الكذبة الثانية: أن لوطا عليه السلام كان يسكن في جبل في فلسطين، وكانت له ابنتان بالغتان، ولم يكن له ولد ذكر، فقالت الكبرى للصغرى نحن نسكن في هذا الجبل وحدنا، وقد بدأ والدنا يتقدم في السن، فلو مات لم نستطع أن نبقى وحدنا هنا، فتعالي نسقي والدنا خمرا في ليلة، فإذا سكر أنام معه أنا، وبعد عدة ليال إذا حملت أنا، نسقيه خمرا أخرى فتنامين أنت، لعل الله يرزقنا ولدين ذكرين، يقومان بحمايتنا، فسقتاه خمرا فسكر فنامت معه الصغرى فحملت وولدت كل واحدة منهما ولدا ذكرا، فكان كل واحد من الولدين حبرا لقبيلة من قبائل بني إسرائيل.
الكذبة الثالثة: أن نوحا عليه السلام شرب الخمر فسكر فانكشفت عورته، وكان له ثلاثة من الأولاد: سام، ويافث، وحام. فذهب حام ووجد أباه نوحا سكران مستلقيا على ظهره، مكشوف العورة، فرجع وأخبر أخويه ساما ويافث فأخذا غطاء وجعلا يمشيان إلى الوراء حتى لا يريا عورة أبيهما فلما وصلا إليه، ألقيا عليه الغطاء تم انصرفا، فلما أفاق أبوهما نوح عليه السلام وعلم بذلك، دعا على حام أن يجعل الله ذريته عبيدا لذرية أخويه، فصار أبناؤه كلهم سودا يباعون في الأسواق عبيدا، وأبناء سام ويافث بيضا سادة.
قرأت هذا في التوراة باللغة العبرانية، لما كنت أدرسها في ألمانيا، واسمها العربي في كتاب تخطيط البلدان، لابن الفقيه البغدادي المتوفى في آخر القرن الثالث الهجري " جرمانية ".
والمراد بكتابة هذا المقال تنبيه القراء إلى ما خص الله به الملك فيصل رحمه الله من الذكاء الذي كان سببا في انقلاب الدكتور موريس بوكاي من عدو لدود للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ولدينه الحق اليقين إلى صديق حميم يدافع عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن القرآن، بكل ما عنده من القوة، وقد أخبرني بذلك المجلس أن كتابه المذكور ترجم باثنتي عشرة لغة، منها العربية والإنجليزية، وقد حضر مؤتمرات كثيرة في جميع أنحاء العالم، وألقى أحاديث طويلة في إقامة الحجة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم، وأن القرآن من الله تعالى ليس فيه زيادة