محمد بن عائض القرني
جرد السيف وألق القلما ... هذه البُسنةُ تنثال دما
ذبح الصربُ بها إخوتنا ... هتكوا العرض، أباحوا الحُرُما
سفر الباطل عن سحنته ... فخذوا الجد سبيلاً أَمَمَا [1]
وارفعوا ألوية الحق على ... قمم المجد وسيروا قدما
لا يصون الحق إلا وَهَجٌ ... من لظى القوة يجري حمما
لا يجلي الحق إلا رَهَجٌ ... يرتديه الأفق أرضاً وسما
أيها الصرب رويداً فلقد ... طفح الكيل سئمنا السأما
ظهرت أحقادكم سافرة ... وبدا من أمركم ما كُتِما! !
أطبق الكفر على أمتنا ... يزرع الخوف بها والألما
يسرق اللقمة من صبيتها ... يقتل العزم يميت القيما
فانهضي يا أمة الحق فقد ... عظم القيد وأدمى القدما
تلك أشتاتك من يجمعها ... أوَ من يبعث تلك الرمما
أمتي هل لك من مسَتنَدٍ ... فلكم ذقت الأسى والندما
أمتي هل لك من معتَصَمٍ ... فلكم ناديت.. وامعتصما
جربي الذروة [2] في ملتنا ... فبه النصر على من ظلما
إنه المارد ما أروعه! ... هل رأيت الليث لما كُلما! !
حطمي صلبانهم واثقة ... أن سيف الحق لن ينثلما
دمري أوثانهم صامدة ... إنها في ساعة الروع دمى
واسألي كابل في زينتها ... سلمت كابل قلباً وفما
خفقت عالية رايتها ... وتولى خصمها منهزما
مَثِّلِ العزةِ يا قدوتنا ... كلما زمجر هول وطمى
الدم الحر على تربتها ... لم يدع في قلب حر سقما
وبلاء الصيد في محنتها ... جذوة توقد فينا الشمما
ذكري يا أخت بدر ذمما ... غدر الناس وخانوا الذمما
ذكري ناشئة الجيل فما ... يكشف الجهل سوى من علما
أوقدي من عزمك الصارم ما ... يبعد الهم ويذكي الهمما
إن طغى السيل على أمتنا ... فسنبقى للمعالي قمما
وإذا احلولك ليلٌ فلنا ... قبس الوحي يبيد الظُّلَما