعم الخفي من الفاتيكان، وكمثال على ذلك، هناك خمس دول يرأس
المجالس الوطنية أو البرلمانات بها قسس كاثوليك برتبة أسقف في غرب إفريقيا،
وقد كانت البداية في «بنين» حينما أصبح الأسقف «إيسادور ديسوزا» رئيساً
للبرلمان في عام 1990 م، ثم حدث نفس الشيء في الكنغو والغابون والتوغو
وزائير، ويرأس الحركة الانفصالية في جنوب السنغال قسيس كاثوليكي، كما أن
الكنيسة الكاثوليكية متورطة حتى آذانها في الحركة الانفصالية في جنوب السودان
ويقيم «جون قرنق» أثناء زيارته إلى نيروبي نصف المدة في كنيسة كاثوليكية في
ضواحي نيروبي، والنصف الثاني في كنيسة بروتستنتية، وبكل وضوح يقوم بهذا
العمل بينما تدخلت الدول الغربية لتحريم إقامة أي حزب على أساس ديني في خمس
دول ذات أغلبية إسلامية، وهي موريتانيا، والنيجر، وتشاد، والسنغال، وغينيا
كوناكري، حتى لا يكون للإسلام صوت في السياسة، وحسب إحصائيات المجلة
الدولية لأبحاث التبشير وهي مجلة علمية أمريكية فإن ما تم جمعه خلال عام واحد
لصالح الكنيسة في شمال أمريكا وغرب أوروبا بلغ 181 مليار دولار، ويوجد
لديهم 2050 محطة إذاعة وتلفزيون، ويملكون في دولة مثل أندونيسيا 64 مطار،
ويمكن من هذا أن نقدر عدد الطائرات التي يملكونها.
*صلة القارة الإفريقية بالإسلام صلة قديمة جداً، وقد كان للغة العربية
حضور مبكر في القارة، ولكن استطاع الاستعمار استبدال اللغة العربية وحروفها
باللغات الغربية والأحرف اللاتينية.. فهل لكم أن تذكروا لنا بعض تلك الجهود في
ذلك؟
الإسلام لم ينزل على إفريقيا (ببراشوت: مظلة) وإنما له جذور عميقة، فمنذ
هجرة الحبشة الأولى االتي دخل بها الإسلام إلى إفريقيا قبل أن يدخل إلى المدينة
المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام وقد اكتشف قبل مدة مسجد في جزيرة
«باتي» في شرق كينيا عمره 1350 سنة، واكتشف مسجد له نفس العمر في شمال زنجبار وفي جزيرة «بمبا» . وفي زيارتي الأخيرة إلى «مدغشقر» وجدت كثيراً من الآثار الإسلامية التي يعود تاريخها لأكثر من ألف سنة، ويذكر أحد الباحثين الغربيين أنه وجد قبراً في زيمبابوي كتب عليه:
بسم الله الرحمن الرحيم
«هذا قبر سلام صالح الذي انتقل من الدار الفانية إلى الدار الباقية عام 95
من هجرة النبي العربي»
وهناك قرائن تثبت أن العرب كانوا قد سكنوا جنوب إفريقيا قبل الرجل
الأبيض، بل قبل الرجل الأسود، وأقصد جمهورية جنوب إ فريقيا التي كانت
عنصرية، وإلى عهد قريب جداً كان الحرف العربي هو الحرف الذي كان يستخدم
في الكتابة في إفريقيا بدون منافس، حتى جاء الاستعمار والتنصير الغربي في
منتصف القرن الماضي، وأخذ يحارب الحرف العربي لأنه ينتمي إلى لغة القرآن،
واستطاع أن يغير كثيراً من اللغات، من أواخر اللغات التي غيرت من الحرف
العربي إلى الحرف اللاتيني لغة «الهاوسا» في شمال نيجيريا، واللغة الصومالية
وغيرها، وكانت اللغة العربية لغة رسمية في كينيا إلى عام 1964 م ثم ألغيت،
ومع الأسف الشديد فإن العرب لا يقدمون شيئاً للدفاع عن لغتهم، حينما قام أحد
الوزراء ذوي التوجه الإسلامي في السنغال بإلغاء اللغة الألمانية في بعض المعاهد
نظراً لعدم الحاجة لها، تدخلت ألمانيا وقطعت جميع المساعدات حتى اضطر
أصحاب القرار هناك لإقالة هذا الوزير، وفي «تشاد» تم إقرار اللغة العربية لغة
رسمية، ولكن رغم هذا لم تتقدم أي دولة عربية بإرسال مدرس واحد للغة العربية
في المدارس التشادية، ولذلك بقيت اللغة العربية لغة رسمية حبراً على ورق،
وحتى الإذاعة العربية فكانت إلى عهد قريب تبث لمدة ربع ساعة فقط، بينما
الإذاعة باللغة الفرنسية تبث لعدة ساعات نظراً لعجز الإذاعة العربية عن توفير
برامج ومعدات تحتاج إليها، وقد صدر منذ شهر قرار من تشاد بأن تكون جميع
اللافتات في الدوائر الرسمية باللغة الفرنسية واللغة العربية، ورغم هذا لم تجد أي
تشجيع من الدول العربية لذلك.
*كيف بدأت صلتكم الشخصية بإفريقيا، وما هي العقبات الأولى التي واجهتكم
في العمل، وما أبرز نشاطات لجنة مسلمي إفريقيا؟
أذكر منذ كنت أعمل في كندا في السبعينات أنني ألقيت محاضرة على
مجموعة من الطلبة المسلمين في أمريكا عن جهود التنصير، وتحمس الأخوة
وطلبوا مني أن نفعل شيئاً، فاقترحت في محاضرة أخرى أن يدفع كل طالب مبلغاً
يتراوح ما بين نصف دولار إلى دولار شهرياً وبصورة مستمرة، ثم يجمع ذلك
المال ونطبع به كتباً ونوزعها في الدول المحتاجة وبخاصة في إفريقيا، وعندما
عدت إلى الكويت بعد انتهاء دراستي وتدريبي شعرت بأن العمل الطبي لا يستوعب
طاقاتي، وحصلت على بعض التشجيع من بعض المسؤولين، ونحمد الله سبحانه
وتعالى أن تبرعت لنا إحدى المحسنات لبناء مسجد، فذهبنا إلى «ملاوي» لبناء
المسجد، وما وجدناه هناك كان يدمي القلب، وعلى إثرها كنت أحد المؤسسين
للجنة مسلمي إفريقيا، وقررنا منذ البداية أن نعمل بشكل علمي بحت، وأن لا ننظر
في الحالات الفردية، وأن ننظر إلى المجتمع الإسلامي ككل ونحاول أن ننميه،
فنحن لا نساعد شخصاً بذاته لأنه محتاج للمال أو لغيره، ولكن نحاول أن نبني
المؤسسات التعليمية والصحية والاجتماعية والإغاثية لهذه المجتمعات، وأذكر أنه
في أول ثلاثة اجتماعات كنا بأمس الحاجة إلى 500 دولار ولم نستطع أن نجمعها،
ولكن بعد ذلك نحمد الله سبحانه وتعالى على أننا قد تجاوزنا الامتحان في هذا
الجانب في الأيام الأولى من بداية عملنا حتى أصبحت الأن لجنة مسلمي إفريقيا
أكبر منظمة عالمية متخصصة في العمل الإسلامي في إفريقيا حيث يغطي عملها
أربعين دولة في إفريقيا ولها مكاتب متعددة هناك ولدينا 3288 داعية متفرغاً وهو
عدد يفوق ما لدى جميع الدول العربية المشتركة، ولدينا أكثر من نصف مليون
طالب يدرسون في 840 مدرسة تديرها لجنة مسلمي افريقيا عبر مكاتبها الميدانية،
وحفرنا 760 بئراً، ولدينا أكثر من 200 طالب يدرسون الدراسات العليا وبخاصة
في مجال الطب والهندسة والعلوم في عدة جامعات في الدول العربية والأجنبية، كما
قمنا بترجمة وطباعة وتوزيع أكثر من 5. 6 مليون كتيب إسلامي بـ 18 لغة
وبالطبع لدينا إذاعة للقرآن الكريم وهي الإذاعة الإسلامية الوحيدة التي تمتلكها
منظمة إسلامية، وتغطي 16 دولة إفريقية في غرب إفريقيا ومقرها «سيراليون»
وتبث بعشر لغات، وقد أسلمت عدة قرى ومناطق بسبب سماعها للإسلام حيث لم
تكن قد وصلتها الدعوة الإسلامية من قبل، ومع الأسف الشديد فإن هذه الإذاعة
تعاني من مشاكل مالية بعد أن استمرت عشر سنوات في البث بدون انقطاع.