سراي ايفو.. سراييفو
محمود السيد الدغيم
سراي ايفو سراييفو! ! ...
لقد أسقطت عن كل اللئام - الشُّمِّ - أقنعةً تستر مارقاً جَمَحَ ...
وبانتْ عورةُ القادةْ ...
وبان القبحُ وانفضحَ ...
وسادتْ محفل السادةْ ...
تفاهاتٌ تناستها طلائعُنا، وعافتها ثقافتنا ...
وغلفها ظلامُ الليل عقب الليلِ والليلِ ...
فقد كنا وما زلنا مشاةً نحفر السفحَ الذي جُرِحَ ...
بأقدام الحفاة، الأرضُ تعرفنا ...
ونعرفها إذا سرنا، وفر القائدُ المشبوهُ وانفضحَ ...
وتجهل قادةً قادوا على الخيل، تقاذفهم قوي الموجِ من سيل إلى سيلِ ...
وما اكترثوا بما عانت حرائرنا! ! من الآلام والويلِ ...
لقد صرخت حرائرنا وما سمعوا ...
أصمَّ السادةَ الصممُ، وراودهم على أعراضنا الطمعُ ...
فما سمعوا صراخ الطفل والغادةْ ...
لأن الأمر لا يعني سيادتَهم، ولا يلغي قيادتهم ...
أتلك شمائل السادةْ؟ ؟ أتلك شمائل القادةْ؟ ؟ ...
* * *
سراي ايفو سراييفو ...
سراييفو عروس العصر تُغتصب، وتَهتك عِرضَها النُّوبُ ...
على مرأى دعاة العدلِ، يا إسلام! يا عربُ! ...
يدنِّس عرضها الكروات والصربُ ...
ويقهرها بجامعها بمسجدها صليبي يهودي تزينُ صدره الأنواط والرتبُ ...
وأوربا - بلاد العلم - تغمض عينها قصدا لأن الأمر يعنينا ...
ولا يعني رعاياها ...
لأن الأمر يخدمها ويفرحها، يخدرنا ويوقظها ... وتغدو - بعدما اغتُصبت سراييفو -
عروس المجد حاضرةً بلا إسلام تصبح من سباياها ...
ويصبح شعبها سبياً تقاسمه رعاياها ...
وأرض العُرب والإسلام حاصرها جنود وسائل الإعلامِ ...
والتضليل والتدجيل فانتشرت ضحاياها ...
أماتوا الحس واغتالوا شهامتنا، كما اغتالوا بطولتنا ...
كما اغتالوا كرامتنا، فلا عشنا ولا متنا ...
وخدرنا بريق وسائل الإعلام وانتصرت إرادتهم، فما ضمدت إرادتنا ...
لقد هُزمت قواعدنا - بحرب وسائل الإعلام فانسحبت - كما هُزمت قيادتنا ...
وما قنعت أعادينا بما خسرت قبائلنا ...
بما عانت أراملنا ...
بما ذاق اليتيم الراحل المحزون من ألم ...
بما عاناه مغلوب يقاسي وهو مضطرب ...
فأوربا - بلاد العلم والتصنيع والنقم ...
أمانيها: إذا متنا يعُمّ ربوعها الطربُ ...
إذا أعلامنا طويت، وما خفقت ...
إذا شجعاننا قتلت، وما انتصرت ...
إذا أكبادنا اغتُصبت، وما انتقمت ...
إذا قواتنا خُذلت، وما نُجدت ...
إذا أفكارنا سقطت، وما نهضت ...
إذا أحرارنا قُمعت، وما قَمعتْ ...
وعم الذل وانتشرا، ومزق شرقنا الغربُ ...
فروما سوف تغتبطُ ...
وكي نحيا شروط الذل تشترطُ ...
لها في ذلنا أَربُ ...
ولو أخفت نواياها ...
ومهما صحبُها كذبوا ...
لكي يخفوا خفاياها ...
فقد كانت وما زالت كأفعى حين تتقلبُ ...
تصب السم في أنهار عالمنا ...
لكى تقضي على الإسلام والسلمِ ...
إذا أبطالنا هزموا ...
تؤجَّج ضدنا الحربُ ...
وتفقأ كل أعيننا، ويبدأ سلبت جهراً بقانون أقر بنوده الغربُ ...
وتبقى خلفنا قصص حكايات يرددها هدير الموج والشطُّ ...
فيحيى سخطَنا سخطُ ...
وتشرب من دم الأطفال رومانُ ...
وتنشد جوقة الرومان ملحمة: بروما الآن نغتبطُ ...
لقد قُتلت سراييفو وعنها القادة الأنذال قد هربوا ...
صلبناها كصلب القدس والأحزاب تحتزبُ ...
كذا: فليُصْلَبِ الصلبُ ...