وهذا المقوقس عظيم القبط في مصر يقول في كتابه للرسول صلى الله عليه وسلم: وقد علمت أن نبيا قد بقي وكنت أظن أنه يخرج بالشام (?). فما الذي أعلمه بذلك؟ هل كان يرجم الغيب ويتبع الظنون والأوهام؟
وهذا (مري) حاجب الحارث بن أبي شمر الغساني يقول لشجاع بن وهب رضي الله عنه: " إني قرأت في الإنجيل، وأجد صفة هذا النبي بعينه، فكنت أراه يخرج بالشام، فأراه قد يخرج بأرض العرب. وهذه الشهادة صريحة في أنه وجد صفة النبي بعينه في الإنجيل.
وذاك رجل الدين النصراني في عمورية الذي لازمه سلمان بوصية من سلفه الذي هو على دينه، يقول عندما حضرته الوفاة: " ولكنه قد أظلك زمان نبي مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب، مهاجره إلى أرض بين حرتين فيهما نخل، به علامات لا تخفى، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، بين كتفيه خاتم النبوة.
وخالدة بنت الحارث اليهودية عمة عبد الله بن سلام تقول له وتسأله لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة: يا ابن أخي أهو النبي الذي كنا نبشر به أنه يبعث مع نفس الساعة؟ قال: فقلت لها: نعم، ثم أسلمت. فقولها: نبشر به، دليل على أن هناك بشارة، فمن أين جاءت إن لم تكن في كتبهم يعرفها علماؤهم؟
وذاك أيضا أبو ياسر بن أخطب يقول لقومه بعد أن سمع من النبي وحادثه: يا قوم أطيعوني، فإن الله عز وجل قد جاءكم بالذي كنتم تنتظرون، فاتبعوه ولا تخالفوه.