[فصل]
فإن قالوا: هذا قول محمد-صلى الله عليه وسلم- فهذا باطل لهذه الوجوه كلها (?).
ومن وجه آخر: وهو أنهم وافقوا الوليد بن المغيرة هو: الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم. زعيم من زعماء قريش، وطاغية من طغاتهم، ومات على الشرك، وهو زعيم بني مخزوم، ووالد خالد بن الوليد -رضي الله عنه-. انظر: الكامل لابن الأثير (2/ 52). في قوله: {إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ} (?) ولهم من الجزاء ما وعد به الوليد بقوله تعالى: {سَأُصْلِيهِ سَقَرَ} (?) فهم رفقته في سقر، كما وافقوه في [زعمه] (?) إن هذا إلا قول البشر.
ويرد عليهم من الجواب ما أجاب الله- تعالى- به المشركين بقوله سبحانه: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُون} (?) {فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ} (?)، وقوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ} (?)، وسائر الآيات الدالة على الرد على قائل هذه المقالة، وتصير مناظرتهم مع رب العالمين، وخصمهم أحكم الحاكمين وأصدق