فعل النبي صلى الله عليه وسلم لهذا:
أولاً: ماذا لو أن نتيجة غزوة الأحزاب تمت حسبما كان يخطط لها بنو قريظة وأحزابهم؟ ألم تكن هي الإبادة التامة للمسلمين أجمعين. لقد ظن اليهود أن هذا هو طريق تدمير الكيان الإسلامي تدميرًا كاملاً، واستئصال شأفة المسلمين استئصالاً كليًا.
ثانيا: إن قانون الدول المعاصرة يحكم بالإعدام على من يخون وطنه ويقيم اتصالات مع العدو أو يتجسس لحسابه، ولو درس الذين يطعنون في حكم سعد على بني قريظة القوانين المعاصرة دراسة نافذة وطبقوها على قضية بني قريظة لرأوا أن قوانين العصر الحديث والدول المتقدمة لا تختلف في شيء عما أصدره سعد بن معاذ.
ثالثا: أن هذه العقوبة الجماعية الفريدة التي سببها الخيانة العظمة من قريظة؛ لم تكن مستغربة في أذهان اليهود، والذين يقرؤون في التوراة عن " تشريعات " الحرب الإسرائيلية التي تحث على قتل الرجال والنساء والأطفال، وأحيانا حيوانات الأعداء.
رابعا: كان هناك يهود آخرون خانوا معاهداتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، إذ كانت في المدينة طوائف أخرى، منها: قينقاع، والنضير. فالأولون قد أبدوا البغضاء وإثارة الفتن في المدينة، الأمر الذي بلغ ببعضهم أن يعمل على كشف سوءة امرأة مسلمة في السوق، الذي أدى لوجود مقتلة بينهم وبين المسلمين داخل السوق، مع ما أبدوه من إرهاصات لخيانة المعاهدة التي أبرموها مع النبي صلى الله عليه وسلم، الأمر الذي أدى إلى