مجله البيان (صفحة 1346)

هل يعود الشيوعيون إلى السلطة فى كابل؟

هل يعود الشيوعيون

إلى السلطة في كابول

أحمد الإدلبي

يتخوف بعض المراقبين الأفغان أن يؤدي الوضع المتدهور وغير المستقر في

العاصمة كابل بشكل خاص وأفغانستان بشكل عام إلى عودة الشيوعيين إلى السلطة

كما حصل في دوشنبه عاصمة طاجكستان مؤخراً وذلك بعد أن حكمت المعارضة

لمدة ستة أشهر.

المعلومات المتوفرة تشير إلى أن حزب الوطن الشيوعي والذي يضم جناحي

الحزب الشيوعي خلق وبرشم، عقد اجتماعاً لقيادته المركزية قبل سقوط نجيب الله

في أبريل الماضي، وقرروا التوزع في أحزاب المجاهدين وبقية المليشيات

الأوزبكية بزعامة الجنرال عبد الرشيد دوستم التي تحالفت إلى جانب المليشيات

الإسماعيلية وحزب الوحدة الشيعي مع أحمد شاه مسعود، ويلعب الرئيس بابراك

كارمل الدور الأساسي في هذا التحالف، وكان الهدف المشترك لكل عناصر

التحالف إبعاد الحزب الإسلامي عن السلطة، لكن مع مرور الوقت وإدراك الجميع

قوة الحزب الإسلامي، خاصة في معارك أغسطس الماضي عندما فشلت كل

عناصر التحالف في إبعاد الحزب عن كابل، بل استطاع التقدم عدة كيلومترات نحو

العاصمة. ومع رفض رباني التنحي عن السلطة مع انتهاء فترة ولايته للسلطة

وإصراره على عقد مجلس أهل الحل والعقد الذي أثار الشكوك بين الأفغان لرفض

خمسة أحزاب رئيسية لعقد هذا المجلس، وقد وقف الشيخ سياف بشكل واضح إلى

جانب رباني وهو موقف يثير تساؤلات عدة.

حاول حكمتيار كسر التحالف الأخير فقام بتشجيع أي قتال بين عناصر

التحالف حتى وقع الاقتتال بين مسعود وحزب الوحدة في ديسمبر الماضي نجم عنه

تدمير العديد من مناطق الشيعة حيث وجد علاء الدين برجوردي نائب وزير

الخارجية الإيراني من الصعب أن يعيد اللحمة بين الطرفين مرة ثانية رغم زيارتين

قام بهما إلى كابل عقب وصول رباني إلى السلطة، وقد التزم حكمتيار الصمت

حالياً حيال المليشيات حيث اكتفى بالمطالبة في حل كل قطاعات بقايا النظام

الشيوعي السابق، ولم يتحدث عن المليشيات أبداً، حتى أنه في تهديده الأخير هدد

الحكومة بأنه ما لم تقم بالإفراج عن أسرى الحزب الإسلامي الذين بحوزة الحكومة

منذ أبريل الماضي فسيعمد الحزب إلى إسقاط أي طائرة تحلق في سماء كابل أو

تقلع من مطار بغرام أو كابل الدولي، ولم يهدد بقصف الطائرات الجاثمة على

أرض المطار حتى لا يُعد هذا هجوماً على مواقع المليشيات.

وحسب قول المهندس حكمتيار فقد وضع ثلاثة شروط للمليشيات حتى يتعاون

معها: التخلي عن مواقع (بالاحصار، وتبة مهراجان، والمطار الدولي) وهي

مواقع استراتيجية من يتحكم بها يستطيع السيطرة على كابل..

ويبدو أن استمرار الوضع بهذا الشكل دون رجحان لهذه الكفة أو تلك سيصعد

المواجهة بين حكمتيار والأحزاب الأخرى خاصة بعد القتال الأخير بين قوات

حكمتيار وسياف حول كابل حيث إن قوة الأحزاب الشيوعية لم تمس ورغم هروب

قادتها فإنها لم تستقر في كراتشي أو إسلام آباد وإنما فضلت البقاء في بيشاور رغم

تعرضها للخطر مما يشير إلى عزمهم على تنظيم أنفسهم مرة ثانية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015