مجله البيان (صفحة 1492)

منتدى القراء

صدمة وحيرة

محمد بيومي

طالعت ما كتب الأخ (عادل التل) تحت عنوان (أخطار النزعة المادية في ...

العالم الإسلامي) فأصابتني صدمة وحيرة؟ !

أما الصدمة: فكان سببها تلك الأفكار التي نقلها الأخ عادل التل عن جودت

سعيد، فمما لا شك فيه أن هذه الأفكار والعبارات - التي سُطرت بها - تصدم كل

مفكر ينتمي إلى أهل السنة والجماعة وتدعه في حالة من العجب: كيف تأتي هذه

الأفكار وتصدر تلك العبارات عن رجل مثل (جودت سعيد) يعمل في حقل الدعوة

الإسلامية ويسعى لحل مشاكل الأمة الإسلامية! !

وأما الحيرة: فكان منشؤها أن بعض الكتاب الإسلاميين من أمثال " الأستاذ

محمد العبدة " [1] " والدكتور محمد بن صامل السلمي " [2] وغيرهما قد نقل عن

جودت سعيد وعن ذات الكتب التي تناولها الأخ عادل التل بالنقد، كما أن مجلة

البيان قد نشرت مقالات [3] لبعض الأخوة وبها استدلالات بآراء جودت سعيد! !

لقد دفعني ذلك إلى الحيرة، وألجأتني الحيرة إلى تفكير طويل لعلي أجد لهذا

الأمر تفسيراً، وأَصِلُ من هذه الحيرة إلى مخرج؟ ! وبعد التفكير الطويل لم أجد

إلا هذا التفسير الذي أرجو الله -عز وجل- أن يكون موفقاً:

1- موقف جودت سعيد: أظن -والله أعلم- أن نشوء الآراء الغريبة في فكره

قد حصل لأن (جذور) الرجل الفكرية ليست موصولة بالتربية الفكرية الصافية

لأهل السنة والجماعة، بل هي موصولة بخليط من التربية والأفكار الأخرى الغريبة

على الفكر السني تُعلي من قيمة العقل إلى حدّ يجاوز حدوده التي رسمها الشرع.

2- وأما المفكرون والكتاب الذين استدلوا بآراء؛ أو على الأصح ببعض آراء

جودت سعيد، فإنهم - في تقديري - قد استدلوا بها لأنهم رأوا فيها الحكمة التي هي

ضالة المؤمن، ولأنهم حين يتعاملون مع غيرهم لا يأتمنوهم مطلقاً ولا يعصمونهم

مطلقاً، بل يسيرون في تعاملهم معهم وِفْقَ قول الله -عز وجل-[وإذَا قُلْتُمْ

فَاعْدِلُوا] (الأنعام 152) ، كما أنهم حين ينقلون عن غيرهم يقتدون بسلفهم، الصالح الذين قال قائلهم: "

لا تنظر إلى من قال، وانظر إلى ما قال " [4] . أو كما قال أحدهم تعليقاً على

كتاب قد ضمنه منهجه: " الكتاب لا الكاتب " [5] .

أظن هذا الذي ذكرت يزيل بعض آثار صدمتي وصدمة كثير من قراء مجلة

البيان.. ويخرجني ويخرج كثيراً منهم من حيرة أوقعتنا فيها تلك المقالات التي

كتبها الأخ عادل التل.

أسال الله -عز وجل- أن يوفقنا وإياكم إلى ما يحب ويرضى، وأن يعافينا

وكل إخواننا مما يصيبنا بصدمة أو حيرة [6] ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015