المسلمون والعالم
نظرة عابرة على
(1)
أحمد بن عبد العزيز أبو عامر
المسلمون في الهند أكبر الأقليات في العالم، إذ يزيد عددهم على 120 مليون
نسمة في بحر من السكان الوثنيين من هندوس وسيخ وبوذيين وغيرهم. وكانت
وجهة نظر بعض علماء ومفكري المسلمين في الهند قبل الاستقلال عدم تقسيم البلاد
بين المسلمين وغيرهم، وكان على هذا الرأي العلامة: أبو الكلام آزاد، والعلامة:
أبو الأعلى المودودي، وغيرهما. لكن الرأي الآخر المنادي بالتقسيم وإقامة دولة
مستقلة للمسلمين هي (باكستان) قد تَغلَّب فيما بعد، وبقي من بقى من المسلمين في
الهند أقلية، مما أفقدهم الكثير من عناصر قوتهم. ومعاناتهم اليوم - التي سأشير
إلى بعض منها فيما بعد -إنما هي نتيجة طبيعية لذلك التقسيم، الذي انقسم بموجبه
المسلمون في الهند إلى قسمين كما هو معروف. والحق أن المسلمين في الهند هم
أحسن شعوبها خلقاً وتعاملاً، ويتميزون عن غيرهم من شعوب القارة الهندية بسمات
مميزة منها:
1 - الكرم وبذلهم ما يستطيعونه لإكرام ضيوفهم، مع ما يعانيه أكثرهم من
فاقة وضعف حال، وهذه الخصلة اكسبتهم إعجاب غير المسلمين، ودفعتهم للإسلام
إعجابا بهذا الخلق الرفيع، وقد ذكر (أبو الحسن الندوي) صوراً من تلك المواقف
في كتابه: (المسلمون في الهند) .
2 - حبهم للإسلام، ولنبيه عليه السلام، ولديار الإسلام لا سيما (الديار
المقدسة) ، وتمردهم على العنصرية والنزعات القومية والوطنية الضيقة، وتفاعلُهم
مع إخوانهم المسلمين معروف وملموس.
3 - امتيازهم بأخلاقهم وأدائهم لأعمالهم على أحسن وجه، ومجانبتهم لرذائل
الأخلاق في تعاملهم.
4 - بسبب كثرة الطرق الصوفية في بلادهم تأثر الكثير منهم بها وبما هى
عليه من غلو في الصالحين والتمسح بالأضرحة والقبور، وبخاصة العامة منهم من
مريدي تلك الطرق المبتدعة.
(ثورة الهند الكبرى 1273 - 1857م) :
بدأ ضعف الدولة المغولية المسلمة الحاكمة آنذاك للهند منذ أواخر القرن السابع
عشر الميلادي، حينما بدأت الأحوال تتغير بتدخل (شركة الهند الشرقية) الإنجليزية، التي سيطرت على معظم أنحاء الهند في بداية القرن التاسع عشر الميلادي،
وانحسر أمر المملكة المسلمة في العاصمة (دهلي) وبالذات في (الحصن الأحمر) ،
وأمام هذا التدخل المريب تنادى العلماء والدعاة للجهاد ضد أولئك الغزاة، وتفجرت
الثورة وامتد لهيبها، واستولى المجاهدون والأهالي على معظم الأماكن الاستراتيجية؛ حتى كادت السلطة الإنجليزية تسقط أمام عنفوان الجهاد، إلا أن الإنجليز ومن
بقى معهم من الجيش الهندى استطاعوا أن يمسكوا بخناق المجاهدين، وان يلتفوا
عليهم عام 1273 هـ بما لديهم من إمكانيات عظيمة تفوق ما لدى المسلمين،
وبذلك تلاشت المملكة المسلمة من خارطة الهند، واستولى الإنجليز على الحكم
وانتهى حكم الشركة الإنجليزية. وقد سام الإنجليز المسلمين سوء العذاب،
وصادروا أموالهم، وانتهكوا حرماتهم؛ لأنهم كانوا في طليعة الثورة ضدهم،
فخططوا للقضاء على المسلمين قضاءاً مبرماً بوسائل منها: إبعادهم عن المناصب
الحكومية، ووضع نظام تعليمي يصادم دينهم وصارت كلمة (وهابي) لفظة يخوف
بها المسلمون، فاستغل الهندوس ذلك الموقف الحرج للمسلمين، فانتقموا منهم شر
انتقام، وتحولت حياة المسلمين الدينية والسياسية تحولاً كاملاً للأسوأ، وبقى العامة
لا قادة لهم حينما انقطع جل العلماء للحلقات والزوايا بينما الأعداء يستولون على
الأراضي بالحديد والنار، وصار المسلمون في حال لا تسر الصديق حيث أصبحو
فئتين متناقضتين هما:
أ - فئة آمنت بالعلوم الغربية، ورأت الأخذ بالحياة الغربية على علاتها سبيلا
للنهضة.
ب - فئة أخرى رأت التمسك بما ورثوه من علوم جامدة وأساليب متوارثة
رأت أنه لا يمكن العدول عنها.
وكاد الدين يضيع بين جاحد وجامد كما سنرى، ويمكن تلخيص التيارات
والحركات التي سادت بين المسلمين بالهند كما يلى:
أولا: حركة السيد أحمد خان:
لما رأى الرجل انهيار الحكومة المغولية المسلمة، وإخفاق الثورة الكبرى،
واطلع على أسباب ذلك الإخفاق، ورأى سطوة المستعمر الذي سيطر على مقاليد
البلاد وهوان شعبه، ولما كان له سابق علاقة بالإنجليز بحكم عمله معهم أعجب
بمدينتهم؛ فصار يدعو لتقليدهم والسير على منوالهم، والحث على التشبه بهم في
عاداتهم وأساليب حياتهم. وقد أثر عنه قوله: «لابد من قبول الحضارة الغربية
بكاملها حتى لا تزدرينا الأمم المثقفة، فأسس كلية (عليكرة) الشهيرة، التي أصبحت
فيما بعد جامعة كبرى، وشرع الرجل في تفسير القرآن محرفا الكلم عن مواضعه
ليوافق ما لدى فلاسفة الغرب؛ فأنكر المعجزات والجن وتعدد الزوجات وغير ذلك
مما هو معروف لدى أصحاب المدرسة العقلية.
- جوانب الضعف في منهاج الرجل: تبين من استقراء منهج الرجل مظاهر
ضعفه المتمثلة فيما يلي:
1 - نقله المنهاج التعليمي الغربي بحذافيره من دون إخضاعه لمبادئ الإسلام، وتجاهله لطبيعة المجتمع المسلم الذي يريد إصلاحه والنهوض به.
2 - اقتصر في منهاجه التعليمي على اللغة والآداب، ولم يعن بالعلوم
والفنون التطبيقية العناية الواجبة، بل عارض ذلك بشدة بدعوى أهمية الثقافة
الفكرية على غيرها، وهو في ذلك واهم ولا شك.
لقد تنبه السيد أمير علي الزعيم الهندي المسلم لم اعترى خطة السيد أحمد خان
من قصور، ومع إيمانه بالمنهج التربوي الثقافي في الإصلاح إلا أنه أبرز الدور
السياسي بتأسيه عام 1871 م (الجبهة الوطنية الإسلامية) للدفاع عن حقوق
المسلمين بالهند، وتحديد وضعهم السياسي بما يتفق وعددهم، وأهميتهم، وتاريخهم
وتمثيلهم عادلا. وفي هذه الظروف ظهر الزعيم المسلم أبو الكلام آزاد وكان له من
ثقافته الإسلامية والعصرية ما مكنه من بلورة برنامج إصلاحي متكامل لمواجهة
مشكلات المسلمين الخطيرة، وكانت مجلته (الهلال) لسان حال حزبه. ومما يؤخذ
عليه نزعته القومية التي جعلته يدعو إلى تعاون المسلمين والهندوس ضد بريطانيا.
ثانياً: مدرسة ديوبند الإسلامية:
وكان لمدرسة السيد أحمد خان ردود فعل معاكسة لدى بعض العلماء المسلمين، الذين رأوا فيها خطرا على مستقبل الإسلام وأهله بالهند، وضياعا لشخصيتهم
بتقليدهم لأعدائهم، لاسيما بعد سطوع نجم المدرسة السلفية بشخصي الشيخ: أحمد
السرهندي والشيخ: أحمد بن عرفان - اللذين استشهدا في الجهاد ضد الإنجليز -
فآثر أولئك المشايخ فتح مدارس دينية في القرى والأمصار ليس للحكومة عليها يد،
فكانت نواتها مدرسة ديوبند التي نمت وترعرعت برعاية أهل الرأي من علماء
الكلام ومتعصبة الحنفية، الذين فتحوا باب التأويل للحديث لترجيح مذهبهم،
وتأثروا بمثل الشيخ الكوثري الذي ناصب أهل السنة العداء، وهذا ما ظهر في
كتابات علمائهم: حبيب الرحمن الأعظمي، ويوسف النبوري، وأنور شاة
الكشميري، ولم يرضوا بأي تعديل أو تغيير في مناهجهم لمواجهة عواصف
التغريب والإلحاد، ومن متأخري هذه المدرسة (جماعة التبليغ) ومن أشهر رجالها
الشيخ: محمد زكريا مؤلف (تبليغي نصاب) المحشو بالشركيات والطوام، وكذلك
محمد حسن السنهلي، وحسين أحمد المدني، وغيرهم: ومازال لكثير من علماء
هذه المدرسة مواقف مغرضة وحاقدة ضد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لا
لشيء إلا لكونها فضحت منهجهم القبوري وعقائدهم الشركية: ولمزيد من الاطلاع
على هذا الاتجاه انظر كتاب (دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب في القارة الهندية
بين مؤيديها ومعارضيها) للأستاذ أبو الكرم بن عبد الجليل السلفي وكذلك كتاب
الشيخ عبد العزيز بن عبد اللطيف عن مناوئي الدعوة السلفية بنجد، وهما مطبوعان.
ثالثاً: المدرسة الوسطى الإصلاح:
لما استمر حال تلك المدرستين على ما هما عليه من منطلقات فكرية تخرجت
أجيال من الاتجاهين يكره كل منهما الآخر، مما جعل الشعب المسلم في الهند
يضيق ذرعا بالشقاق والصراع بينهما، فنادى نفر من العلماء الصالحين وذوي
الرأي بالاعتدال، وضرورة الجمع بين الأصالة والمعاصرة فكان نشوء (ندوة
العلماء) عام 1310 هـ بعد ربع قرن من نشوء عليكرة وديوبند حينما اجتمع أولئك
النفر من العلماء برئاسة الشيخ محمد علي المونكيري الذي تبنى فكرة (ندوة العلماء)
وتولى تأسيسها، ووضع قواعدها في جلسة حضرها 14 من كبار العلماء بمدينة
(كانفور) . وأيدوا الفكرة بالإجماع، وتم التأسيس لها لتكون جبهة قوية لمواجهة
أخطار الحضارة الغربية وقمع مفترياتها، وردّ أسطورة (فصل الدين عن الحياة)
وإعادة ثقة المسلمين بدينهم الخالد ومستقبلهم المشرق، وأدرك الشيخ المونكيري
أهمية إصلاح التعليم، وضرورة وضع نظام شامل متزن يجمع بين التربية والتعليم، وبين أصالة العلوم الإسلامية وأهمية العلوم التطبيقية، فوضع خطة لتأسيس (دار
العلوم) وتم عرضها على المجلس التأسيسي في17/1/1313فوافقوا عليها بالإجماع.
ولما اتسع العمل على جهود الشيخ المونكيري قيض الله له رجالا أكفاء ذوي
خبرات وفي مقدمتهم العلامة شيلي النعماني الذي أشرف على نظام التعليم وعلى
تنفيذ برامجه ومراقبة سيره، فاستطاع أن يكسب لها شهرة واسعة. وما لبثت هذه
الجامعة فيما بعد أن خرجت أعلام الإسلام المعاصرين في الهند، ومنهم: سليمان
الندوي، ومسعود الندوي، وأبو الحسن الندوي، وغيرهم كثير بن العلماء العاملين، ومن أشهر مطبوعات هذه المؤسسة: مجلة (البعث الإسلامي) .
رابعاً: المدرسة السلفية ودورها في حفظ العقيدة:
حينما ضعف الاهتمام بالحديث وعلومه في البلاد العربية وكاد يتلاشى قيض
الله له الحفظة من العلماء بالهند، حيث أسست مدارس خاصة بالحديث وعلومه منها: مدرسة شاهي بمراد آباد، والمدرسة الأحمدية في لهريا سراي، والمدرسة
الرحمانية في دربهنكا، وغيرها.
ومن أشهر علماء المدرسة السلفية بالهند الشيخ العلامة: ولي الله الدهلوي
الذي درس السنة على علماء الحرمين أمثال أبو طاهر الكردي، ومحمد حياة
السندي أستاذ الشيخ (محمد بن عبد الوهاب) وقد سار أبناؤه على نهجه السلفي،
واعتنوا بالحديث النبوي، وهم: ابنه الشاه عبد العزيز الذي حل محل والده،
وكذلك إخوانه: رفيع الدين، وعبد الغني، وعبد القادر وكذلك ابن أخيه الشاه
إسماعيل بن عبد الغني، وكان لهم دور كبير في نشر السنة ومحاربة البدع
والمبتدعة. ومن علماء المدرسة السلفية الآخرين بالهند العلامة: صديق حسن خان، والسيد ندير حسين، وأبو الوفاء ثناء الله الامر تسري، ومحمد بشير السهسواني، وغيرهم: ومن جهود أهل الحديث بالهند تأسيسهم (جمعية أهل الحديث) عام
1383 هـ، وإنشاء (الجامعة السلفية) في بنارس 1385 هـ، (مجمع البحوث
الإسلامية) وهو تحت إشراف مركز أبي الكلام آزاد للتوعية الإسلامية ويرأس
المركز الشيخ عبد الحميد الرحماني ومن أهم أهدافه العلمية ما يلي:
1 -إحياء نفائس تراث سلفنا الصالح.
2 - نشر الثقافة الأصلية المستمدة من الكتاب والسنة.
3 - الدعوة إلى العودة بالأمة للاعتصام بالوحيين ونبذ الشرك والكفر والإلحاد.
4 - معالجة القضايا الجديدة في ضوء الكتاب والسنة وبفهم السلف الصالح.
5 - محاربة البدع والأهواء والعادات المستنكرة في أوساط المسلمين
وتبصيرهم بالحق ودليله ومن جهود الجامعة السلفية العلمية إقامتها ندوة علمية
عالمية عام 1408 هـ عن شيخ الإسلام ابق تيمية ومآثره التجديدية وأعماله الخالدة، وفي عام 1412 عقدت مؤتمرا عاما للسيرة النبوية شارك فيها الكثير من علماء
ومفكري الأمة الإسلامية، وألقيت فيها العديد من الدراسات العلمية الهامة.
ومن أبرز شباب التيار السلفي في الهند صلاح الدين مقبول أحمد وعبد
الرحمن الفريوائي، وأبو المكرم السلفي. ولهم أبحاث هامة عن دور الدعوة السلفية
في الهند مذكورة ضمن مراجع هذا المقال، ومن أهم مجلات الدعوة السلفية بالهند
مجلة (صوت الأمة) ويرأس تحريرها الشيخ مقتدى حسين الأزهري، وهو وكيل
جامعة بتارس السلفية بالهند.
الواقع الاجتماعي والتشريعي للمسلمين بالهند:
المجتمع المسلم هناك مجتمع محافظ متمسك بآداب الإسلام، لا سيما في
النواحي الاجتماعية التي هي محل اهتمام أعداء الإسلام لمحاولة هدم مجتمعهم
وتغريبه.
ولقد اهتم المسلمون بالمرأة وتكريمها في الوقت الذي كانت المرأة الهندوسية
فاقدة لإنسانيتها، بل قد تضطر لإحراق نفسها تفاديا لإهانات الهندوس.
ومع اهتمام المسلمين بتعليم الفتيان إلا أنهم لم يهتموا بتعليم المرأة كالفتى،
وكل ما حصل في بدء تعليمها أنها لقنت شيئا من القرآن الكريم لكسب الثواب
ولأداء العبادة، دون أن توجه إلى فهمه وإدراك مراميه. ومن هنا وجد المستعمر
والمبشرون ثغرة استغلوها بجلب فتيات متعلمات لتدريس بنات الأمراء والأعيان،
وتربيتهن على الأسس الغربية، ثم أقنعوا بعض الأهالي بتدريس بناتهم في تلك
المدارس التي تبث السم في الدسم، ولذلك حث (كارسان دتاسي) الإنجليزي في
خطبته الحولية عام 1871 على التعليم النسوي، وحصر النتائج بقوله» إن النشء
الجديد سيملك السبق في الفكر، وينجو من ضيق الأفق، ويلغي جميع التقاليد البالية «وتحت ضغط القيم الإسلامية السائدة بدأ تعليم البنات غير مختلط، ولم يستطيعوا
الدعوة للاختلاط إلا عام 1974 حيث تقّبل الناس ذلك وأصبح مألوفا.
وصدرت خطة التعليم الخمسية عام (1947 - 1951) ، ومن أهدافها:» أن
تبذل الدولة الجهود بواسطة الدعاية التعليمية للقضاء على التعصب في الأوساط
الريفية ضد التعليم المختلط «وحينما استطاع دعاة التغريب استغلال تعاليم الإسلام
للترويج لتوجهاتهم نجحوا في خداع المرأة والدعوة لفرنجتها - كما فعل دعاة
التغريب في الشرق العربي أمثال قاسم أمين وبطانته - مما ساهم في تخلي الكثير
من النساء المسلمات عن قيمهن الإسلامية تحت دعاية تحرير المرأة، والدعوة
لمساواتها بالرجل، فشقين أولئك المخدوعات زمنا، ولما رأينا نتيجة ذلك انحرافا
وتدهورا ظهرت صحوة إسلامية في محيطهن؛ فتمردت الكثيرات على تلك
الأحاييل، وعدن إلى الله وتحجبن طاعة لله ورسوله، فلله الحمد والمنة.
النظم التشريعية وكيف انحرفت:
بدأ الانحراف بالقضاء على التشريع الإسلامي علنا على يد الإنجليز عام
1772م حين أسند منصب رئيس القضاة لملك انجلترا. وبدأ التشريع الوضعى يأخذ
طريقه لساحة القضاء. والمتتبع لحركة هذا الانحراف لا يخفى عليه أن الإنجليز قد
هيأوا الأسباب لنقض التشريع الإسلامي عروة عروة، بدءا بتحديد مجال تطبيق
الشريعة.
وبعد قرن غمر الإنجليز البلاد بتشريعاتهم الوضعية منذ بداية العقد السابع من
القرن 19 وكانت سياستهم على حد قولهم: (بطيء ولكن أكيد المفعول) ففى خلال
30 سنة من القرن الماضي وضعت كل التشريعات البشرية بعدما استفادوا من
التشريعات الإسلامية خوفاً من الصراع مع المسلمين.