في دائرة الضوء
كشف تقرير سري رفعته بعثة تحقيق إلى المجلس الوزاري التابع للمجموعة
الأوربية أن القوات الصربية في البوسنة والهرسك ساهمت في تنفيذ أعمال
اغتصاب منظم لما لا يقل عن 25 ألفاً من النساء والفتيات المسلمات. وأن مقاتلي
الصرب يستخدمون الاغتصاب (سلاحاً في الحرب) .
وقضى الكثير من ضحايا عمليات الاغتصاب الجماعي نتيجة إصابتهم وكان
بينهم أطفال لم يتعدوا السادسة أو السابعة من العمر. كما وجد المحققون أنه غالباً
كان يتم اغتصاب الفتيات أمام آبائهن وأمهاتهن، والأمهات أمام أطفالهن والزوجات
أمام أزواجهن.
إندبندنت 26/1/1993
* (إن التقرير غير دقيق؛ حيث إن عدد حالات الاغتصاب تجاوز
50000 حالة شملت الأطفال ذكوراً وإناثاً. كما شملت النساء والرجال. والصحافة
العربية تشير إلى أقل من نصف الحقيقة.) ... ... ... ...
- البيان -
وأضاف التقرير أيضاً أن الكثير من عمليات الاغتصاب كان هدفه جعْل
النساء حوامل واحتجازهن حتى موعد الوضع: (إمعاناً في الإذلال وكي يتذكرن
باستمرار هذا الإذلال) .
الحياة 3/2/1993
* (ومع ذلك لا يجد المهجَّرون المسلمون مكاناً آمناً في البلاد الإسلامية،
فيضطرون إلى الهجرة إلى ديار الكفار في أوربا وأمريكا، وهناك يتم تهويدهم
وتنصيرهم.) ... ... ... ... ... ... ... ... ...
-البيان -
* * *
مصطلح رهيب جارح مؤذٍ مخجل يجد طريقه سهلاً في أي موضوع يتناول
قضايا المسلمين، إنه كلمة (اغتصاب) . ما بالها لا تفارق أي تقرير يتحدث عن
المسلمين في أية بقعة من بقاع الأرض. ستون ألف امرأة وفتاة وطفلة انتُهكت
أعراضهن في أوربا على مرأى ومسمع العالم.. والعالم الإسلامي شاهد على
الجريمة.. تسبى بنات المسلمين (بفتوى) شرعية من كنائسهم.
تقارير كشمير تتحدث عن فصل الرجال عن النساء في القرى النائية بحجة
التحقيق مع الرجال والنساء تحت رحمة عُبَّاد البقر.. وبعد الفصل تجري فصول
وطقوس تخدش إنسانية الإنسان.
من أرمينيا يرتفع صوت المذيع في راديو (ناغورنو قره باغ) معربداً موجهاً
كلامه للمسلمين: (لن نترك بناتكم حتى يلدن أطفال الأرمن) !! هكذا جهاراً نهاراً. ...
يقول مراسل إندبندنت البريطانية في تقرير من بنغلاديش عن أوضاع
اللاجئين البورميين: (لم ألتقِ بامرأة مسلمة واحدة إلا وحدثتني عن قصة جديدة من
قصص الاغتصاب.. كل واحدة التقيتها قالت لي: إنها اغتُصبت..) .
اعتادت الأسماع على هذه الأخبار والعيون على هذه الصور وألفنا صور
الجريمة! ! فهل هذا هو دورنا المطلوب؟ ! هل لنا أن نستمع لفتوى العلماء (إذا
سُبيت امرأة مسلمة في المشرق فعلى أهل المغرب إنقاذها) . هل لنا أن نتذكر ما
فعله الرسول -صلى الله عليه وسلم- باليهود عندما حاول أحدهم أن يكشف عورة
امرأة مسلمة؟ وهل ننسى ما فعله المعتصم عندما لطم علج رومي مسلمة في زبطرة
وصاحت (وامعتصماه) ! !
عندما سئل الناطق الرسمي لجبهة تحرير مورو عن السبب في الهجوم على
مجموعة من الجيش الفلبيني وقتل 35 من عناصره أجاب: (مع أننا في معاهدة
وقف إطلاق نار معهم ولكنهم اغتصبوا امرأة) !
* * *
الإريتريون ليسوا عرباً، وإريتريا ليست جزءاً من العالم العربي، وسنقيم
علاقات ديبلوماسية مع (إسرائيل) . دانيال يوهانس المفوض العام لإريتريا في
فرنسا. وأضاف: إن واقع أن تكون مسلماً وأن تتحدث اللغة العربية يمكن أن
يحتوي على اتجاه للانتماء العربي. إن هذا الواقع لا يعني أنك عربي ومن بعد
إريتري، إن المسلم الإريتري إريتري فقط. ولا يوجد خلاف ولا بحث في مسألة
أننا عرب أو غير عرب، نحن إريتريون وأفارقة فقط.
وعن علاقاته مع (إسرائيل) يضيف: جاء سفير (إسرائيل) في أثيوبيا إلى أسمرة مباشرة بعد الاستقلال (24/5/1991) ، وطرح علينا إقامة علاقات ديبلوماسية. وكانت (إسرائيل) الدولة الأولى التي اتخذت مثل هذه البادرة. ونحن سنقيم علاقات مع (إسرائيل) ، لسنا مجبرين وليس لدينا حساب نؤديه لأحد في هذا المجال.
مجلة الوسط 15/2/1993
الضجة الإعلامية و (الاستغراب) الذي ساد كثيراً من العواصم العربية على
إثر تصريحات (أفورقي) بعد زيارته لإسرائيل، له ما يبرره ولأفورقي في أسبابه
فيما قاله. العرب الذين احتضنت عواصمهم وكثير من مدنهم مكاتب (الحركة
الشعبية لتحرير إريتريا) منذ اللحظة الأولى وحتى سقوط حكم الرئيس الأثيوبي
منغيستو هيلا ماريام، والذين قدموا للجبهة الدعم المادي والسند السياسي رأوا في
تصريحات أفورقي (خيانة) و (نكراناً للجميل) ، ولكنها خيانة (مَن) و (لمن) ؟
(فالرجل) يرى في (إسرائيل) (صديقاً) يمكن الاستفادة منها والتعامل معها وإقامة تبادل ثقافي وديبلوماسي.. فهل هذه (الطموحات) تبتعد كثيراً عن تصريحات كثير من العرب أنفسهم؟ ! وهذا ليس سراً، بل إنها تصريحاتهم ... وعناوين صحفهم. و (إسرائيل) ترى في الخطوة تعزيزاً لسياسة التغلغل التي تتبعها في إفريقية.
الإريتريون عرب، أحب أفورقي أم كره، ولغة العلم في البلاد هي
العربية والإسلام دين الغالبية فالتقارب بين النصراني أفورقي ويهود (إسرائيل) هو
من مظاهر هذا العصر إن لم نقل من مستلزماته ولكن هل يتعلم المسلم العربي كيف
يختار أصدقاءه وفيمن يضع ثقته؟ !
أما في إفريقية فقد تولت الولايات المتحدة تحمل التبعات في تهيئة الأجواء
وذلك عبر نشاطات وزارة الخارجية الأمريكية في القرن الإفريقي والتي رسم
سياستها مساعد وزير الخارجية الأميركي هيرمان كوهين.
***
لفت خبير أمريكي في شئون الشرق الأوسط - وهو على علاقة وثيقة
بالدوائر الأمريكية - إلى (جدوى استغلال المثقفين الشيوعيين السابقين في دعم
التوازنات الإقليمية المقبلة في المنطقة) موضحاً أن بعض الأقلام اليسارية يقوم
بمواجهة التطرف الديني بطريقة أفضل من الأقلام الموالية للسلطة. وأشار الخبير
بالمناسبة إلى أسماء معروفة جداً في أوساط اليسار المصري.
الأسبوع العربي 15/2/1993
***
فعلى القارئ الفاهم الواعي أن يتذكر الأسماء التي تكتب اليوم باسم الإسلام
و (تدعي وصلاً به) والإسلام لا يقر لهم بذاك. أقلامهم التي ملأت صفحات الكتب
والمجلات افتراءات تهاجم الإسلام وأهله هي الآن نفسها التي تكتب عن (الإسلام
المتطوَّر) (المتسامح) الذي يحتوي على توصيات وقيم اجتماعية وأخلاقية طيبة
في الوقت الذي يشككون بالنظام الإسلامي للحكم. هؤلاء (الدخلاء) لا يتركون
مناسبة إلا ويحملون فيها حملات مسعورة على الإسلام تحت غطاء محاربة (التطرف) أو مواجهة (الأصولية) .
الغلو منبوذ أصلاً في الإسلام، ولكن هل يجوز استغلال بعض الممارسات
التي لا تمثل وجهة النظر الصحيحة؟ ؟