للدولة فنادى النبي صلى الله عليه وسلم في المسلمين «ألا لا يصلين أحد إلا في بني قريظة» (?)
وحاصر المسلمون بني قريظة شهرًا تقريبًا، ولما طال عليهم الحصار ... ورفض النبي صلى الله عليه وسلم إلا أن يستسلموا دون قيد أو شرط استسلم بنو قريظة، ونزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوكل صلى الله عليه وسلم الحكم فيه إلى سعد بن معاذ - قائد الأوس - وفي اختياره دلالة على حكمة النبي صلى الله عليه وسلم وبُعد نظره، وإدراكه لنفسيات يهود قريظة، لأن سعدًا كان حليف بني قريظة في الجاهلية، وقد ارتاح اليهود لهذا الاختيار، وظنوا أن الرجل قد يحابيهم في حكمه، لكنَّ سعدًا نظر إلى الموقف من جميع جوانبه، وقدره تقدير من عاش أحداثه وظروفه.
وبعد أن أخذ سعد رضي الله عنه المواثيق على الطرفين أن يرضى كل منهما بحكمه، أعلن حكمه بالإعدام على الخونة لاتفاقية حماية المدينة، قائلاً: «فإني أحكم أن تقتل المقاتلة [الذكور من الرجال]، وأن تسبى الذرية. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لقد حكمت فيهم بحكم الملك " أو " بحكم الله عز وجل» (?)
بسبب هذا الموقف أصبح البعض يُشكك في أخلاقية الحرب الإسلامية، ونحن إذ نورده هنا ليس إلا لمناقشة ذلك، وبيان سبب