مجله البيان (صفحة 104)

دعوة كريمة

ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً

عثمان جمعة ضميرية

قال الله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمنوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً ولا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ

الشَّيْطَانِ إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ] [سورة البقرة، الآية 208] .

* عجيب أمر هذا الإنسان! إن الله تعالى قد وهبه ما يبصر به الأمور كاملة

على حقيقتها، ولكن بعض الناس يأبون ذلك، ويعطلون مواهبهم كلها أو بعضها،

فينظر أحدهم بإحدى عينيه، ويغمض الأخرى، فيرى الأشياء أجزاء وتفاريق،

ويحكم عليها حكماً جزئياً قاصراً.

* ومن ذلك: ما روي: أن ثلاثة ممن فقدوا نعمة البصر، جمعهم مجلس

واحد، وأرادوا أن يتعرفوا على فيلٍ بجانبهم، ولما كانوا لا يبصرون؛ فقد

استعملوا أيديهم ليتحسسوا الفيل ويتعرفوا عليه، وعلى شكله وهيئته؛ فأما الأول

منهم، فقد وقعت يده على إحدى قوائم الفيل، فقال: إنه يشبه الاسطوانة، وأما

الثاني فقد وقعت يده على أذن الفيل، فاعترض على الأول قائلا: إنه يشبه القربة،

وسخر الثالث من أخويه قائلاً: إنه يشبه الرمح، لأنه مسّ نابه. وبالتأكيد: لم يكن

الفيل شيئاً مما ذكروا، ولكنهم ما استطاعوا أن يعطوا حكماً صحيحاً، لأنهم ما

استطاعوا أن يحكموا إلا على جزءٍ منه.

* وبعض الناس يريد أن يعيد قصة هؤلاء النفر، ولكن مع الدين.. فترى

بعض الناس يأخذ جانباً واحداً من جوانب هذا الدين، ويظن أنه قد أخذ الدين كله

من جميع جوانبه: فهذا تستغرقه آيات الأخلاق في القرآن الكريم وأحاديثها في سنة

النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، والثاني تستغرقه بعض الجوانب السياسية،

فلا يجاهد إلا في سبيلها، والثالث لا يعرف الدين إلا عبادات خاشعة يتقرب بها إلى

الله تعالى، ورابع يضع نصب عينيه بدعة من البدع، لا يحارب من مظاهر

الانحراف سواها، وخامس يقف عند جانب العقيدة لا يتعداه إلى شيء سواه ...

ومرة أخرى - بكل تأكيد - ليس الإسلام واحداً من ذاك كله فقط، ولكنه ذلك

كله بأجمعه، بل هو أكثر من هذا كله.

* إن الإسلام عقيدة في القلب، عقيدة حية متحركة دافعة، وينبثق عن هذه

العقيدة عبادة تتحدد فيها صلة الإنسان بربه- تبارك وتعالى-، ويقوم عليها منهج

متكامل للحياة، ينظِّم علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، وعلاقته بالكون من حوله،

ويضع معالم العلاقة بين الأمة المسلمة وغيرها من الأمم الأخرى، هو هذا الدين

الذي أنزله الله تعالى على محمد -صلى الله عليه وسلم-، فأكمله وأتم به النعمة

ورضيه لنا ديناً:

[اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسلام دِيناً]

[المائدة: 30] .

* ولذلك أمر الله -سبحانه وتعالى- بالدخول في الإسلام كله، فقال: [يَا

أَيُّهَا الَذِينَ آمنوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً] .

إنها دعوة للمؤمنين كافة أن يدخلوا في «السلم» كافة، «والسلم هو السلام، وهو هنا: الإسلام، لأنه هو الذي يتمثل فيه السلام الكامل في داخل النفس،

حيث تصطلح كلها، بعضها مع بعض، وتنتظم كلها في طريق واحد وغاية ... واحدة.. هو الطريق إلى الله» [1] .

ويتحقق هذا عندما يأخذ المسلمون بجميع عُرى الإسلام وشرائعه، والعمل

بجميع أوامره، وترك جميع زواجره، ما استطاعوا من ذلك [2] .

* وأول مفاهيم هذه الدعوة: أن يستسلم المؤمنون بكليّاتهم لله، في ذوات

أنفسهم، وفي الصغير والكبير من أمرهم، أن يستسلموا الاستسلام الذي لا تبقى

بعده بقية ناشزة من تصور أو شعور، ومن نية أو عمل، ومن رغبة أو رهبة،

لا تخضع لله ولا ترضى بحكمه وقضائه، استسلام الطاعة الواثقة المطمئنة،

الاستسلام لليد التي تقود خطاهم، وهم واثقون أنها تريد بهم الخير والنصح والرشاد، وهم مطمئنون إلى الطريق والمصير في الدنيا والآخرة سواء..

والمسلم حين يستجيب لله هذه الاستجابة يدخل في عالم كله سلام، عالم كله

ثقة واطمئنان، وكله رضىً واستقرار، لا حيرة ولا قلق، ولا تردد، ولا ضلال. سلام مع النفس والضمير، سلام مع العقل والمنطق، سلام مع الناس والأحياء،

سلام مع الوجود كله، ومع كل موجود، سلام يرفّ في حنايا السريرة، وسلام

يُظِلُّ الحياة والمجتمع ... سلام في الأرض، وسلام في السماء [3] .

وهذه قاعدة عظيمة، وكلمة جامعة، تفيد وجوب أخذ الإسلام بجملته، بأن

ينظر في جميع ما جاء به الشارع في كل مسالة من نص قولي وسنة متَّبعة، ونفهم

ذلك كله ونعمل به، لا أن يأخذ كل واحد بكلمة أو سنة ويجعلها حجة على الآخر،

وإن أدت إلى ترك ما يخالفها من النصوص والسنن وحملها على النسخ أو المسخ،

بالتأويل، أو تحكيم الاحتمال بلا حجة ولا دليل! !

ومن آيات العبرة في هذا المقام: أننا نجد في كلام كثير من علمائنا هدى

ونوراً، لو اتبعته الأمة في أزمنتهم لاستقامت على الطريقة، ووصلت إلى الحقيقة، بعد الخروج من مضيق الخلاف والشقاق إلى بحبوحة الوحدة والاتفاق.

ولذلك نعى الله تعالى ووبَّخ أولئك الذين جعلوا القرآن عضين، فجزّؤوا كتبهم

المنزلة عليهم، فآمنوا ببعضها وكفروا ببعض:

[الَذِينَ جَعَلُوا القرآن عِضِينَ * فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ] [الحجر: 91-93] . [أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الكِتَابِ وتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن

يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إلاَّ خِزْيٌ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا ويَوْمَ القِيَامَةِ يُرَدُّونَ إلَى أَشَدِّ العَذَابِ ومَا

اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ] . [البقرة: 85] .

وإنه لإنكار شديد على أولئك الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض،

أي: يعملون ببعض منه على أنه الدين، ويتركون بعضاً منه، بتأويل أو غير

تأويل، كشأن من لم يصدِّق بأنه من الله.

فوجوب أخذ القرآن والدين بجملته وفهمُ هدايته من مجموع ما ثبت عمن جاء

به أمر مقرر في ذاته، سواء فُسِّرت به الآية أم لا، لأن الآيتين اللتين تقدمتا آنفاً

في جعل القرآن عضين، وفي الإيمان ببعض، والكفر ببعض، وما في معناهما

من النصوص، تثبت ذلك وتوضحه وتؤكده [4] .

* ولا يدرك معنى هذا السِّلم حق إدراكه مَنْ لا يعلم كيف تنطلق الحيرة؟

وكيف يعربد القلق في النفوس التي لا تطمئن بالإيمان؟ ، في المجتمعات التي لا

تعرف الإسلام، أو التي عرفته ثم تنكّرت له، وارتدَّت إلى الجاهلية، تحت عنوان

من شتى العنوانات في جميع الأزمان ... هذه المجتمعات الشقية الحائرة، على

الرغم من كل ما قد يتوافر لها من الرخاء المادي والتقدم الحضاري، وسائر

مقومات الرقي في عُرف الجاهلية الضّالةِ التصورات، المختلة الموازين.

وحسبُنا مثلٌ واحد مما يقع في بلد أوربي من أرقى بلاد العالم كله مادياً، وهو

(السويد) ، حيث يخص الفرد الواحد من الدخل القومي ما يساوي خمسمائة جنيه في

العام، وحيث يستحق كل فرد نصيبه من التأمين الصحي، وإعانات المرضى التي

تُصْرَف نقداً، والعلاج المجاني في المستشفيات، وحيث التعليم المجاني في جميع

مراحله، مع تقديم إعانات ملابس وقروض للطلبة المتفوقين، وحيث تقدم الدولة

حوالي ثلاثماثة جنيه إعانة زواج لتأثيث البيوت.. وحيث.. وحيث من ذلك الرخاء

المادي العجيب. [5]

ولكن ماذا وراء هذا الرخاء المادي والحضاري وخلوِّ القلوب من الإيمان بالله؟ والطلاق بمعدل واحد لكل ست زيجات بسبب انطلاق النزوات وتبُّرج الفتن

وحرية الاختلاط! والجيل الجديد ينحرف فيدمن على المخدرات والمسكرات،

ليعوِّض خواء الروح من الإيمان وطمأنينة القلب بالعقيدة، والأمراض النفسية

والعصبية والشذوذ بأنواعه تفترس عشرات الآلاف من النفوس والأرواح

والأعصاب.. ثم الانتحار.. والحال كهذا في أمريكا.. والحال أشنع من هذا في

روسيا..

إنها الشقوة النكدة المكتوبة على كل قلب يخلو من بشاشة الإيمان وطمأنينة

العقيدة، فلا يذوق طعم السِّلْم الذي يُدْعَى المؤمنون ليدخلوا فيه كافة، ولينعموا فيه

بالأمن والظل والراحة والقرار. [6]

وبعد هذا الاستطراد، نعود لنرى كيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم-

يدعو الناس لأخذ هذا الدين بجملته؛ لأنه «لا يقوم بدين الله إلا من أحاطه من

جميع جوانبه» [7] .

فقد جاء وفد ثقيف إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ومكثوا أياماً يفدون على

النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يدعوهم إلى الإسلام.. فقال له عبد ياليل: هل

أنت مقاضينا حتى نرجع إلى قومنا؟ [8] فقال: إن أنتم أقررتم بالإسلام أقاضيكم،

وإلا فلا قضية ولا صلح بيني وبينكم. فقال عبد ياليل: أفرأيت الزنا؟ فإنّا قوم

نغترب ولأبُدَّ لنا منه؟ قال: هو عليكم حرام، فإن الله تعالى يقول: [ولا تَقْرَبُوا

الزِّنَى إنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وسَاءَ سَبِيلاً] [الإسراء: 32] . قالوا: أفرأيتَ الربا؟ قال:

هو عليكم حرام. قالوا: فإن أموالنا كلها ربا؟ قال: لكم رؤوس أموالكم، إن الله

تعالى يقول: [يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمنوا اتَّقُوا اللَّهَ وذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ] [البقرة: 278] . قالوا: أفرأيت الخمر؟ فإنها عصير أعنابنا، ولابد لنا منها!

قال: إن الله قد حرمها، وقراً: [يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمنوا إنَّمَا الخَمْرُ والمَيْسِرُ

والأَنصَابُ والأَزْلامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ] ... [المائدة: 90] [9] .

وبعد إسلامهم سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يدع لهم الطاغية، وهي

الّلات، لا يهدمها، ثلاث سنين، فأبى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يدعها

لهم شيئاً مسمَّىً، وإنما كانوا يريدون بذلك -فيما يظهرون -أن يسلموا بتركها من

سفهائهم ونسائهم وزراريهم، ويكرهون أن يروعوا قومهم بهدمها، حتى يدخلها

الإسلام - وما زالوا يسألونه أن يتركها لهم سنة سنة، ويأبى عليهم، حتى سألوا:

شهراً واحداً، بعد مقدمهم، فأبى عليهم أن يدعها شيئاً مسمى، فسألوه أن يعفيهم من

هدمها بأيديهم، فأعطاهم ذلك. وقد كانوا سألوه، مع ترك الطاغية، أن يعفيهم من

الصلاة، فقال رسول -صلى الله عليه وسلم-: «إنه لا خير في دين لا صلاة ... فيه» [10] .

وهكذا كان هذا الموقف صورة تطبيقية عملية للأمر بالدخول في السلم كافة،

فالإسلام كُلٌّ لا يتجزأ ينبغي أن يؤخذ جملة، وإلا فما هو بدين الله الذي أراده الله

ورضيه للبشر ديناً.

* يقول الإمام الشاطبي -رحمه الله-: «إن مأخذ الأدلة عند الأئمة الراسخين

إنما هو على أن تؤخذ الشريعة كالصورة الواحدة بحسب ما ثبت من كليّاتها

وجزئياتها المرتَّبِة عليها، وعامّها المرتَّب على خاصِّها، ومطلقها المحمول على

مُقَيَّدها، ومجملها المفسَّر، إلى ما سوى ذلك من مناحيها.

فإذا حصل للناظر من جملتها حكمٌ من الأحكام، فذلك الذي نظمت به حين

استنبطت، وما مثلها إلا مثل الإنسان الصحيح السوي، فكما أن الإنسان لا يكون

إنساناً حتى يستنطق، فلا ينطق باليد وحدها، ولا بالرجل وحدها، ولا بالرأس

وحده، ولا باللسان وحده، بل بجملته التي سمّي بها إنساناً، كذلك الشريعة: لا

يطلب منها الحكم على حقيقة الاستنباط إلا بجملتها، لا من دليل منها أيَّ دليل كان،

وإن ظهر لبادي الرأي نطق ذلك الدليل» .

* ولكن شياطين الإنس والجن، هم الذين يزينون لبعض الناس أن يأخذوا جانباً واحداً من هذا الدين، وأن ينصرفوا عن سائر الجوانب، فيزعمون أن نظم الحياة كلها.. من تعليم وجهاد وعقوبات ومعاملات.. لا ينبغي أن تكون من الدين.. العلم كذلك لا علاقة له بالدين.. فالدين صلة روحية بين العبد وربه، ومن يحاول أن يحكِّم دين الله في أي جانب من تلك الجوانب السالفة فهو - بزعمهم - متطرف متعصب، بل جاهل بأحكام الدين ومفسد في الأرض! ! .. وعندئذ يجب أن تُوَجَّه إليه كل التهم، وأن تستعمل ضده كل الأسلحة التي تفتّق عنها العقل البشري في العصر الحديث.. فقد تبدلت القيم والموازين، إذ صار الدعاة إلى الله فاسدين ومفسدين، عابثين لاهين! ! وأصبح الطغاة والمنحرفون دعاة للدين ومفتين، وغدا الذين يحاربون الدين ويقعدون للمؤمنين كل مقعد، غدوا حُماةَ الإسلام المدافعين عنه وعن أهله! !

ولكن، لا عجب في ذلك، ألم يسبق فرعون الذي عاصره موسى-عليه

السلام- إلى ذلك عندما قال: [ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى ولْيَدْعُ رَبَّهُ إنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ

دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الفَسَادَ] [غافر: 26] ..؟

ونعود إلى ما أسلفنا الإشارة إليه عن خطوات شياطين الإنس والجن الذين

يحرفون المرء عن دينه، ويزينون له تجزئة بعض الأحكام ليؤمن ببعضها ويكفر

ببعض، إن الإنسان لن يصل إلى ذلك دفعة واحدة، وإنما يسير مع الشيطان في

ذلك خطوة خطوة، فإذا سار معه الخطوة الأولى فقد تهيأت له الأسباب والبواعث

النفسية للمسيرة كاملة، ليصل إلى نهاية الطريق بالانخلاع من هذا الدين والخروج

عنه بالكلية، بل هو قد انخلع عنه حقيقةً عندما ترك جانباً من جوانبه.

ولذلك جاء التحذير من اتباع خطوات الشيطان، لأنه يسير مع الإنسان خطوة

خطوة، وينقله على طريقه نقلة نقلة، ويدخل عليه من مداخل شتى؛ لأنه لو أراده

على الخروج من دينه والانسلاخ منه دفعة واحدة، أبى عليه ما في قلبه من إيمان

وما في نفسه من حمية للدين، ومعرفة للعداوة الأبدية بين الشيطان والإنسان..

[ولا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ] [البقرة: 168] .

وحذرنا الله سبحانه وتعالى، من الزلل في طريق الإسلام، وبيَّن عاقبة ذلك

ومآله فقال: [فَإن زَلَلْتُم مِّنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ البَيِّنَاتُ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ]

[البقرة: 209] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015