ووجدته هو الكتاب الوحيد، الذي يضطر المثقف بالعلوم العصرية، أن يؤمن بأنه من الله، لا يزيد حرف ولا ينقص، أما التوراة والأناجيل الأربعة فيها كذب كثير لا يستطيع عالم عصري أن يصدقها.
انتهى ما دار بيني وبينه من الحديث في هذا الشأن.
وكان في الحاضرين شاب مغربي، تعلم الطب في المغرب، وبعث إلى فرنسا ليتدرب، فقال للدكتور موريس بوكاي: إن القرآن يقول في آخر سورة لقمان {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} (?) ويقول علماء المسلمين إن هذه الخمس لا يعلمها إلا الله، وعلماء هذا العمر يعلمون ما في الأرحام. فغضب الدكتور موريس بوكاي. وقال: هذا كذب، ها أنت تدعي أنك طبيب فتعال معي إلى المستشفى الخاص بي وأعرض عليك نساء حوامل، فأخبرني بما في بطونها، بدليل علمي.
فأسقط في يد الشاب
وقال الدكتور موريس بوكاي: لو علمت أن مثل هذا الشاب موجود في هذا المجلس ما زرتكم.
والآن أذكر شيئا قليلا مما في التوراة من الكذب الواضح الذي لا يعتقده من يؤمن بالأنبياء ويصدقهم.
فمن ذلك أن يعقوب عليه السلام سمع أن زوجة ابنه قاعدة بجانب الطريق تزني بالأجرة، فبعث إليها فجيء بها فأمر برجمها بعدما اعترفت، فقالت له: مهلا، وأخرجت ثوبا وناولته إياه قائلة لمن هذا الثوب؟. فقال: هذا ثوبي: فقالت له: أنت زنيت بي، وأعطيتني هذا الثوب أجرة، فارجم نفسك أولا، ثم ارجمني.