صرخة ألم في وجه الأمة
فيصل محمد الحجي
ربِي خيولَكِ في بُحْبُحةِ الرغدِ لا ترصديها ليوم الحرب واقتصدي
وارمي سيوفَكِ كي يقتاتَها صدأ الفارسُ الشهمُ للهيجاءِ غير صَدِ [1]
لا تعجبي ف [صلاحُ الدين] مِن غدِنا قد استقال.. لكي نحيا بدون غدِ
ألقى الولاءَ لـ (أرناط) وقال له: جَرِّد حسامَكَ واحْمِ الأمنَ في بلدي
لا لا تلمني.. فإني اليوم منشغلٌ بالجمعِ واللهوِ والأزواجِ والولدِ
كأنَّه ليس من أحفاد مَن وَرَدُوا غُرَّ المعركِ في بدر وفي أُحُدِ
يا أمتي ما أراكِ اليومَ سائرةً على طريق الهدى والخيِر والرَّشدِ
لِمَ ارتختْ ببني الإسلام أربطةٌ ووُثِّقت بذوي الصلبانِ بالعُقَدِ؟
ولم تعد جمعة الإسلام تجمعنا إلا إذا شاء أهلُ السبتِ والأحدِ
فأي عِرْق ٍ إلى الكفار تنسبنا بوش بن قحطان أم متران [2] سِبط عدي [3]
غدا الأذان غريباً في مسامعنا كأنه اليومَ يدعونا إلى الفَنَدِ
كيف اقتدائي؟ وفي المحراب منتصباً (شاميرُ) يقرأُ في تلموده النَّكِدِ؟
ما لي أراكِ إلى الأعماقِ هاويةً؟ يا أمتي فكّري في الأمر واتَّئدِي
فما تقدمتِ إلا للوراءِ.. وما علوتِ إلا لقاع الذل والنَّكَدِ
ما أنتِ والعقمُ يا عرباء في زمن لم تحملي فيه أبطالاً ولم تلدي؟
لاالسمحُ [4] يزحف في وجه الغزاة غداً ولا (الرشيدُ) يردُّ الكيدَ عن بلدي
يُظلني الموت إحساساً فإن سَلِمَتْ ظهري من الطعن لم أسلم من الكَمَدِ
كأن كلَّ هموم الأرض قد جَمعتْ أشواكَها الحُمْرَ والنيرانَ في كبدي
ركعتِ للروم - بعد الفرس - راغمةً لو قمتِ بالسيفِ لم تعني لمضطهدِ
فإن تمخَّض ضِرْعٌ. فاز قيصرهم بالزُّبْد.. وانشغل الأعرابُ بالزَّبَدِ
أجدادُنا الشُّمُّ بالأقدامِ قد وَطِئُوا هامَ الفراعينِ أهلِ العزِّ والعَدَدِ
لأنتِ أعظمُ أهل الأرض قاطبةً لو عدتِ معتزةً بالواحدِ الصمدِ
أظلُّ رغمَ اربدادِ الليل منتظراً فجرَ البشائرِ في أثوابِها الجُدُدِ
ما دام قرآنُ ربي في مؤانستي وسُنةُ المصطفى الغراءُ في خَلَدي
وفتيةٌ قلةٌ في الناس قد نَهَدُوا لكل حربٍ.. وعافوا عيشةَ الرَّغَدِ..
طوفانُ نوحٍ أراح الأرضَ من دنسٍ ونحن طوفانُنا المأمولُ فجر غدِ