مجله البيان (صفحة 133)

إسرائيل.. والمفاعل النووي الباكستاني

فضيحة الجاسوس الإسرائيلي بولارد الذي كان يعمل في وكالة المخابرات

الأمريكية جاءت تؤكد بأن اليهود لا يثقون بأحد ولو كان الولايات المتحدة الأمريكية، وليس في قاموسهم شيء اسمه الصداقة أو الثقة أو المحبة.. فرغم الأسرار التي

تقدمها أمريكا لإسرائيل، ورغم المساعدات المادية وغير المادية اكتشفت أمريكا بأن

إسرائيل تتجسس عليها، وتمد لها يد الصداقة وتطعنها في اليد الأخرى، وهذا هو

خلق اليهود في القديم والحديث.

وكشفت فضيحة بولارد أسراراً مذهلة عن منطقة الشرق الأوسط.. ومنها أنه

أرسل صوراً للمفاعل الذري العراقي، وكانت وكالة المخابرات الأمريكية قد

التقطت هذه الصور بواسطة الأقمار الصناعية، واعتمد الطيران الإسرائيلي على

هذه الصور في تدميره للمفاعل الذري العراقي.

وقد تقول إسرائيل:

إن العراق يشكل خطراً عليها بسبب قربه من فلسطين المحتلة.. ولكن

المسألة أكثر عمقاً، فبعد ضرب المفاعل النووي العراقي بدأت إسرائيل تثير مسألة

المفاعل النووي الباكستاني، وقبل بضعة أشهر ذكرت صحيفة (جيروزيلم بوست)

في تقرير لها أن إسرائيل اقترحت على الهند ثلاث مرات شن هجوم مشترك لنسف

المفاعل الباكستاني، ولكن الهند رفضت العرض في كل مرة. [نشرت الصحف

العربية تصريح جيروزيلم بوست في 23/2/87] .

وهل صحيح بأن الهند لا تريد ضرب المفاعل النووي الباكستاني، كما قالت

الصحيفة؟ ! لا نعتقد ذلك لأن اعتداءات الهند على باكستان لا تنتهي بدون مفاعل

نووي، فكيف مع وجود هذا المفاعل؟ ! .

وقد نقلت الصحف ووكالات الأنباء غير مرة تهديدات رئيس وزراء الهند -

راجيف غاندي- لباكستان بسبب المفاعل النووي.. والعجيب أن هذا الذي يهدد

باكستان يملك مفاعلاً نووياً وقد أجرت بلده تجارباً على القنبلة النووية، فكيف يكون

سلاحه برداً وسلاماً على البشرية، وسلاح باكستان خطراً ودماراً؟ ! .

ومن الذي أباح لأمريكا وروسيا وإسرائيل وعدد من دول أوربا امتلاك أسلحة

نووية، وجعله حراماً على باكستان وغيرها من الدول التي تدين شعوبها ... بالإسلام؟ ! .

إن الهند تخطط لضرب المفاعل الباكستاني لكنها لا تريد أن تكون إسرائيل

شريكة لها لأسباب لا يجهلها الذين سبروا غور سياسة حزب [غاندي] رغم تعاون

الهندوس السري مع إسرائيل.

وعلى صعيد آخر؛ فقد حركت إسرائيل أمها الحنون -أمريكا- لكي تقوم

بدورها في الحملة الإعلامية ضد باكستان، ولكي تهيئ الرأي العام العالمي لأي

تصرف ضد هذا الخطر المخيف الذي يهدد البشرية، ونقلت وكالات الأنباء في 26

/ 2 / 87 أن الولايات المتحدة حذرت باكستان من أن استمرارها في البرنامج

النووي قد يؤدي إلى قطع المساعدات عنها، وأثار السفير الأمريكي هذه المسالة في

تصريح له جاء فيه:

«إن أي قرار تتخذه باكستان بإجراء تجربة نووية سيحمل الكونغرس على تجميد المساعدات، وسيثير أزمة في العلاقات بين البلدين» .

والذي نراه أن إسرائيل سوف تستمر في كيدها ضد المفاعل الباكستاني،

وكذلك الهند تساندها روسيا والأولى تساندها الولايات المتحدة، ولا يشفع لباكستان

صداقة حكومتها مع أمريكا.

إن الدول الكبرى وإسرائيل والهندوس لا يقبلون أن يمتلك المسلمون سلاحاً

نووياً، وهم يعلمون بأن الحكومات تزول وتبقى الشعوب المسلمة، وهذه الشعوب

سوف تستخدم هذا السلاح إذا اعتدي عليها فهل تتكرر مأساة المفاعل العراقي في

باكستان؟ نسأل الله أن لا يكون الأمر كذلك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015