الملف الأدبي
مقدمة في بناء الرواية
د.مصطفى بكري بن محمد السيد
- 1 -
مكتبة علوم القرآن، معجزة أخرى لهذا الكتاب العظيم، تتمثل في نهر ...
المعرفة المتدفقة التي فجرتها آياته وكلماته منذ لحظة نزوله الأولى وحتى النصف
الأول من الألف الثانية من عمره المبارك، هذا ما كان في المضمار الثقافي، أما
في الميدان العملي، فما زال يبعث في الأمة أملاً متجدداً وعزة قعساء [1] ، لا ترى
فيما يجبهها أكثر من كبوة عابرة ومحنة زائلة، لأنها تجد في تاريخ البشرية الممتد
فوق جباه القرون لوحات ناطقة، مواعظ وعبراً، إنشاءً وخبراً، وكم أرخت هموم
الحياة سدولها على واقع المسلمين حتى قال أعداؤهم: هذه مُهلكتهُم، فيُقيِّض الله
لهذه الغمة رجالاً ينكشف بهم الضر ويصححون العلاقة بين الأمة والقرآن، بتقديم
الدراسة الواعية والقراءة العميقة، التي تجعل منه سوراً منيعاً أمام محاولات
الاجتياح الثقافي والانكسار الحضاري.
لقد كان القرآن الكريم مصحوباً بالحديث الشريف أمام كل انتصار ووراء كل
وثبة للأمة الإسلامية؛ وكان العلماء هم الطليعة في كل الزحوف، ولم يكن أعداء
الدين جاهلين مصدر قوة المسلمين وتماسكهم، ففكروا وقدروا ثم فكروا وقدروا
فرأوا ألا مُكْنة [2] لهم في إدخال الزيادة أو النقصان على حروفه وكلماته وسوره
وآياته لأنه محفوظ في حرز حريز إنجازاً لوعد الله الذي تكفل بحفظه حيث يقول:
[إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ] [الحجر15] ، فلم يصبه ما أصاب الكتب الماضية من التحريف والتبديل وانقطاع السند، حيث لم يتكفل الله بحفظها، بل وكلها إلى حفظ الناس فقال تعالى: [والرَّبَّانِيُّونَ والأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ] [المائدة 44] ، أي بما طلب إليهم حفظه، والسر في هذه التفرقة أن سائر الكتب السماوية جيء بها على التوقيت لا التأبيد وأن هذا القرآن جيء به مصدقاً لما بين يديه ومهيمناً عليه [3] ..
(وكم من القناطير المقنطرة من الذهب والفضة تنفق في كل عام لمحو هذا
القرآن وصد الناس عن الإسلام بالتضليل والبهتان والخداع والإغراء ثم لا يظفر
أهلها من وراء ذلك إلا بما قال الله تعالى: [إنَّ الَذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا
عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ] [الأنفال 36] ، ذلك بأن
الذي يمسكه أن يزول هو الذي يمسك السماوات والأرض أن تزولا) [4] .
إن أكبر مصيبة تحل بالمسلمين هو أن يحال بينهم وبين كتاب ربهم وسنة
نبيهم، وذلك عندما يُقرآن قراءة لا تتأسس على أصول السلف ولا تستصحب معها
رؤى العصر، إن ذلك عندما يحصل يجعل من المسلمين أمة بلا هوية، ويفقدهم
الشهادة على الناس لأن الحياة لا تستأمر غائبين، ولا تستشهد مغيبين.
- 2 -
وإن من أكبر الجهاد إعادة تشكيل العقل المسلم وبناءه على معايير النصين
المباركين في كل شؤون الحياة الحاضرة والتي يعد الأدب المعاصر أحد أهم روافدها، وفي التجهيز المعنوي والأسلوبي للأدب ما يؤهله ليوفر المساندة الفعالة لتصحيم
مسار الحياة الإسلامية، وإيقاف التداعي المؤسسي والخلل البنيوي في جهدها
وجهادها، وإذا كانت أفعالنا أبناءً لأفكارنا فإن دور النص الأدبي في مملكة الفكر
يأتي بعد النص الشرعي مكوناً أساساً للبنية الثقافية للفرد والأمة، وفي الثقافة العامة
والخاصة لأية أمة يكمن التفسير الدقيق لفعلها وانفعالها وتخلفها، ومن هنا فالأدب
الذي يكون اليوم أسطورياً، سيكون غداً شخوصاً ودستوراً، ولكم سمعنا عن نبيل
يخال القرار يباعد الأجل فيتحرك محفوظه الشعري ليرده إلى قلب المعركة كما
حصل لمعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما -[5] والمتنبي.
وكم رأينا قائلاً يتوازى إيقاعه مع توقيع [6] الأمة فيتوحد المرسل بالمتلقي
ليصبح عمله الأدبي صوتاً قومياً كنونية عمرو بن كلثوم أو نشيداً إسلامياً كبائية أبي
تمام (190 هـ - 231 هـ) التي جعلت مباشرة الخيار العسكري دليلاً على وجود الأمة وألقت بمؤسسة الكهانة في مزابل التاريخ.
وليست القصة أقل خطراً من الشعر في أثرها وتأثيرها، بل وفي إيثارها من
القراء أكثرهم على بقية الأجناس الأدبية. ففي صياغتها النثرية ما يحرر المبدع من
بعض القيود، التي قد تحدّ من تدفق أفكاره.
ولئن كان الشعر قد أطرب البشرية وأمتعها، فإن النثر قد بلغ مع هذين
الهدفين أهدافاً كثيرة أخرى كالمعرفة والخبرة وتقطير التجربة. والنثر كما كان
أسلوب الكتب المنزلة من الله عز وجل، هو أيضاً لسان الحياة الحديثة، (لأن
الأديب فيه يكون أكثر حرية تجاه اللغة فهو ليس مقيداً بقيود التشكيل الموسيقي
للشعر، والذي تقف فيه (أنا) الشاعر ولغته ورؤيته في الصدارة) [7] .
وهذا رأي كبار النقاد الذين يؤمنون بأن (لغة النثر حمالة للمضمون والمحتوى، وأن قيمتها فيما تحمله من أفكار للتخاطب، ولغة الشعر قيمتها ذاتية، لأنها تهدف
إلى توصيل معان ومضامين، بقدر ما تشكله هي ذاتها من تعبير فني يقوم على
التوزيع الصوتي والموسيقي، والقدرات التعبيرية الصورية أو المادية، أو
الإيحاءات الكامنة الهائلة التي يمكن أن تفجرها الصور الشعرية في ائتلافها
وتلاحمها أو في تعارضها وتنافرها) [8] .
(فالكلمة في الشعر تستخدم بطاقاتها التصويرية، والتشكيلية والإيقاعية،
وليست مهمتها في الدرجة الأولى أن تحكي الحدث، إنما الشعر طاقة انفعالية
وشعورية مكثفة إزاء موقف ما أو حدث ما) [9] .
أما القاصُّ فالمطلوب منه أن يختفي كلية وراء عمله، وأن يفسح المجال
للشخوص كي تتحرك في علاقات محددة، وأن يدع الأفعال تترابط وتتحرك على
مستوى معين، ثم أن يدع الحركة تنمو والزمن يتحرك من الماضي إلى الحاضر أو
العكس، ومن الحاضر والماضي إلى المستقبل ثم عليه بعد ذلك أن يعزز المغزى
البعيد الذي ينسج من حوله الأحداث وتطور الزمن وحوار الشخوص مع بعضهم
بعضاً.
والكثيرون من المبدعين يؤثرونها أي القصة (لأنها أقدر الأنواع الأدبية على
التأثير على الناس أفراداً وجماعات وطبقات وحقباً معاصرة وتاريخية) [10] .
وبتقدم الأمم ثقافياً وفكرياً وإيثارها التأمل على الصوت والتحليل على الانفعال
فمن المحتمل في ظل ذلك أن تقفز القصة لتكون فن المستقبل، وربما صارت
الجنس الأدبي الذي يحتكر القراءة والقراء، إذ فيها من الشعر لغته، ومن المسرح
قضيته. ومضامينها المختلفة تشكل لقرائها ومشاهديها ومستمعيها - عبر وسائل
الإعلام - منظومة معرفية، ودستورية أخلاقية وذوقية، ومعايير محاكمة للذات
والآخر أفراداً وجماعات أفكاراً وتيارات، ولو رحنا نحلل فكرياً وسلوكياً ثقافة
الكثيرين لوجدناها غالباً تنحدر من مقروءاتهم القصصية، ولعل ذلك يجعلنا نفقه
لماذا يأتي نجيب محفوظ في مقدمة المقروئين في مصر يتلوه الشيخ محمد متولي
الشعراوي [11] فهذه النتيجة تفصح عن مكانة القصة والثقافة الشرعية وإن كنا
نرجو أن تتقدم الثانية على الأولى..
إن القصة تفعِّل الموضوع الماضي الحاضر وتخصبه فنياً ليكون المستقبل،
لأن الفنان حقاً لن يذهب إلى عرض الحياة في صورة فوتوغرافية ولكنه سيذهب
إلى عرض صورة أكثر حقيقة وحيوية وكمالاً من الحقيقة نفسها. (وإذا كانت نقطة
انطلاق الروائي هي عالم الواقع، فإن نقطة الوصول ليست هي العودة إلى عالم
الواقع بل إنها إيجاد عالم مستقل له خصائصه الفنية التي تميزه عن غيره) [12] .
وبرؤيتها المستقبلية تكون مسودة التاريخ ومخطط حياة الغد، يقول أندريه جيد:
(لئن كان التاريخ رواية وقعت فعلاً، فإن الرواية تاريخ يمكن أن يقع [13] ، لأنها
كما يقول الفرنسي الآخر (البير كامو) : القصة هي الواقع مصححاً) [14] . ...
(وخلاصة القول إن لغة القصة إذا ما استخدمت بكفاءة بالغة تجعل الماضي
واقعاً معاشاً، وتمتد بالحاضر إلى رؤية مستقبلية مشحونة بالتوقعات، كما إنها
تحمل الإشعاعات العاطفية والفكرية) [15] . وإذا كانت القصة بهذه الخطورة فإن
إنتاجها إنما يكون عبر التأليف أو من خلال الدارسة النقدية (لأن حكمنا على
التجربة هو نفسه تجربة) [16] ..
هذه الإنتاجية لم تعد مغامرة فنية ومشاركة أدبية فحسب، بل مواجهة أداتها
الكلمة المعبأة بالأسلوب المتشبع المتضلع بالمعمار الفني. وأنا لا أصطنع
لأطروحتي مناخاً خيالياً فتكون مجتثة من فوق الأرض ما لها من قرار، بل أدعو
القارئ الكريم ليتأمل أولاً كلمة القاصّ الرافضي اليساري العراقي المنشق عن روح
الأمة عبد الرحمن مجيد الربيعي (إنني أكتب القصة لأطرح من خلالها موقفي
السياسي والاجتماعي أي أنني كاتب ذو قضية، وإن وسيلتي الناجحة في التعبير
عنها هي هذا الفن الصاعد، القصة القصيرة) [17] .
ثم ليتأمل ثانياً: استعداء الناقد الماركسي القبطي غالي شكري للقاصّ يوسف
إدريس ت (1991 م) على من يسميهم (الأصوليين) وتهييجه أن يترجم سخطه
عليهم في أحد أعماله القصصية القادمة! !
- 3 -
(وددنا أن موسى كان صبر حتى يقص الله علينا من خبرهما) [18] .
لقد كان في هذه الحفاوة المبكرة من الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالقصة
ما يؤهل هذا النوع الأدبي، لتتأوج مكانته، وليحتل المنزلة المناسبة لعطاءاته
التربوية والجمالية، والمعرفية فنسبة القصة في القرآن الكريم إلى غيرها من
الموضوعات ما يعزز هذه المكانة إذ نجد أن المساحة التي شغلتها (من كتاب الله
كانت مساحة واسعة، ما نظن أن موضوعاً آخر كان له ما كان للقصة من نصيب،
فالقصص القرآني لا يقل الحيز الذي شغله من كتاب الله عن الربع إن لم يزد
قليلاً) [19] . وتجد في آيات القرآن الكريم من قواعد القصِّ في الشكل والمضمون والمتبوع بالنموذج التطبيقي ما يرفد هذا الفن ويضع بين يديه صُوى [20] ، ليسترشد بها مبدعو الفن القصصي، فقد وصف الله تعالى القرآن بقوله: [اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ] [الزمر 23] ، ووصف قصصه بأنها [أَحْسَنَ القَصَصِ] [يوسف 3] ، وقد يكون الحديث عن القصة أكثر تفصيلاً، في قوله عز اسمه: [لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى ولَكِن تَصْدِيقَ الَذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وهُدًى ورَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ]
[يوسف 111] . وقوله عز اسمه: [وكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وجَاءَكَ فِي هَذِهِ الحَقُّ ومَوْعِظَةٌ وذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ] [هود 120] ، فالتاريخ كما هو مدون ومكون للقص مقصود له [21] ، والقرآن الكريم لا يسرد التاريخ سرداً
آلياً، بل يعرضه بأسلوب يتجاور فيه الحق والجمال، ويتحد معه الشكل بالمضمون فيشبع الذائقة الأدبية بلغته الجمالية، ويترع الواعية المعرفية بحقائقه النهائية، وإخال أن الموسوعات التاريخية الإسلامية - في أسلوب تدوينها التاريخي - لم تكن بمبعدة عن النهج القرآني ولا سيما في كتابي (الرسل
والملوك) لابن حجر [22] و (البداية والنهاية) لابن كثير [23] .
فقد كان علمهما بالتفسير يترك بصمات واضحة على عملهما في التاريخ
والعكس صحيح أيضاً، كتبا كمؤرخين وأديبين ومسؤولين تجاه دينهما وأمتهما،
وتناثرت في سفريهما لوحات موحية ولمحات مورقة، لا تمر بالحدث مروراً محايداً، ولا تباعد يبن العلم والعقيدة بدعوى الموضوعية، وهكذا تكون عطاءات القرآن
الأسلوبية، ثروة معرفية أخرى من كنوز هذا الكتاب الذي لا تنقضي عجائبه..
وإذا كان قارئ الرواية ينتقل من موضعه إلى عوالم شتى من صنع الروائي
نفسه [24] ، فإن دراسة قصة مثل قصة موسى [25]- عليه السلام - تفتح عين
القارئ على ملحمة صادقة لهذا الرسول -عليه السلام- منذ ألقت به الأم في لجة اليم
إلى أن تمكن بسلاح الكلمة أن يثل عرش طاغية كان قد أعلن في لحظة مظلمة من
تاريخ البشرية [أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى] [النازعات 24] ، وبين لحظة الميلاد ونهاية الحياة تطوف بنا الآيات بين مصر والشام وشمال الجزيرة (مدين) ، وهي تتابع مسيرة هذا الفتى قبل أن ينبأ، والذي كان في نفسه شديد الغضب وتوقفنا على شهامته ونخوته عندما يسقي لبنات شعيب -عليه السلام-، ولا تأخذه العزة بهذه اليد التي يسديها إلى الفتاتين بل ينجلي شكره على هذه النعمة بهذا الحوار مع النفس
[رَبِّ إنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ] [القص 24] .
وتستدعي الآيات إلى أبصارنا مسيرة ابنة شعيب -عليه السلام- تدعو موسى
- عليه السلام- بحديث خال من تبرج الكلمات، ليلقى والدها -عليه السلام-،
فيعرض عليه شعيب [*] (أن يجزيه أجر ما سقى لابنتيه، فيجيبه موسى - عليه
السلام-: (إنا أهل بيت لا نبيع ديننا بطلاع الأرض ذهباً، ولانأخذ على
المعروف ثمناً) ، فيعقد له على إحدى ابنتيه مقابل أن يسترعيه ثمان حجج، وبذلك
يدخل مدرسة الأنبياء: (عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله
عليه وسلم- قال: ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنم. فقال صحابته: وأنت؟ فقال:
نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة) [26] ..
هكذا تكون تربية الأنبياء، إنهم ليسوا مثل أولئك الواثبين على السلطة أو
المستقدمين إليها دونما رصيد وتدرج في سلم المسؤوليات، فمن رعاية موسى -
عليه السلام- للمواشي، (اكتسب الكثير من حكمة النبوة، فلما حان موعد سيناء
كان مهيئاً للنهوض بالعبء الذي لا يصلح له إلا (أولو العزم) [27] .
ونتابع سيرة هذا النبي -عليه السلام- في آيات القرآن التي تنقل لنا:
مواجهته للكفر المؤسس بفرعون ودولته وما فيهما من سحر ومكر، وتصديه لليهود
الذين كانوا الخصم الألد [28] لدعوته ولكل داع ودعوة، ولقارون وثروته التي
وظفت للصد عن سبيل الله، وغير ذلك من الموضوعات الرئيسية والقضايا الجانبية، خلال حياته التي امتدت حتى بلغت عشرين ومائة سنة [29] ، هذا الزمن الفلكي
الممتد يختصر إلى أبعد حد في (زمن القص) المذكور في السور القرآنية المباركة،
هذه الشخصية التي تبدأ حياتها بفتوة عارمة تسخرها لطاعة الله عز وجل تنتهي
أيضاً كذلك مع ملك الموت: فقد روى عن أبي هريرة -رضي الله عنه - قال: (أرسل ملك الموت إلي موسى -عليه السلام- فلما جاءه صكه..) ، الحديث [30] .
هذه السيرة العطرة جعلت رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- يتنازل
تواضعاً أمام إنجازاتها النبوية الفذة فيقول: بأبي هو وأمي (لا تخيروني على موسى
فإن الناس يصعقون، فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا
أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله) [31] .