الصادقين، وقدوتهم ومشايخهم رءوس المشركين الذين قالوا [فيما قال الله عنهم]: {إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا} (?) {وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} (?).
فنحن نكتفي برد الله تعالى عليهم وما نحتاج إلى شيء سواه، ففي الله- تعالى- كفاية.
ومتى رضوا لأنفسهم بهذا المقام، انقطع معهم الكلام، وزال الحجاج والخصام.
الثاني: أن الله- تعالى- أنزل على عبده الكتاب، وشهد الله وملائكته بإنزاله: {وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ} (?).
وعلى قول هؤلاء: ما أنزل الله على بشر من شيء، وردوا شهادة الله وملائكته وكذبوا قوله، تعالى الله عما يقول [الظالمون] (?) علوا كبيرا.
وإن قالوا: هذا قولنا [رد] (?) عليهم كما ذكرنا، ويزيد أنهم كذبوا الله تعالى في قوله: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} (?) وعلى قولهم: قد أتوا بمثله. وقال الله تعالى: {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} (?).