ولا يشتمل إلا على العفص، والزاج (?)، فعل الزنادقة والطرقية المارقية.
فإن كان قولهم حقا، وجب إظهاره، وتبيينه للخلق ليصير إليه، ويعلموا أنه كما فعل النبي-صلى الله عليه وسلم- في إظهار الإسلام وبيان شريعته وتعريفها لمن آمن [به] (?) وصدقه، ولم يكتم ذلك عن أمته.
فهلا اقتدوا بالنبي-صلى الله عليه وسلم- ولم يقتدوا بالزنادقة والمنافقين الذين أظهروا الإسلام وموافقة أهله، وأسروا الكفر والزندقة.
فإن كان قولهم حقا فقد كتموه [وداهنوا] (?) أهل الباطل وأظهروه، وإن كان باطلا فقد أسروا الباطل واعتقدوه، فما خلوا من الباطل في الحالين، والحمد لله على العافية من بلائهم، والسلامة من دائهم.
الرابع: إن كان قولهم فكيف يحتجون به في مناظراتهم ومحاوراتهم، فإن كلام الإنسان ليس بحجة له بغير خلاف.
الخامس: أنهم نسبوا قصائد الشعر إلى قائلها، ولم (?) يدعوا أنها قولهم، ولو ادعوا ذلك لكذبهم الناس أجمعون، ولو أن [إنسانا] (?) سرق بيتا من الشعر ادعاه لنفسه، سمي سارقا وعيب بذلك، فكيف من يدعي أنه قال القرآن العظيم الذي اعترف بالعجز عن مثله الخلق كلهم أجمعون.